المعارك تواصلت في عين دقنة ومرغناز لليوم الثاني … «قسد» تحذر المغرر بهم من المسلحين.. و«وحدات الحماية» تلمح إلى أسرها جنوداً أتراكاً
| الوطن – وكالات
حذر الناطق باسم «قوات سورية الديمقراطية – قسد» طلال سلو المغرر بهم من المسلحين المنضوين تحت لواء «درع وسيف الفرات» من استمرارهم في الهجوم على منطقة الشهبا بريف حلب الشمالي، وشن هجوماً لاذعاً على قادتهم، مؤكداً أنهم يتعاملون مع «قسد» ويعملون معها بالسر. وطغت أمس الجهود الوساطة الروسية ما بين «قسد» التي تقوده «وحدات حماية الشعب» الكردية، وميليشيات «الجيش الحر» المدعومة تركياً، حول تبادل أسرى. وألمحت «حماية الشعب» إلى وجود أجانب بين من أسرتهم خلال معارك الإثنين في محيط قرية دقنة، في إشارة مبطنة منها إلى أسرها عناصر من الجيش التركي. وتواصلت المعارك في ريف حلب الشمالي المترافقة مع قصف متبادل، بين «قسد» من جهة، ومسلحي «الحر»، في محيط منطقة عين دقنة الواقعة إلى الشرق من مطار منغ العسكري. جاءت هذه المعارك العنيفة، بعد تحضيرات متواصلة للقوات التركية وللميليشيات المدعومة منها، للمباشرة بعمل عسكري تهدف من خلاله لاستعادة السيطرة على مناطق خسرتها الميليشيات في أواخر العام 2015 وأوائل العام 2016، والواقعة بين مدينة مارع ومنطقة دير جمال.
وأعلنت ما يسمى غرفة عمليات «أهل الديار» عن تمكنها من قتل 23 عنصراً من «حماية الشعب» بينهم ثلاثة قادة، وسارعت «الوحدات» إلى الرد عبر نشر صور تظهر قتلى «الحر»، إلى جانب أسير وعدد من الجرحى. ولم يؤكد أي مصدر مستقل ما ذكرته غرفة عمليات «أهل الديار»، على حين كشف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض عن ارتفاع عدد قتلى المسلحين إلى 15 على الأقل منذ ظهر الإثنين، جثث معظمهم لدى «قسد»، بينما أصيب آخرون بجراح متفاوتة الخطورة، وسط معلومات عن وجود قتلى وجرحى من الجنسية التركية. كما أشار المرصد إلى إصابة 4 من مقاتلي «قسد» أحدهم بحالة خطرة، بينما أسرت «قسد» مسلحاً من «الحر»،. في غضون ذلك، وجه الناطق باسم «قسد»، «نداء إنساني وحقناً للدماء إلى عناصر درع وسيف الفرات».
وكتب سلو على صفحته الرسمية بموقع «فيس بوك»: «أقسم باللـه أغلب قادتكم (مسلحو سيف ودرع الفرات) مرتبطون معنا وطبعاً مقابل أموال معينة»، معلناً أنه عقد اجتماعات تنسيقية مع أغلبهم، لكنه امتنع في الوقت الحاضر عن ذكر أسماء محددة «حرصاً على سرية المعلومات»، كاشفاً أن هؤلاء لازالوا ينقلون المعلومات لـ «قوات سورية الديمقراطية» وأن منهم من «لايزال يتقابل معنا ويقبض منا سراً»، وقال: «حرصاً مني على الشباب من أبناء بلدي ومنطقتي المغرر بهم، ألا يكونوا ضحية لهؤلاء القواد أقدم هذا النداء حتى يصحوا ويعودوا إلى رشدهم، ولكي لا يستثمروا من هؤلاء ويضحوا بأرواحهم مجاناً».
واستنكر أن يطلق على قتلى المسلحين وجرحهم والأسير «المغرر بهم» ممن هاجموا عين دقنة لقب «مجاهدين»، معلناً أنهم لم يكونوا سوى «مرتزقة قتلوا مقابل الدولار فخسروا الدنيا والآخرة»، وختم نداءه بالقول: «درع أم سيف أم باقي الأسماء كفاكم غباءً وعودوا إلى رشدكم قبل أن يفوتكم القطار». وفيما وصفتها بـ«مبادرة حسن نية وحقن للدماء»، أبدت «حماية الشعب» استعدادها تسليم جثامين مسلحي غرفة عمليات «أهل الديار» الذين قتلوا الإثنين، معلنةً أنها أخرجت هذا الموضوع من بازار «المفاوضات والوساطات» التي يقودها ضباط روس من قاعدة حميميم الجوية. وجاء في بيان نشرته عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنها «فصَلت موضوع جثث القتلى من السوريين حصراً، عن موضوع مفاوضات أو وساطات»، ودعت أهالي القتلى للتواصل بشكل مباشر معها لتسليمهم جثث القتلى. وأوضحت أن المشاركين في المبادرة هم: «جيش الثوار- لواء الشمال الديمقراطي – جبهة الأكراد- جيش العشائر».
ولم تصدر غرفة عمليات «أهل الديار» حتى لحظة إعداد هذه المادة أي رد سواء على نداء سلو أم بيان الوحدات، واكتفى الناطق باسمها عبد الغني شوبك، بالتأكيد أن «العملية العسكرية التي أطلقتها الغرفة» مستمرة.
ونقل المرصد عن مصادر موثوقة: أن روسيا دخلت كوسيط بين القوات التركية والميليشيات من جهة، و«قسد» من جهة أخرى، وذلك بعد إبلاغ الروس من قبل الأتراك حول وجود 5 جرحى من القوات التركية ووجود نحو 10 جرحى آخرين من المسلحين، لم يتمكن المهاجمون من تأمين انسحابهم أو نقلهم من أرض المعركة لتلقي العلاج.