سورية

عدم تطابق ما بين جيش الاحتلال ونتنياهو من اتفاق ترامب بوتين

| الوطن- وكالات

أحدث موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيال الاتفاق الروسي الأميركي، حول إنشاء «منطقة تخفيف تصعيد» في جنوب سورية، شداً للحبال وراء الكواليس في تل أبيب ما بين المستويين السياسي، والعسكري.
وبدا أن موقف المؤسسة العسكرية الأمنية أقرب للموافقة على الاتفاق إذا ما تم ضمان عدم وجود قوات إيرانية وحلفائها من حزب اللـه اللبناني والمجموعات العراقية في محافظتي القنيطرة ودرعا، بالقرب من القسم المحتل من الجولان العربي السوري.
وقبل أسبوع، أعلن نتنياهو عن رفضه «القاطع» للاتفاق الذي توصل إليه الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين في مدينة هامبورغ مؤخراً، على الرغم من أن الخبراء الروس والأميركيين الذين تفاوضوا حوله في العاصمة الأردنية عمان، قد أطلعوا الإسرائيليين على بنود الاتفاق بعد توقيعه.
وتندرت وسائل إعلام عبرية من رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي سبق له أن رفض الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، ما بين إيران والدول الكبرى في العالم، والآن، رفض بشكل منفرد اتفاق إنشاء «منطقة تخفيف تصعيد» في جنوب غرب سورية، على الرغم من أنه يحمل توقيع ممثلي أعظم دولتين على وجه الأرض.
ويكشف رفض نتنياهو عن وجود اختلاف في الرؤى ما بينه وبين وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان الذي ينظر بعين الرضا إلى الدور الروسي في سورية ولا يخفي تعويله على التنسيق مع موسكو من أجل حماية المصالح الإسرائيلية، وأهمها استمرار الهدوء في الأراضي المحتلة من الجولان العربي السوري.
وأكد المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن موقف جيش الاحتلال من هدنة جنوب سورية يتبع المستوى السياسي، لكنه أضاف في تلميح إلى خلاف مع نتنياهو: إن ما يعني المؤسسة العسكرية في «إسرائيل» من الهدنة هو «عدم اقتراب إيران منها وتعزيز قوتها على الحدود من «إسرائيل»، وعدم تعزيز إيران قوتها على الحدود مع إسرائيل».
وفي مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، ضمت «إسرائيل» القسم المحتل من الجولان السوري إليها وفرضت على سكانه الهوية الإسرائيلية، في إجراء رفضه كل من السكان، وسورية، ومجلس الأمن الدولي.
وفي حديث لوكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، قال أدرعي: «نحن نرفض أي وجود إيراني على الحدود مع «إسرائيل» وسنتعامل مع هذا الموضوع وفقاً للقرارات التي تتخذها القيادة السياسية».
وكانت مصادر دبلوماسية روسية، أكدت أن أميركا حاولت قدر الإمكان ضمان أمن «إسرائيل» أثناء الاستشارات التي أجريت بين موسكو وواشنطن في شأن الأوضاع السورية.
ونقلت صحيفة «الحياة» اللندنية الممولة من النظام السعودي في تقرير لها عن مصدر رفيع المستوى في الخارجية الروسية، قوله: إن واشنطن «سعت إلى منع القوات الحكومية السورية وحلفائها من إنشاء موقع أمامي لتوجيه ضربات باتجاه مرتفعات الجولان، فضلاً عن منع وصول الأسلحة من إيران إلى سورية ولبنان عبر الأراضي العراقية». التقرير لفت إلى أن واشنطن لم تحقق كامل أهدافها، ونقل عن مصدر في الدوائر العسكرية الدبلوماسية الروسية، أنه تم الاتفاق، خلال اللقاء التشاوري بين العسكريين الروس والأميركيين الذي أجري في الأردن، على سحب جميع المجموعات المسلحة غير السورية مسافة 30 كم عن الحدود السورية الأردنية، حيث يدور الحديث عن تشكيلات «الحشد الشعبي» العراقية وتشكيلات مقاتلي «حزب اللـه» والإيرانيين والمتطوعين الآتين من بلدان مختلفة، واستناداً إلى ذلك، يمكن القول إن واشنطن لم تحقق أهدافها بصورة كاملة، لأن القوات المسلحة العراقية والسورية تسيطر على جزء من الحدود العراقية السورية، وهذا يكفي لنقل الأسلحة والذخيرة.
ولفت خبراء روس إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية سيحد من قدرات «إسرائيل» على التحرك لضرب مواقع الجيش السوري كما فعلت سابقاً، إذ إن «مثل هذه الهجمات ستعدُّ انتهاكاً للاتفاق».
يذكر أن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، سبق أن أعلن أن موسكو وواشنطن أخذتا أمن «إسرائيل» في الحسبان لدى مناقشة مسألة إنشاء مناطق تخفيف التصعيد. وقد جاء تصريح لافروف بعد تأكيد صحيفة «هآريتس» الإسرائيلية، استناداً إلى مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، أن رئيس الحكومة نتنياهو يعارض تماماً الاتفاق الروسي الأميركي في شأن وقف النار في محافظات الجنوب السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن