عربي ودولي

استشهاد 12 يمنياً بغارات سعودية جديدة على محافظات يمنية عدة رغم الهدنة الإنسانية…هدنة اليمن تكشف تجاهل السعودية المتكرر للأمم المتحدة وأمينها العام

تشي الأحداث التي رافقت الأزمة اليمنية باستخفاف التحالف الذي تقوده السعودية تجاه المبعوث الأممي إلى اليمن وما يمثله، إضافة إلى تجاهل سعودي متكرر للأمم المتحدة وأمينها العام.
ويكشف الميدان كل مرة أن أولى خروقات أي هدنة تعلنها الأمم المتحدة تحصل بتوقيع التحالف السعودي، هذا ما حصل في الهدنة الحالية وكذلك السابقة، ففي الدقائق الأولى لبدء سريان الهدنة فجر السبت سجل الخرق السعودي حين استهدفت مقاتلات التحالف موقعاً لجماعة أنصار اللـه في جبل الزنوج بمدينة تعز، ليعلن التحالف لاحقاً أنه غير معني بهذه الهدنة، وأنه لم يتبلغ بها من حكومة الرئيس هادي.
وفي الواقع لا يبدو أن التحالف السعودي يتماهى مع «التمنيات» الأممية، فالهدنة الإنسانية السابقة التي دعت إليها الأمم المتحدة في أيار الماضي كانت مريرة لناحية خرقها في الربع الساعة الأول من قبل التحالف السعودي، الذي شن حينها 4 غارات على صعدة وحجة.
ويسمي البعض سلوك التحالف بالتجاهل والبعض الآخر ينطلق من مقاربة السعودية نفسها لما يسميه معارضوها «العدوان على اليمن»، فالمملكة تعتبر أن حربها في اليمن جزء من دفاعها عن أمنها وأمن شقيقاتها من دول الخليج.
وبالتالي لن ترى في الواجهة أمامها أي صوت معارض أو حتى مطالب بالتنبه إلى حرمة الدم والإنسان، حتى لو كان الأخير الأمم المتحدة، فحلفاؤها من أميركا وبعض الدول الأوروبية منحوها الضوء الأخضر منذ أكثر من 4 أشهر لتفعل ما تراه مناسباً في جارها الصغير غير السعيد، اليمن.
ومن جانبهم يشرح خبراء عسكريون أن وقف النار بالنسبة إلى السعودية يعني في قاموسها نصراً مؤكداً للقوات المسيطرة على صنعاء وغيرها الكثير من المناطق اليمنية الرئيسة، من هنا تبحث المملكة عن الحل النهائي وإن طالت قافلة الضحايا، وهذا ما تؤكده الصحف السعودية عندما تقول «إن هدنة اليمن تشكل فرصة للانقلابيين للخروج من المأزق».
وفي إطار التجاهل السعودي أيضاً للأمم المتحدة تأتي العرقلة التي تعرضت لها الطائرة الأممية التي أقلت وفد صنعاء إلى جنيف، والاتهام المباشر الذي وجهه منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن فان دير كلاوف ضد التحالف السعودي بأن الضربات الجوية التي ينفذها الأخير تشكل انتهاكاً للقانون الدولي.
إلى ذلك شن الطيران السعودي فجر أمس سلسلة من الغارات الجديدة على عدد من المحافظات اليمنية أودت بحياة 12 يمنيا بينهم طفلان على الرغم من الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة في اليمن والتي سرعان ما انهارت.
وقال مصدر أمني مسؤول لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ»: إن تسعة أشخاص قتلوا إثر غارة جوية شنها طيران العدوان السعودي استهدفت سيارات كانت تقلهم إلى مدينة البيضاء»، مشيراً إلى أن من بين القتلى سبعة أشخاص من أسرة واحدة.
وأوضح المصدر أن «طفلين قتلا وأصيب ستة أشخاص جراء قصف طيران العدوان السعودي لمنزل بمديرية التعزية»، مبيناً أن الطيران السعودي قصف بسلسلة من الغارات الجوية منازل ومواقع عسكرية وأمنية في المنطقة.
ولفت المصدر إلى أن «شخصاً قتل وأصيب اثنان آخران في قصف لطيران العدوان السعودي على منطقة مريس بمحافظة الضالع».
ووسع طيران نظام آل سعود مساء السبت دائرة أهدافه وبعد يوم واحد من استهداف قاعة للمناسبات شمال العاصمة اليمنية شن هذا الطيران عدة غارات استهدفت قاعة الخيول بمديرية الوحدة جنوب صنعاء.
وفي محافظة صعدة قال مصدر يمني: إن «طيران العدوان السعودي أغار على منطقة العند وشن ثلاث غارات أخرى على الجسر الواصل بين مديريتي حيدان والظاهر».
وأوضح المصدر «أن طيران الأباتشي التابع للنظام السعودي قصف منطقة المنزالة بأربعة صواريخ فيما قصفت المدفعية وبشكل مكثف جبل الأحمر بالمحافظة».
يذكر أن طيران نظام آل سعود خرق الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي في أول ساعة من بدء سريانها وشن فجر السبت 12 غارة على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات شبوة وتعز وحجة. ويأتي استمرار الغارات بعد أن طلب مجلس الأمن الدولي الجمعة احترام الهدنة الإنسانية في اليمن التي أعلنت الأمم المتحدة التوصل إليها اعتباراً من يوم الجمعة حتى نهاية شهر رمضان.
(الميادين – أ ف ب – سانا – روسيا اليوم)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن