سورية

أنقرة سربت مواقع القواعد العسكرية الأميركية في سورية … الحملة التركية في تل رفعت تتعثر

| الوطن

تعثر العدوان التركي على ريف حلب الشمالي الغربي، جراء التحصينات والمقاومة الشرسة التي أبداها مسلحو «وحدات حماية الشعب» الكردية، وبدا أن الأطراف أفسحت المجال أمام جهود الوساطة الروسية.
واندلعت معارك على محوري عين دقنة ومطار منغ العسكري في منطقة تل رفعت، بشكل مفاجئ يوم الإثنين عندما أعلنت ما يسمى غرفة عمليات «أهل الديار» التي تضم عدة ميليشيات مسلحة عن هجوم بهدف تحرير الشهباء وإعادة عشرات آلاف المهجرين إليها. وتعثر الهجوم جراء تصدي مقاتلي «حماية الشعب»، التي تقود «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، للهجوم وإحباطه ما أجبر مخططي الهجوم على التريث، وخصوصاً أن المسلحين خسروا عشرات القتلى والجرحى بينهم جنود أتراك، فضلاً عن احتفاظ الوحدات بجثث مسلحين، وتلميحها إلى أنها أسرت «أجانب».
ودخلت روسيا كوسيط بين القوات التركية والميليشيات من جهة، و«قسد» من جهة أخرى، وذلك بعد إبلاغ الروس من الأتراك حول وجود 5 جرحى من القوات التركية ووجود نحو 10 جرحى آخرين من المسلحين، لم يتمكن المهاجمون من تأمين انسحابهم أو نقلهم من أرض المعركة لتلقي العلاج. وبدأت الروس التوسط لسحب الجرحى ونقلهم لتلقي العلاج، عبر التوصل إلى تهدئة شاملة ومؤقتة، أو وقف القتال في موقع تواجد الجرحى. ولوحظ تقلص في المعارك في مناطق الصراع بريف حلب الشمالي.
في غضون ذلك، وصلت العلاقات ما بين أنقرة وواشنطن إلى محطة جديدة من التدهور. وفي خطوة تعبر عن مدى تدهور العلاقات ما بين الجانبين، كشفت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عن مواقع 10 قواعد أميركية في الأراضي السورية.
وقالت الوكالة، في تقرير خاص أعدته بهذا الصدد، إن القوات الأميركية تستمر، منذ عام 2015، بتوسيع وجودها العسكري في المناطق الخاضعة لـ«قسد»، التي تشمل في هيكلها العسكري الأساسي «وحدات حماية الشعب» الكردية، في الشمال السوري.
وأوضحت أن أميركا أقامت قاعدتين جويتين الأولى في منطقة رميلان بمحافظة الحسكة شمال غرب البلاد والثانية في بلدة خراب عشق جنوب غربي مدينة عين العرب في محافظة حلب.
ولفتت «الأناضول» في تقريرها إلى أن القوات الأميركية، وبغرض ضمان أمن هذه المواقع العسكرية، تعلن في محيطها ما يسمى بـ«الأراضي المحظورة». وتحتضن هذه المواقع العسكرية، التي يبلغ عددها 8، بحسب معلومات الوكالة، عسكريين معنيين بتنسيق عمليات القصف الجوي والمدفعي للقوات الأميركية، وضباط مسؤولين عن تدريب الكوادر العسكرية الكردية، وضباط مختصين في تخطيط العمليات، وكذلك وحدات عسكرية للمشاركة في أعمال قتالية مكثفة.
أما المعدات العسكرية، التي تم نشرها في هذه المواقع، فتشمل بطاريات مدفعية ذات قدرات عالية على المناورة، ومنظومات لراجمات الصواريخ، والمعدات المتنقلة لتنفيذ عمليات الاستطلاع وعربات مصفحة مثل مدرعات «Stryker» للقيام بدوريات وضمان أمن هذه المراكز.
وأوضحت «الأناضول»، أن 3 مواقع عسكرية أميركية أقيمت في أراضي محافظة الحسكة.
كما أقامت أميركا مركزين لقيادة العمليات في مدينة منبج عام 2016 بعد أن انتزعت «قسد» السيطرة عليها من تنظيم داعش. كما ذكرت «الأناضول» وجود موقعين عسكريين أميركيين في أراضي محافظة الرقة الشمالية. الأولى في جنوبي عين العرب وتحتضن، فضلا عن عناصر من القوات الخاصة الأميركية، مقاتلين من نظيرتها الفرنسية.
ويوجد الموقع الثاني في مدينة عين عيسى شمالي الرقة، والتي تسيطر عليها «قسد». كما أقامت القوات الأميركية موقعاً عسكرياً كبيراً في مدينة صرين شمال غربي مدينة عين العرب في محافظة حلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن