الإمارات تدعو إلى حل إقليمي للأزمة الخليجية … السعودية تؤكد أن مقاطعة قطر ستستمر حتى تنفيذ المطالب كاملة
أكد مجلس الوزراء السعودي، خلال جلسة عقدها، أمس في مدينة جدة برئاسة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، أن الإجراءات ضد قطر ستستمر حتى تنفيذها لمطالب دول المقاطعة، في وقت شددت الإمارات على أنه لا يجوز النظر إلى قطر باعتبارها «دولة صغيرة»، بل يجب التعامل معها ككيان يملك 300 مليار دولار.
ونقلت وكالة «واس» السعودية الرسمية عن وزير الثقافة والإعلام، عواد بن صالح العواد، قوله عقب الاجتماع: «إن مجلس الوزراء استمع… إلى جملة من التقارير عن مستجدات الأحداث وتطوراتها، وتطرق في هذا السياق إلى البيان المشترك الصادر من المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين».
إلى ذلك دعا وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إلى إيجاد حل إقليمي للأزمة القطرية، مقترحاً في هذا السياق إنشاء منظومة رقابة شاملة على تحويلات الأموال ومنع تمويل الإرهاب.
وفي كلمة ألقاها في لندن، بمؤسسة «تشاتام هاوس» في العاصمة البريطانية، أمس، شدد قرقاش على أنه لا يجوز النظر إلى قطر باعتبارها «دولة صغيرة»، بل يجب التعامل معها ككيان يملك 300 مليار دولار.
وتابع: «هذه هي رسالتنا: لا يمكنكم (القطريين) أن تكونوا جزءاً من منظمة مخصصة لتعزيز الأمن الجماعي، بالتزامن مع عملكم على زعزعة الاستقرار». وأضاف: «لا يمكنكم أن تكونوا أصدقاءنا وأصدقاء القاعدة في آن واحد».
وذكر الوزير الإماراتي بأن أمير قطر تميم بتوقيعه على اتفاقية الرياض في عام 2014، «قال لنا عملياً: إنني لست مسؤولاً عن سياسات والدي. ستكون اليوم صفحة جديدة، واسمحوا لي أن أكون في هذه الصفحة الجديدة». لكن بعد مرور 3 سنوات، اتضح للدول الخليجية الأخرى، حسب الوزير الإماراتي، أن التغيير المنتظر في التصرفات القطرية لم يولد أبداً.
وفي الوقت نفسه، لفت قرقاش إلى بعض «التطورات الإيجابية» حول الأزمة القطرية، ولاسيما التوقيع على المذكرة الأميركية القطرية حول منع تمويل الإرهاب وموافقة الدوحة على المطالب الأميركية بشأن دراسة أنشطة بعض الجهات الممولة للإرهاب.
واعتبر أن رسائل الدول الخليجية واضحة تماماً، فقال: «نحن لا نريد التصعيد، ولا نسعى لتغيير النظام، نريد تغيير تصرفاتكم وليس نهجكم المستقل».
وشدد قرقاش قائلاً: «هذه القضية لا ترتبط بمحاولة تحويل قطر إلى دولة تحت الوصاية.. وليست ناتجة عن وصول القيادة الجديدة إلى السلطة في السعودية والولايات المتحدة». وتابع: «ليس هذا الموضوع من حيث المبدأ مرتبطاً بإيران، على الرغم من أن طهران ستحاول استغلال تصرفات قطر». وأصر على أن القضية ترتبط بدعم الدوحة لـ«الجهاديين» وبإنفاذها أموالاً وجهوداً هائلة ليس لمساعدة حلفائها في مجلس التعاون الخليجي بل من أجل زعزعة استقرار دول بما في ذلك مصر. وكان وزير الخارجية الفرنسي جان- إيف لودريان دعا إلى «التهدئة»، في مسعى لحلّ الأزمة الخليجيّة.
وقال لودريان للصحفيين الأحد في أبو ظبي التي شكّلت محطته الأخيرة في إطار جولة خليجية استمرّت يومين «من الأفضل أن يستطيع الأطراف الانخراط في عمليّة تهدئة لا غنى عنها من أجل أن تُجرى المفاوضات في أجواء بنّاءة».
من جهة أخرى كشفت مصادر في مطار القاهرة الدولي عن بدء تطبيق نظام التأشيرة المسبقة على دخول القطريين إلى البلاد، بدءاً من الخميس القادم.
ومن اللافت أن القواعد الجديدة ستشمل أيضاً الجوازات الخاصة والدبلوماسية والمهمة، أي يجب على جميع الدبلوماسيين القطريين الحصول على تأشيرة دخول مسبقة، تنفيذاً لمبدأ المعاملة بالمثل.
وكالات