أخطاء علمية قاتلة بطلها مكتبات وأكشاك «تسرح وتمرح» خارج حرم الجامعات وضحيتها الطلاب! … النوطات الجامعية بين تدني نسب الرسوب والوقوع في الفخ التجاري
| فادي بك الشريف
أخطاء قاتلة تهدد بتهالك المحتوى العلمي الذي يدرس في كليات الجامعات ويشكل تهديداً وانتقاداً لأساتذة الجامعة حول نسب النجاح المتدنية في المقررات الامتحانية، وأخطاء علمية قاتلة نجدها في أروقة الكليات وخارجها وبالتحديد في كلية الحقوق بدمشق التي تضم أعدادا كبيرة من الطلاب، بطلها عدد من أصحاب المكتبات والأكشاك وضحيتها طلاب يتم استغلالهم من البعض للترويج لهذه الملخصات بغية الربح وجني المال، حتى غدا كثير من الطلاب وخاصة (السنة الأولى) يتسابقون للحصول على ما يسمى الملاحق والتسطير الذي أصبح منتشراً بشكل كبير، ويجدون ضالتهم في صفحات التواصل الاجتماعي التي أصبحت وسيلة للدعاية والترويج.
شكاوى طلابية كثيرة تجددت حول توسع سوق المضاربة بين المكتبات على الرغم من توجيه جامعة دمشق بضرورة الاعتماد على الكتاب الجامعي، إلا أن بعض الطلاب يجدها الملاذ الوحيد له للهروب من الكتاب الجامعي، وخاصة أنها تلقى استحسان من لا يحضر المحاضرات، ويرى الطالب فيها ما هو مختصر ويأتي له بالنتيجة المرجوة، الأمر الذي يؤدي إلى تدني المستوى العلمي.
صحيفة «الوطن» استطلعت آراء عدد من الطلاب، حيث قال الطالب كنان سنة رابعة: نعاني من أخطاء علمية فادحة، ولا سبيل لنا لمعالجة هذا الموضوع إلا عن طريق عمادة الكلية وأساتذة المقررات بأن يقوموا بنشر سلالم التصحيح على لوحة الإعلانات حتى لا نستعين بأسئلة دورات المكاتب.
وأضاف عمار – سنة ثالثة-: ما ينتشر في الكلية من تسطير وملخصات يعتبر سماً قاتلاً بين الزملاء ويجب مكافحته على الفور، أما رهام – سنة ثانية- قالت: نعاني بشكل كبير عدم معرفة الإجابة الصحيحة في أسئلة الدورات، والمطلوب محاسبة كل من يروج لهذه الأكشاك التي تقنع الطلاب بشراء الملخصات والتسطير والملاحق وأسئلة الدورات الخاطئة، وخاصة أن العلم ليس وسيلة تجارية لكي يتاجر بها الذين لا يهمهم إلا المرابح المادية وليس وصول المادة العلمية بشكل صحيح للطلاب.
فيما تجد شريحة أخرى من الطلاب بالملخصات وسيلة سهلة وبسيطة للدراسة، معتبرة أنها تغنيهم عن الاعتماد على الكتاب الجامعي، والاكتفاء بالملخصات التي تكون هدفاً لهم، ويعتبرونها كافية لتحصيل علامة النجاح.
وحول هذا الموضوع أصدرت عمادة كلية الحقوق تعليمات صارمة ونصائح بالابتعاد عن هذا النوع من الملخصات والتسطير الذي لا يجلب للطلاب سوى ازدياد نسب الرسوب في مقرراتهم، مؤكدة ضبط بعض الأشخاص السماسرة الذين يتاجرون بالتواطؤ مع بعض المكتبات الخاصة.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، كشف عميد كلية الحقوق بجامعة دمشق ماهر ملندي عن السعي لرصد الطلاب الذين يتعاملون مع المكتبات، مؤكداً أن جامعة دمشق مهتمة بالموضوع وتسعى لاتخاذ إجراءات حاسمة جداً، علماً أنها نسقت مع محافظة دمشق لإيجاد حل جذري للتعامل مع الأكشاك والمكتبات التي تتاجر بالملخصات، موضحاً وجود شبكة منظمة تتاجر بالموضوع وتغرر بالطلاب، وتقوم بالدعاية عبر «الفيسبوك» وهي تشكل السبب الرئيسي في الرسوب وفي تدني نسب النجاح وانتشار ظاهرة الفساد على نطاق واسع.
وأضاف ملندي: إن الطالب يستسهل اللجوء إلى الملخصات، وفي حال الرسوب يحمّل أستاذ المقرر السبب، علما أن سبب رسوبه يكون بالاعتماد على الأكشاك والنوطات التي تكون مغلوطة وخاطئة، منوهاً بأهمية صدور مخالفات تجاه من يتعامل مع الأكشاك، مضيفاً: أحمل من يتاجر بهذه الملخصات المسؤولية، كما أن المسؤولية تقع على من يقبل أن يكون ألعوبة بيد أصحاب هذه الأكشاك ومن يروج لها.
في سياق متصل، دعا الدكتور أحمد الحراكي أستاذ في قسم القانون الخاص بكلية الحقوق بجامعة دمشق إلى مراقبة الأكشاك الموجودة خارج الحرم الجامعي إضافة إلى سحب تراخيصها ومحاسبتها، مضيفاً إن أسئلة الامتحانات تأتي من الكتاب الجامعي كما أن سلم التصحيح يكون وفقاً لما تم عرضه من الكتاب الجامعي.
وحول هذا الموضوع أكد معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك جمال الدين شعيب لـ«الوطن» أن الوزارة جاهزة للتعاون مع رئاسة جامعة دمشق على أن يتم تشكيل دوريات مشتركة تضم المختصين من الجامعة، للوقوف على المحتوى العلمي في الأكشاك خارج الحرم الجامعي واتخاذ الإجراءات اللازمة.
ولفت شعيب إلى قيام عناصر الرقابة بجولات مستمرة على الأكشاك والمكتبات خارج الحرم الجامعي، مشيراً إلى أنه تم ضبط عشرات المكتبات تبيع المستلزمات الجامعية بأسعار زائدة، وتم إغلاق عدد من المكتبات من 3 أيام ولغاية شهر مع فرض غرامات.