رياضة

في نهائي دوري الكرة الثالثة … أخطاء وعثرات وملاحظات تنظيمية وإدارية

| نورس النجار

انتهت الأسبوع الماضي بطولة الدرجة الثالثة في دورها النهائي الذي جاء على ثلاث مجموعات، ضمت فيه المجموعة الأولى: عرطوز وحرجلة وتل الفخار والصنمين والثعلة، وضمت الثانية اليقظة ومعضمية الشام وقارة والرحى، وضمت الثالثة النصر من حمص وصافيتا وعمال حماة والنيرب، وانسحب قبل بدء التصفيات عمال الحسكة لعدم توافر حجوزات الطيران من الحسكة إلى دمشق.
والنهائيات بشكل عام غير ملبية واعتمدت (السلق) في المواعيد والضغط في المباريات ونتائجها الأخيرة غير شرعية لأنها خالفت قرار المؤتمر العام لاتحاد كرة القدم.
والمخالفة تجلت في صعود ستة من هذه المجموعات إلى دوري الدرجة الثانية، وذلك لعدم وضوح اللوائح أو لضبابية القرار، والمفترض أن يكون الصعود لأربعة فرق حسب قرار المؤتمر السنوي لاتحاد الكرة.
والتأهل الشرعي كان من نصيب أندية عرطوز واليقظة والنصر باعتبارها احتلت المراكز الأولى من كل مجموعة، في حين الخلاف على المتأهل الرابع الذي هو صاحب أفضل مركز ثان في هذه المجموعات فحسمها اتحاد كرة القدم بتأهل الجميع وهم حرجلة ومعضمية الشام وعمال حماة وحسب نصوص القانون فالمفترض أن تقام مباريات فاصلة بين معضمية الشام وعمال حماة وحرجلة وهم برصيد ست نقاط.
ونحن هنا لسنا ضد قرار الصعود أو الهبوط، إنما مع تطبيق القوانين والأنظمة ولو كلفتنا إقامة أكثر من مباراة فاصلة لإرساء العدل بين كل الفرق المشاركة، وهذا يقودنا إلى عدم وضوح نظام الصعود وآليته في النهائياًت وكان من المفترض توزيع هذه الآلية قبل انطلاق النهائيات كي تعرف الأندية ما لها وما عليها، ولكي يطلع الجميع على هذه الآلية دون أي لبس.
وإذا كان مبرر اتحاد كرة القدم في منح الأندية التي احتلت المركز الثاني شرف الصعود إلى الدرجة الثانية لزيادة عددها، فكان ممكناً إلغاء الهبوط.

شوائب
بالأصل فإن عملية الصعود إلى النهائيات كانت غير موفقة فظلمت محافظات على حساب محافظات أخرى.
فالمحافظات الجنوبية كانت مملوءة بفرق الدرجة الثالثة على عكس المحافظات الأخرى، فتأهل اليقظة لكونه الفريق الوحيد المشارك من دير الزور، وعمال الحسكة لعب مباراة واحدة وانتقل إلى النهائيات ومثله صافيتا وكذلك حال ممثل حمص وحماة وحلب وغابت بقية المحافظات كدمشق واللاذقية لعدم وجود فرق بالدرجة الثالثة، في حين كانت محافظة ريف دمشق مملوءة بالأندية وشارك بالتصفيات الأولية أكثر من عشرة فرق وبدرجة أقل فرق السويداء ودرعا، لذلك كانت حسبة التأهل غير عادلة، والمفترض أن يكون نظام التأهل حسب المناطق الجغرافية بالتوازي مع الأعداد المشاركة لا حسب ممثلي المحافظات.

عثرات
في النهائيات حدث الكثير من العثرات التي عكرت صفوها ونبدأ من المجموعة الثالثة التي جرت مبارياتها في اللاذقية، فصافيتا قدم انسحاباً تكيتياً في مباراته مع عمال حماة حيث أقدم على الانسحاب من المباراة في منتصف شوطها الأول بالحجج المعروفة (إصابة اللاعبين وعدم وجود بدلاء) وهذا العذر سواء في الدوري أو في مباريات الكأس يجب أن يوضع له حد، لأن العملية قد تؤثر في مجموع الأهداف عندما يتعلق بالصعود والهبوط بالأهداف وعددها، اللجنة المشرفة على تجمع اللاذقية ثبتت النتيجة عند توقفها وهذا مخالف للوائح والقوانين، والمفترض كما هو معلوم أن يخسر صافيتا المباراة صفر/3 والأفضل أن تطبق بحقه القوانين الأكثر صرامة.
في المجموعة الأولى توقفت مباراة حرجلة وعرطوز بالدقيقة 84 من المباراة نظراً لاعتداء فريق حرجلة على الحكم في مشهد أسود، اللجنة المشرفة لم تتخذ القرار الصائب بشطب فريق حرجلة بل هددت بالشطب وعاقبت لاعباً ومدرباً وهذه خطيئة كبيرة والأغرب من ذلك أنها كرمت الفريق بتأهله إلى الدرجة الثانية.
في المجموعة الثانية عاقبت اللجنة لاعباً من معضمية الشام لم يرتكب إثماً ولا خطيئة وتركت المذنب يتابع البطولة وكأن شيئاً لم يكن! وهذا يقودنا إلى طبيعة عمل اللجان المشرفة على هذه التجمعات وقد ضربنا أمثلة من المجموعات الثلاث، ما يؤكد أنها لجان لا تتابع العمل وفق الأصول المرعية وهي تجهل القوانين والأنظمة.
بالمحصلة العامة نجد أنه من الضروري مراجعة لائحة المسابقات واللائحة الانضباطية وإجراء تعديلات باتت ضرورية حتى تخلو بطولاتنا من الشوائب والعثرات وحتى يأخذ كل فريق حقه بالتمام والكمال.
أخيراً المفارقة العجيبة وجدناها في اللجنة التنفيذية بريف دمشق الغائبة عن النهائيات التي تبعد عن مقرها أمتاراً عديدة، وبالمقابل وجدنا تنفيذية دير الزور وفريق الفتوة وكوادر المدينة تحضر مباريات اليقظة وتدعمه لآخر الحدود فهل لتنفيذية ريف دمشق عذر في هذا الغياب ولها أربعة فرق في النهائيات؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن