رياضة

تشرين ظاهرة قد لا تتكرر فادعموها يا أبناء البحر

| اللاذقية – محسن عمران

رغم النتائج الكبيرة التي يحققها فريق تشرين في الدوري والكأس «أعدت المادة قبل مباراة الكرامة في الكأس» إلا أن هذا الفريق يبدو وكأنه غريب عن المسؤولين في محافظة اللاذقية ولولا جمهوره الكبير والوفي ورئيس مكتب الشباب في فرع الحزب ورئيس التنفيذية وعدد من الداعمين لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة بالإضافة لرئيس النادي لقلنا إن هذا النادي يمشي وحيداً وكأنه لا ينتمي لمحافظة اللاذقية.

مسؤولو محافظة اللاذقية وتجارها الذين يملؤون مطاعم ومنتجعات المحافظة ليلاً ويدفعون ما يكفي كل ليلة للصرف على أندية اللاذقية، ووقود سياراتهم الذي يصرف خارج الدوام الرسمي يكفي لصرف رواتب فريق تشرين كل شهر، لا يعنيهم إن فاز أم خسر تشرين أو أصبح حديث الناس والمحطات العربية ولا يعرفون من كلمة الألتراس إلا اسمها إن عرفوها ولا يعلمون أن جمهوره أعاد الحياة ليس لملاعب اللاذقية فقط وإنما لملاعب سورية بأكملها بعد موت سريري لمدة سبع سنوات وبالتالي واجبهم دعم هذا الفريق لأقصى الحدود.
قبل عدة سنوات عندما نافس فريقا الكرامة والاتحاد محلياً ثم آسيوياً دعمت محافظتا حمص وحلب بكل مسؤوليها وأصحاب رؤوس الأموال فيهما هذين الفريقين وأقيمت الاحتفالات وجمعت التبرعات، وتم التعاقد مع أفضل اللاعبين وكان هم واهتمام رئيس الوزراء حينها كيف يجعل من هذين الناديين ينافسان أرقى الأندية في المنطقة وفعلاً حدث هذا لفترة من الوقت.
اللاعب التشريني فقير

للأسف لم يحدث شيء من هذا القبيل في فريق تشرين ويبدو أنه لن يحدث لأن الجميع يعمل على مبدأ اللهم أسألك نفسي مع أنه لا عذر لأحد، فالغني في هذه الأزمة زاد ثراؤه وارتفع صوته في الغناء فرحاً (يا ليل ويا عين) على حين لاعبو تشرين بالكاد يتدبرون أمرهم وتعتمد الإدارة على الاقتراض من هذا وذاك وعلى ما يجود به الداعمون العاشقون لناديهم، ولو عرفنا أن الفريق يتناول في معظم الأحيان وجباته في الحافلة وأحياناً يقوم إداري الفريق بتجهيز السندويش أثناء السفر لرفعنا القبعة احتراماً لهم، ولو علمنا أن بعض اللاعبين يسافرون ولا يوجد في جيبهم ألف ليرة لقلنا إنه من المستحيل أن يحقق فريق هذه النتائج في ظل هذه الظروف الصعبة.

الكل للواحد والواحد للكل
هذا الشعار رفعه ثلاثون شاباً هم اللاعبون وكادرهم قبل بدء الدوري واتفقوا وتعاهدوا على الإخلاص لهذا الشعار فسادت روح الجماعة والألفة بينهم، ومن يسافر مع الفريق في الحافلة ويسمع الأغاني والضحك وغيرها فسيدفع الكثير ليعيد ذلك مرة ثانية وثالثة وإذا كانت غرفة المشالح هي سر الفوز لمعظم الفرق فإن الحافلة هي سر فوز تشرين، وهي من بثت روح الجماعة فيه بتكتيك وتخطيط ذكي من المدربين عمار الشمالي ومحمد اليوسف ودائماً تكون الأوركسترا مؤلفة من باسل مصطفى وزياد دنورة وسامر نحلوس وخالد كوجللي وعمر ريحاوي وباقي اللاعبين، وما أجمله من لاعب أحمد ملحم «أبو ياسر» عندما يغضب فينسى الجميع همهم المالي وينقسمون فريقين فريق الملحم والفريق الآخر الذي أغضبه وتستمر الرحلة من دون أن يشعر بها أحد.

الشمالي صاحب القرار
تردد في الآونة الأخيرة عن تدخلات في عمل المدرب من بعض الأشخاص ولكن للأمانة وبصفتي منسقاً إعلامياً للفريق أرافقه في حله وترحاله لم ألحظ هذا الأمر بل على العكس من ذلك يتهم المقربون الشمالي بالدكتاتورية مع أن الحقيقة غير ذلك، فالشمالي يتشاور مع اليوسف والكردغلي في كل شاردة وواردة ويأخذ رأيهم بكل الأمور ومن ثم يضع بذهنه التشكيلة ولا يعلنها إلا قبل المباراة مع أن التشكيلة شبه ثابتة ولكن هناك تغييرات تطرأ حسب ظروف الفريق المنافس ولطالما حدث تغيير في مراكز اللاعبين ونجح الأمر مراراً.

تحية
التحية يستحقها الأستاذ عناق زينة رئيس مكتب الشباب في فرع الحزب لدعمه الفريق حسب إمكانياته المتاحة والأستاذ أيمن أحمد رئيس التنفيذية الذي لا يهدأ ولا يمل ويسعى جاهداً لتأمين طلبات الفريق وغيرها، والأستاذ أحمد فرحات مدير المدينة الرياضية الذي يضع الملاعب والمسابح دائماً بخدمة الفريق بالإضافة للداعمين وعلى رأسهم رئيس النادي السابق مصطفى عادل سلمان وشقيقه حمدو ومحمد دمياطي وغيرهم ولا ننسى رئيس النادي المحامي أسامة عبد الله الذي يتحمل أيضاً عبئاً كبيراً.

هل يفعلها تشرين؟
في ظل الظروف الصعبة التي يتغلب عليها التشرينيون بمحبة بعضهم بعضاً كما ذكرنا فإن الطريق نحو الفوز باللقب رغم صعوبته ممكن ولاسيما أن مصير اللقب يحدده الفريق بنفسه، وما عليه سوى الفوز بمبارياته من دون النظر إلى نتائج الفرق الأخرى وهم قادرون على ذلك ولاسيما أن معظم المباريات ستقام في أرضه باستثناء مباراتي الاتحاد والكرامة ومباراة الشرطة المنقولة اتحادياً لخارج اللاذقية لعقوبة اتحادية، وينتظر عشاق البحارة قراراً بإنصافهم وإعادة المباراة للاذقية ومن يشاهد ما يجري على المدرجات وفي أرض الملعب بين الجمهور واللاعبين يخل أن الجمهور هو من يلعب ويقل إن هذا الفريق حرام ألا يفوز بلقب الدوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن