«فيلق الرحمن» يحاول إقناع «النصرة» بحل نفسها أو الخروج … أربع كتائب روسية بدأت العمل والهدوء يخيم على الغوطة الشرقية والجنوب
| الوطن
خيم الهدوء لليوم الخامس على المنطقة المشمولة باتفاق «تخفيف التصعيد» في غوطة دمشق الشرقية، وكذلك في منطقة جنوب غرب البلاد، على حين أعلنت روسيا، أن أربع كتائب من الشرطة العسكرية الروسية تقوم بتنفيذ مهماتها في مناطق تخفيف التصعيد في سورية.
وبحسب مصادر مطلعة وأهلية، تحدثت لـ«الوطن»، فقد تواصل الهدوء، أمس، في المنطقة التي شملها الاتفاق في الغوطة الشرقية، حيث لم تشهد أي اشتباكات بين الجيش العربي السوري والميليشيات المسلحة أو غارات لسلاح الجو.
وفي الوقت نفسه واصل الجيش العربي السوري عملياته في المناطق غير المشمولة بالاتفاق ضد «جبهة النصرة» الإرهابية وحليفتها ميليشيا «فيلق الرحمن». وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض فإن الاشتباكات تجددت بشكل متقطع بين الجيش العربي السوري من جهة و«فيلق الرحمن» من جهة ثانية، في محور وادي عين ترما في الغوطة الشرقية. وظهر السبت الماضي، قالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان نقلته وكالة «سانا»: «يبدأ وقف للأعمال القتالية في عدد من مناطق الغوطة الشرقية بدءاً من الساعة 12.00 ظهراً، مؤكدة أنه «سيتم الرد بالشكل المناسب على أي خرق». وقبيل ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية، وفق موقع «روسيا اليوم» أن «قيادة القوات الروسية في سورية أبرمت مع المعارضة السورية اتفاق ضبط آلية عمل منطقة وقف التصعيد في الغوطة الشرقية»، مشيرة إلى أن الاتفاق تم بوساطة مصرية «بين ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية والمعارضة السورية المعتدلة»، في إشارة إلى أن الاتفاق يستثني تنظيم جبهة النصرة الإرهابية.
وفيما أكد رئيس الهيئة السياسية في ميليشيا «جيش الإسلام» محمد علّوش، الاتفاق ودخوله حيز التنفيذ، نفى المتحدث باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان تواصل «الفيلق» مع أحد في خصوص ذلك «ولم نوقع أو نشارك في أي اتفاق». وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ«الوطن» السبت، فإن الاتفاق لا يشمل مناطق سيطرة «النصرة» و«الفيلق» وأحدث شرخاً في صفوف الأخير بين مؤيد له ورافض. وتسيطر ميليشيا «جيش الإسلام» وحلفاء لها على مدينة دوما وحرستا شمال شرق الغوطة الشرقية وصولاً إلى قطاع الأشعري والنشابية وحوش الظواهرة وتل فرزات والشيفونية، على حين تسيطر «النصرة» و«فيلق الرحمن» على مناطق في جنوب غرب الغوطة الشرقية من بيت نايم إلى جسرين وعربين وعين ترما وزملكا.
وبعد أن تحدثت مصادر مطلعة حينها، عن أن 80 بالمئة من قيلق الرحمن انحازوا للاتفاق، ذكرت مصادر مطلعة أخرى أمس بأن الفيلق كثف محادثاته مع «النصرة» لحل نفسها أو الخروج من المنطقة.
في الأثناء كشف مركز «حميميم» الروسي للمصالحة في سورية عن تفاصيل إضافية حول مفاوضات جرت بين العسكريين الروس ومسلحي المعارضة بشأن إدخال قافلة مساعدات إلى الغوطة الشرقية.
وذكر المقدم فيكتور مالاخوف، حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن هذه المفاوضات الأولى من نوعها كانت في غاية الصعوبة بسبب مخاوف «المعارضة المعتدلة»، غير أن ثقة المسلحين بالعسكريين الروس تجاوزت في نهاية المطاف هذه الخشية وتجاوبوا مع المبادرة.
وذكر مالاخوف أن الجانب الروسي عرض عدداً من الأطراف كوسيط محتمل في العملية، غير أن ممثلي «المعارضة المسلحة» رفضوا إجراء اتصالات إلا مع مركز حميميم.
وأشار إلى أن «المعارضة المسلحة» طالبت بتسليم الشاحنات المحملة بالمساعدات إليها في منطقة فاصلة دون توزيع هذه المساعدات في المكان، وقال: «تم ضمان أمن وسلامة مقاتلي المعارضة وأهاليهم المتواجدين في الغوطة الشرقية في حال التزامهم بالهدنة، وبالرغم من ذلك استغرقت المفاوضات عند تبادل الشاحنات ساعات عدة».
وأكد الضابط تسليم 3 شاحنات تحمل على متنها 15 طناً من المساعدات، بما في ذلك 13 طناً من المواد الغذائية وطنان من الأدوية، إلى مسلحي المعارضة عند خط الفصل المتفق عليه مسبقا، ثم أعيدت هذه الشاحنات إلى الضباط الروس فور نقل المساعدات إلى قاعدة للمعارضة. ووفق مصادر أهلية تحدثت لـ«الوطن»، كذلك يسود الهدوء خلال اليوم السابع عشر للهدنة منطقة جنوب غرب البلاد التي تشمل درعا والقنيطرة والسويداء والتي جرى اتفاق روسي أميركي أردني بشأن إنشاء «منطقة تخفيف تصعيد» فيها.
وفي موسكو، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في اجتماع لهيئة رئاسة وزارة الدفاع الروسية وفق الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إن أربع كتائب من الشرطة العسكرية شكلت في المنطقة العسكرية الجنوبية «تنفذ حالياً مهماتها في الأشرطة الآمنة من مناطق تخفيف التوتر في أراضي الجمهورية العربية السورية».