عربي ودولي

مفاوضات النووي الإيراني في خواتيمها.. والإعلان عن الاتفاق يحتاج إلى قرار سياسي

من المرجح أن يتم الإعلان عن الاتفاق التاريخي حول النووي الإيراني خلال ساعات والأمور في خواتيمها، ولم يتبق إلا صدور قرار سياسي بقبول الاتفاق، فقد توصلت مجموعة الخمسة زائد واحد وإيران إلى صيغة الاتفاق النهائي حول البرنامج النووي الإيراني، بعد عدة تمديدات لموعد التوقيع.
هذا ودخلت المفاوضات بين الطرفين في فيينا أمس مرحلتها الأخيرة حيث بدت إمكانية التوصل إلى اتفاق تاريخي يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني «في متناول اليد» لكن بشرط تجاوز آخر نقطتي أو ثلاث نقاط خلاف.
وقال وزير الخارجية الأميركية جون كيري: «نقترب من قرارات فعلية» وعبّر مرتين عن «تفاؤله» برغم «بعض النقاط التي لا تزال عالقة».
من جهتها كتبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على حسابها على موقع «تويتر»: إن المفاوضات وصلت إلى «الساعات الحاسمة».
كما أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس عن اعتقاده أن المفاوضات الدولية حول برنامج إيران النووي دخلت «مرحلتها الأخيرة».
وقال في فيينا: «آمل أن نكون دخلنا المرحلة الأخيرة من هذه المفاوضات الماراثونية. أعتقد ذلك». من جهته، اعتبر دبلوماسي إيراني موجود في فيينا أمس أن التوصل إلى اتفاق حول برنامج طهران النووي بات «في متناول اليد» لكنه لا يزال يتطلب «إرادة سياسية» في إشارة إلى وجوب صدور قرار سياسي بتوقيع الاتفاق.
وكتب علي رضا ميريوسفي على حسابه على موقع تويتر: إن «الاتفاق في متناول اليد. إنه يتطلب فقط إرادة سياسية في هذه المرحلة».
ومنذ خمسة عشر يوماً تسعى مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، الصين، بريطانيا وألمانيا) إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع إيران يضمن الطابع السلمي لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران.
وكان يفترض أن تنتهي المفاوضات في 30 حزيران لكنها أرجئت عدة مرات وتم تحديد مهلة نهائية تنتهي اليوم الإثنين.
ومع اقتراب انتهاء المهلة، تسارعت وتيرة الاجتماعات على المستوى الوزاري حتى منتصف ليل السبت الماضي.
وتوجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إلى فيينا للانضمام إلى المفاوضات وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية.
ولدى خروجه من لقاء مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، قال وزير الخارجية الفرنسي: «كل شيء على الطاولة، حان وقت اتخاذ قرار».
وعقد اجتماع مساء السبت الماضي لمجموعة خمسة زائد واحد ثم لقاء بين ظريف وكيري ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فاجتماع أخير لمجموعة 5+1 قبيل منتصف الليل.
والهدف من كل هذه الجهود هو التوصل إلى إقفال ملف يسمم العلاقات الدولية منذ أكثر من اثنتي عشرة سنة.
ومنذ 2006، فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة حزمات عدة من العقوبات على طهران.
وفي العام 2013 بدأ الطرفان مفاوضات جدية للخروج من هذه الأزمة.
ففي نيسان تفاهما على الخطوط الكبرى لنص خاصة خفض عدد أجهزة الطرد المركزي أو مخزون اليورانيوم المخصب لدى طهران.
وهناك نقطة خلاف أخرى تتعلق بوتيرة رفع العقوبات. ففيما يرغب الإيرانيون برفعها على الفور دفعة واحدة يريد الغربيون أن يكون رفعها تدريجياً مع إمكانية العودة إليها في حال انتهاك الاتفاق.
وتطالب مجموعة 5+1 أيضاً بأن يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول مواقع عسكرية «إن اقتضت الضرورة» وهو ما يرفضه بعض المسؤولين العسكريين الإيرانيين.
والأسبوع الماضي، تصاعدت حدة النبرة مع اتهام كل جانب للآخر بعدم اتخاذ القرارات اللازمة.
وبدا مؤخراً المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية أكثر تشدداً، إذ دعا في كلمة له أمام طلاب في طهران إلى الاستمرار في التصدي للولايات المتحدة التي اعتبر أنها «أفضل مثل على الغطرسة».
بدوره أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن إيران أبهرت العالم في المفاوضات النووية.
وأضاف روحاني: إنه «إذا جرى التوصل إلى اتفاق فإن العالم سيرى أن إيران حلت أكبر مشكلاتها بالتفاوض». ولفت بالقول: «أما إذا فشلت فإن دبلوماسيينا أظهروا للعالم أننا نتحلى بالمنطق. وأننا لم نترك طاولة المفاوضات قط وقدمنا أفضل الإجابات، وخلال 22 شهراً من المفاوضات تعني أننا نجحنا في إبهار العالم، وهذا فن».
وأعرب الرئيس الإيراني عن أمله بالتوصل إلى النتائج المطلوبة على أساس مصالح الشعب الإيراني خلال المفاوضات.
وفي طهران أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن مسار المفاوضات النووية الجارية حالياً في فيينا مع مجموعة خمسة زائد واحد ماض إلى الأمام بشكل عام وقد يصل إلى نتيجة في ظل الأجواء السائدة.
وعبر لاريجاني بحسب ما ذكرت وكالة «إرنا» عن رؤيته الإيجابية تجاه المفاوضات وقال: «إن الجهود التي يبذلها الفريق النووي الإيراني المفاوض تأتي في إطار شفاف وممنهج».
وأعرب لاريجاني عن أمله بأن يتحلى الجانب الآخر في المفاوضات النووية بالعقلانية للاستفادة من الزمن بشكل صحيح وأن يدرك أن ممارسة المزيد من الضغوط قد تخلق مشاكل لا تحمد عقباها.
وفي سياق متصل دعا /203/ من نواب مجلس الشورى الإيراني في بيان أصدروه أمس إلى ضرورة رفع جميع العقوبات المالية والاقتصادية والعسكرية عن إيران في اليوم الأول من تنفيذ بنود الاتفاق النووي وتأكيد رفض تفقد المواقع العسكرية والأمنية داخل البلاد رفضاً حاسماً فضلاً عن منع إجراء المقابلات مع العلماء النوويين وفرض القيود على إجراء الدراسات والأبحاث العلمية النووية.
ونوه النواب الإيرانيون في بيانهم بصمود المفاوضين الإيرانيين أمام المطالب المبالغ فيها والتمسك بخطوط إيران الحمراء في المفاوضات النووية، مشددين على أن الجميع يعلمون حسن نيات إيران والذرائع الغربية الأميركية في هذا المجال، حيث ثبت أنه لا يمكن الثقة بالإدارة الأميركية التي تسعى إلى حرمان الشعب الإيراني من حقوقه.
(أ ف ب- سانا – الميادين – رويترز)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن