«إسرائيل» مضطربة وتلوح بتدخل عسكري إذا لم تؤخذ مصالحها بعين الاعتبار
| الوطن – وكالات
بالترافق مع التحولات المتسارعة داخل سورية، باتت «إسرائيل» أكثر علانية، اضطراباً وعصبيةً في تعاملها مع بوادر التسوية التراكمية والبطيئة، للأزمة التي تدحرجت لأكثر من ست سنوات.
وغدت التسريبات الإسرائيلية العدوانية، أكثر توالياً، حول سورية وبالأخص ضد ما يسمى الدور الإيراني. ولم يتوان كبار المسؤولين الإسرائيليون عن التعبير عن امتعاضهم من جهود القوى الدولية لحل الأزمة السورية، في سابقة نادرة. وأصبح هؤلاء يتنطعون لاتخاذ مواقف متشجنة، مثل رفض الاتفاق الروسي الأميركي الأردني بشأن إقامة منطقة تخفيف تصعيد في جنوب غرب سورية، بعد التعبير عن الرضا عنه، أو مثلاً التهديد بضرب قواعد إيرانية مزعومة في سورية، أو التلويح بـ«التحرك» إذا لم تؤخذ مصالح «إسرائيل» بعين الاعتبار عند تسوية الأزمة السورية. هذا الغضب الإسرائيلي العارم، يمكن عزوه إلى أن الإسرائيليين ناموا على وعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب الوردية بدعم «إسرائيل» ودحر النفوذ الإيراني، فاستيقظوا على صدمة الاتفاق ما بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والذي اعتبروا أنه يقر بالوجود العسكري الإيراني في سورية.
ونقلت الصحف العبرية عن رئيس مجلس الأمن القوميّ السابق، يعكوف أميدرور تحذيره من أن بناء القواعد الإيرانيّة في سوريّة تمنح طهران وحزب اللـه موقعًا قريباً لإطلاق الصواريخ ضدّ «إسرائيل»، متعهداً بأن تعمل «إسرائيل» كلّ شيءٍ وبكلّ ثمنٍ من أجل منع ذلك، وفق صحيفة هأرتس الإسرائيلية.
وقال: «إذا لم يقُم مَنْ يرسمون الخطط مثل الأميركيين والروس وآخرين، بمنع إقامة القواعد الإيرانيّة، فإن من شأن ذلك، أن يدفع الجيش الإسرائيليّ للتدّخل والقضاء على كلّ محاولةٍ لبناء قواعد عسكريّة بسوريّة».
ورأت مصادر رفيعة في «إسرائيل»، وفق لـ«هآرتس»، أنه على الرغم من أن احتمال قيام «إسرائيل» بمهاجمة القواعد الإيرانيّة في سوريّة ما زال حتى الآن ضئيلاً، إلا أن هذه القضية، التي تؤرق نتنياهو جدًا، تظهر أن «إسرائيل» باتت على «استعداد لمُواجهةٍ علنيّةٍ مع إدارة ترامب».
وكان نتنياهو افتتح المعركة الحالية حول اتفاق بوتين ترامب، عندما أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون معارضة «إسرائيل» لهذا الاتفاق «لأنه يكرس الوجود الإيرانيّ في سورية».
وأمس، تكررت ظاهرة تسريب تصريحات نتنياهو هذه المرة عندما تم بث حيثيات اللقاء الذي عقده خلف الأبواب المغلقة في العاصمة الهنغارية بودابست، مع رؤساء وزراء المجر، التشيك، بولندا وسلوفاكيا، لمدة دقائق عدة عبر سماعات تم توزيعها على الصحفيين الذين تجمعوا أمام الأبواب المغلقة في انتظار المؤتمر الصحفي في أعقاب الاجتماع.
وأقر نتنياهو خلال الحديث مع نظرائه الأوروبيين، لأول مرة بشكل علني بعمليات «إسرائيل» العسكرية داخل سورية، والذي سبق أن رفض جيش الاحتلال التعليق عليها.
وباتت «إسرائيل» غير منحرجة من الكشف عن علاقاتها مع المسلحين وداعميهم في سورية، وربما تحولت إلى الكشف عن هذه العلاقات من أجل إجبار الدول الكبرى على مفاوضاتها وأخذ مصالحها بعين الاعتبار.
وفي هذا الصدد، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، موشي يعالون، أن تل أبيب تحاول دائماً التمسك بأوراق إستراتيجية وسياسية مهمة تقوم من خلالها على ضبط الإيقاع في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في رده على سؤال لمجلة «بوليت إكسبرت» الروسية.
وأشار يعالون إلى أن إسرائيل، اليوم، على تنسيق واتصال مباشر ببعض المجموعات المسلحة الموجودة في سورية التي تحارب ضد الحكومة السورية والجيش السوري.