الصفحة الأخيرة

لهذا السبب سُميت حورية السباحة السورية فمن هي؟

هي ابنة حلب الشهباء ومن مواليد 1994، ورغم صغر سنها إلّا أن ما أنجزته كان كبيراً وجعلها نجمةً ورقماً ذهبياً مهماً في تاريخ الرياضة السورية. إنها بيان جمعة التي تمكنت منذ بداياتها، في سن الرابعة، وحتى اللحظة أن تصنع مجداً رياضياً متميزاً وأن تكون بطلة سورية وعربية وعالمية شاركت في منافسات أولمبية قوية وحققت أرقاماً سورية جديدة أُضيفت إلى سجلها الرياضي.
مشاركتها الأحدث كانت خلال دورة التضامن الإسلامي 2017 في مدينة باكو بأذربيجان، لتستعد بعدها لبطولة العالم في هنغاريا التي ستجري خلال شهر تموز الحالي، وهذا ما صرحت به خلال لقاء خاص: «تدريبات مكثفة ومنظمة أقوم بها مع مدربي الأستاذ فراس درويش استعداداً لبطولة العالم في هنغاريا التي ستتميز بمنافسة قوية. وتأتي هذه المشاركة بعد دورة التضامن الإسلامي التي أحرزت فيها ميداليتين (فضية وبرونزية) ورقماً سورياً جديداً في سباق 100 متر حرة بعد منافسة قوية وفاعلة مع الأتراك والإندونيسيين».
قوة الإرادة والإصرار دفعا بيان لتكون في المقدمة فهي ترى أنه «لا شيء يمكن أن يوقف حلم إنسان إذا ما أراد تحقيق هذا الحلم».. وكثيراً ما حَلَمت بيان بلحظة التتويج خلال ساعات التدريب اليومية التي تبدأ عند الخامسة فجراً من كل يوم، وتراها اللحظة الأجمل التي لا يمكن لمفردات أن تصفها وخاصة حينما ترى العلم السوري يرتفع عالياً على وقع موسيقا النشيد الوطني، في هذا الوقت بالتحديد «كل التعب يزول ويتلاشى» كما قالت بيان، التي تطمح للوصول إلى العالمية.

وتُعتبر بيان من نخبة السباحين الآسيويين، كما أنها ثاني رياضية سورية تتأهل إلى الألعاب الأولمبية في تاريخ الرياضة السورية بعد بطلة ألعاب القوى غادة شعاع التي فازت بذهبية أولمبياد أتلانتا عام 1996. حيث حازت العديد من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية خلال مشاركات خارجية عربية وعالمية.
وجمعة.. بطلة آسيا عام 2013 حيث حققت ذهبية آسيا في كوريا، وبطلة العرب من عام 2009 حتى عام 2012 حيث حصلت على ذهبيات العرب في 50 متراً حرة و100 متر حرة. وعام 2014 حازت الميدالية البرونزية ببطولة العالم للسباحة في دبي، كما حازت 7 ميداليات (3 ذهبيات و4 فضيات) خلال بطولة دبي الدولية، وميداليتين ذهبيتين بالملتقى الدولي بالمغرب وفضيتين بالبطولة العربية في الأردن وذهبية بالدورة العربية المدرسية 2010 إلى جانب مشاركتها بأربع منافسات أولمبية أبدت فيها أداءً رائعاً من ضمنها البطولة الأولمبية الأخيرة في البرازيل عام 2016، ولتميزها لُقبت بـ «الحورية السورية».
جدير بالذكر أن أول بطولة شاركت بها بيان هي بطولة الجمهورية خلال عام 2003، على حين كان أول إنجاز شخصي لها خلال عام 2007 حصلت فيه على 3 أرقام قياسية سورية وكان عمرها 11 عاماً فقط. الخبرات التي اكتسبتها بيان في مشاركاتها في مختلف دول العالم لم تقف عندها، فقد أصرت على نقلها إلى كل من يطلبها، عبر تأسيس مدرسة لتعليم وتدريب السباحة لأطفال حلب بغية نقل معارفها لغيرها وبهدف رفد الرياضة السورية بأشبال مدربة ومؤهلة جيداً لتمثل سورية مستقبلاً وليبقى العلم السوري مرفوعاً في المحافل العربية والعالمية.
ويجب ألا ننسى أن تاريخ الرياضة السورية حافل بالنجوم المتميزين الذين تركوا بصمة مهمة في ذاكرة الرياضة السورية، من بينهم السباح السوري العالمي فراس معلا الذي حقق عدة إنجازات رياضية عالمية وأرقام قياسية آخرها عبور البحر بين قبرص وسورية بعد قطع مسافة 125 كم والسباحة لمدة 46 ساعة متواصلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن