جبهة النصرة و«فيلق الرحمن» مستثنيان … اتفاق «وقف التصعيد» في الغوطة الشرقية يدخل حيز التنفيذ
| الوطن
أعلن الجيش العربي السوري أمس وقفا للأعمال القتالية في عدد من مناطق الغوطة الشرقية بريف دمشق، بعد أن أعلنت موسكو اتفاقاً لضبط آلية عمل «منطقة وقف التصعيد» في الغوطة الشرقية تستثني تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، وسط أنباء عن خلافات داخل ميليشيا «فيلق الرحمن» المتحالف مع «جبهة النصرة» الإرهابية بين موافق ورافض للاتفاق.
وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان نقلته وكالة «سانا»، أمس: «يبدأ وقف للأعمال القتالية في عدد من مناطق الغوطة الشرقية اعتباراً من الساعة 12.00 ظهر اليوم (أمس) السبت 22/7/2017».
وأكدت القيادة العامة للجيش، أنه «سيتم الرد بالشكل المناسب على أي خرق».
والغوطة الشرقية من ضمن المناطق الأربع التي تشملها مذكرة «مناطق تخفيف التصعيد» الأربع التي أبرمتها روسيا وإيران وتركيا في أيار الماضي خلال اجتماع «أستانا 4»، لكن الخلافات بشأن الجهات التي ستراقب هذه المناطق الأربع أخرت تطبيقه.
وفشلت المفاوضات الأخيرة في اجتماع «أستانا 5» في تموز الجاري في وضع التفاصيل النهائية لـ«مناطق تخفيف التصعيد» الأربعة.
وإضافة إلى الغوطة الشرقية تشمل مذكرة «مناطق تخفيف التصعيد»، درعا في جنوب البلاد، وريف حمص الشمالي وسط البلاد، وإدلب شمال غرب البلاد، ولكن وكما بدا من كواليس اجتماع «أستانا 5»، فإنه جرى تحييد درعا من تفاهمات مذكرة «أستانا 4».
وكان لافتاً، أنه وبعد انتهاء اجتماع «أستانا 5» بأيام قليلة الإعلان في السابع من الشهر الجاري عن اتفاق روسي أميركي أردني يتضمن إنشاء «منطقة تخفيف تصعيد» في جنوب غرب سورية يشمل محافظات درعا السويداء القنيطرة، حيث دخل وقف إطلاق النار في تلك المنطقة في التاسع من الشهر الجاري، لكن آليات التنفيذ لم يتم الاتفاق عليها حتى الآن.
وقبيل إعلان القيادة العامة للجيش، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، وفق ما ذكر الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن «قيادة القوات الروسية في سورية أبرمت مع المعارضة السورية اتفاق ضبط آلية عمل منطقة وقف التصعيد في الغوطة الشرقية في ريف العاصمة السورية دمشق».
ونقل الموقع عن مصادر روسية إلى أن «الجانبين قررا بموجب الاتفاق الذي تم بوساطة مصرية، تسيير أول قافلة إنسانية إلى المنطقة المذكورة وإجلاء أول دفعة من المصابين والجرحى بدءاً من الـ22 من تموز الجاري».
وورد في بيان وزارة الدفاع الروسية وفق الموقع: «لقد رسم الاتفاق المبرم اليوم (السبت) حدود منطقة وقف التصعيد في الغوطة الشرقية، وحدد مواقع انتشار قوات الفصل والرقابة في الغوطة وصلاحياتها، كما حدد خطوط إيصال المساعدات الإنسانية وممرات عبور المدنيين»، علما أنه هناك معبران قائمان حالياً وهما «معبر مخيم الوفدين» و«معبر» حرستا.
وأشارت الوزارة إلى أن اتفاق الغوطة الشرقية جاء «نتاجا للمفاوضات التي أجريت في القاهرة مؤخراً بين ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية والمعارضة السورية المعتدلة»، في إشارة إلى أن الاتفاق يستثني تنظيم «جبهة النصرة» المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
ولم تأت الوزارة على ذكر إن كان اتفاق الغوطة الشرقية يأتي في سياق مذكرة «مناطق تخفيف التصعيد» التي تم التفاهم عليها في «أستانا 4» أم في سياق التفاهمات الروسية الأميركية.
وتسيطر على غوطة دمشق الشرقية تنظيمات إرهابية وميليشيات مسلحة منها «النصرة» المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، وميليشيا «جيش الإسلام» وميليشيات أخرى، إضافة إلى ميليشيا «فيلق الرحمن» المتحالف مع «النصرة».
من جانبه قال رئيس الهيئة السياسية في ميليشيا «جيش الإسلام» محمد علّوش، حسب وكالة «سبوتنيك»: «نعم الاتفاقية تمت والآن دخلت حيز التنفيذ، وتؤدي إن شاء اللـه إلى فك الحصار عن الغوطة وإدخال جميع المواد الإنسانية والمحروقات إلى الغوطة»، مشيراً إلى أنها تعتبر «جزءاً من الحل السياسي أو تمهيداً للحل السياسي وفق القرارات الدولية».
كما نقلت الوكالة عن مصدر مطلع، أن «فيلق الرحمن»، «ليس جزءاً من اتفاق تخفيف التصعيد في منطقة الغوطة الشرقية». ونقلت الوكالة عن المصدر: أن «جيش الإسلام وقع على الاتفاق، لكن فيلق الرحمن، الذي يسيطر على أجزاء من الغوطة الشرقية لم يوقع عليه».
من جانبه، قال المتحدث باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان بحسب مواقع إلكترونية معارضة: إن إعلان الروس توسيع اتفاق «تخفيف التصعيد» ليشمل الغوطة الشرقية يأتي «نتاج حركة الاتصالات الدائرة حالياً بين روسيا والولايات المتحدة والأردن، وهو امتداد لاتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية».
وأضاف: «إننا في فيلق الرحمن لم نتواصل مع أحد في خصوص ذلك ولم نوقع أو نشارك في أي اتفاق على أننا نرحب بأي جهد إقليمي أو دولي يوقف الهجمات العنيفة المتواصلة لأكثر من شهر من على الغوطة الشرقية». وحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ«الوطن»، فإن الاتفاق لا يشمل مناطق سيطرة «النصرة» و«فيلق الرحمن» وإنه أحدث شرخاً في صفوف الأخير بين مؤيد له ورافض، وسط معلومات عن توقف عمليات الجيش العربي السوري صباح أمس في مناطق سيطرته لإعطائه فرصة للانفصال عن «النصرة»، وتوقعات بأن يستأنف الجيش عملياته هناك في حال لم ينفصل «الفيلق عن النصرة».
وحسب نشطاء معارضين، تشكل المساحة الحالية التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة في الغوطة الشرقية نسبة الثلث من المساحة التي كانت تسيطر عليها قبل عامين من اليوم حيث تمكنت قوات الجيش العربي السوري من توسيع المناطق التي تسيطر عليها في الغوطة الشرقية.
وتقدر المساحة التي تسيطر عليها الميليشيات بـ107 كم مربع تقريباً بعد أن كانت أكثر من 300كم مربع قبل عامين.
ويسيطر «جيش الإسلام» وحلفاء له على مدينة دوما وحرستا شمال شرق الغوطة الشرقية وصولا إلى قطاع الاشعري والنشابية وحوش الظواهرة وتل فرزات والشيفونية، على حين تسيطر «النصرة» و«فيلق الرحمن» على مناطق في جنوب غرب الغوطة الشرقية من بيت نايم إلى جسرين وعربين وعين ترما وزملكا.