النصرة نقلت الاقتتال إلى ريف حلب وسيطرت على دارة عزة.. والأتارب انتفضت ضدها … «الأحرار» تنفذ اتفاق الهزيمة وتنسحب من معبر باب الهوى
| الوطن – وكالات
انسحبت ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» بشكل كامل من معبر باب الهوى في ريف إدلب الشمالي، وذلك تنفيذا لاتفاق الهزيمة الذي أبرمته مع ميليشيا «هيئة تحرير الشام» التي باتت تسيطر على أكثر من 70 من مساحة محافظة إدلب، ونقلت الاقتتال إلى ريف حلب، وسط أنباء سيطرتها على بلدة دارة عزة.
وفق ما ذكر معارضون فقد انسحبت «أحرار الشام»، بشكل كامل من معبر باب الهوى في ريف إدلب الشمالي وذلك ضمن اتفاق مع «هيئة تحرير الشام» التي تشكل «جبهة النصرة» المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية عمودها الفقري، يقضي بانسحاب «الحركة» باتجاه مدينتي أريحا وبنش بريف إدلب ومنطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي. وبعد ثلاثة أيام من الاقتتال الذي امتد إلى أغلب مناطق محافظة إدلب وشابته الكثير من الملابسات غير الواضحة، وقّعت «أحرار الشام» ببساطةٍ الجمعة على اتفاق مقتضب مع خصمها «تحرير الشام» يقضي بوقف إطلاق النار بين الطرفين ووضع معبر باب الهوى تحت إدارة مدنية. لكنّ الاتفاق من حيث ظروفه وملابساته لا يشبه أيّاً من اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة بين الطرفين، بل يمكن اعتباره إقراراً من حركة أحرار الشام بالهزيمة والاستسلام وبمثابة نعي لنفسها كحركة كبيرة مؤثرة، الأمر الذي يضع مصير الحركة على المحك لاسيما في ظل قلة الخيارات الموجودة أمامها والتي يغلب عليها حالياً – ما لم تحصل مفاجآت – خيار القبول بالاندماج مع «تحرير الشام». ووفق نشطاء معارضين، فإن «الطرفين اتفقا على تشكيل لجنة للنظر في ملف الأسرى المتواجدين في معبر «باب الهوى»، على حين وافق قادة الهيئة على خروج الأحرار بسلاحهم الكامل، من مستودعات وذخائر وسلاح ثقيل ومتوسط وصواريخ».
وأشارت المصادر إلى أن «الأحرار قسمت عناصرها إلى خمسة أرتال، 2 أريحا والثالث إلى بنش و2 إلى سهل الغاب»، مبيناً أن «قيادة الهيئة عمَّمت على حواجزها وعناصرها المنتشرة من باب الهوى حتى الأماكن المتوجهة لها الأرتال بألا تقوم بالتعرض إليهم، ورافق الأرتال قياديون من الهيئة لضمان سلامتهم».
وأكد الطرفان أن «الحل الوحيد المنقذ للساحة هو الاندماج لجميع الفصائل العاملة وأن «تحرير الشام» ستسلم إدارة المعبر إلى مؤسسة مدنية.
ونقلت مواقع إلكترونية معارضة عن نشطاء تأكيدهم أن رتلين عسكريين لعشرات السيارات التابعة لـ«أحرار الشام» تحركت أمس من معبر باب الهوى في ريف إدلب الشمالي باتجاه منطقة سهل الغاب بريف حماة، وذلك لامتلاك تلك الميليشيا قوات لا تزال تسيطر على المنطقة امتداداً لجبل شحشبو.
وبحسب المواقع، مازالت تحافظ «أحرار الشام» على نفوذها في منطقة جبل شحشبو وسهل الغاب والقسم الشرقي من جبل الزاوية وعدة ميليشيات في بنش ومعرة مصرين ومدينة إدلب والأتارب غربي حلب، إلا أن التسريبات تتحدث عن انتهاء «الحركة» كمشروع وبقائها كميليشيا مسلحة كغيرها من الميليشيات.
وشهدت محافظتا إدلب وحلب وأجزاء من حماة مؤخراً توتراً ملحوظاً بين «أحرار الشام» و«تحرير الشام»، تصاعدت حدته، ليتطور إلى اقتتال دام أدى إلى إخراج كل منهما الآخر من عدة مدن وبلدات، وسقوط قتلى وجرحى من الطرفين والمدنيين وانشقاقات.
وبحسب نشطاء معارضين فإن «تحرير الشام» باتت تسيطر على نحو 70 بالمئة من مساحة محافظة إدلب.
ووفق مواقع الكترونية معارضة، فقد فرضت «تحرير الشام» مساء السبت سيطرتها على بلدة دارة عزة الإستراتيجية في ريف حلب الغربي بعد انضمام كتيبتين عاملتين فيها للهيئة. وتداول نشطاء بياناً صادراً عن ميليشيا «ابن تيمية» تعلن من خلاله انضمامها لـ«تحرير الشام»، وكذلك بيان عن ميليشيا «فوج حذيفة بن اليمان» الذي أعلن بدوره الانضمام للهيئة، وكان الطرفان يتبعان لـ«أحرار الشام».
وتعتبر دارة عزة إحدى أهم البلدات في ريف حلب الغربي، حيث تعتبر نقطة الوصل بين مناطق سيطرة الميليشيات المسلحة في ريف حلب الغربي وإدلب مع مناطق سيطرة «حزب الاتحاد الديمقراطي» في عفرين ثم مناطق سيطرة الميليشيات شمال حلب. الأمر ذاته تكرر في بلدة ترمانين القريبة حيث أكدت مصادر محلية وفق المواقع سيطرة «تحرير الشام» عليها بعد انشقاق كل الكتائب التابعة لـ«أحرار الشام» داخل البلدة.
في غضون ذلك، خرج أهالي مدينة «الأتارب» منتصف ليل الأحد بمظاهرات حاشدة احتجاجاً على استعدادات «تحرير الشام» اقتحام المدينة الواقعة في ريف حلب الغربي، بحسب مواقع معارضة، أشارت إلى أن «تحرير الشام» تحشد على حدود المدينة بعد ساعات من سيطرتها على «دارة عزة».
ووفق المصادر، تعالت التكبيرات والدعوات في المساجد للأهالي للخروج إلى الشوارع لكي تبقى الأتارب «رأسها مرفوعاً»، وإدارتها مدنية، وليست مقراً لـ«القاعدة» في إشارة إلى « تحرير الشام».