«النصرة» تعمل لزعزعة اتفاق الجنوب بعد تحقيق حلمها في «إمارة إدلب»
| عبد اللـه علي
بموازاة تصاعد الحرب الإعلامية بين جبهة النصرة الإرهابية التي تعتبر «هيئة تحرير الشام» واجهتها الجديدة وميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» في إدلب، كانت «النصرة» تراهن على الخطط التي وضعتها من أجل منع سيناريو الموصل في المدينة.
وعلى خلفية اتهام «النصرة» عبر الوكالة الناطقة باسمها «إباء» ميليشيا «صقور الشام» التابعة لـ«الأحرار» باعتقال ما يسمى «مدير فرع الإدارة المدنية للخدمات في مدينة حماة»، الملقب أبو خطاب الشامي، اندلع توتر بين «النصرة» و«الأحرار» اقتصر بحسب مواقع معارضة «على البيانات فقط، على حين تبادل كل من شرعيي ميليشيا «حركة نور الدين الزنكي»، حسام أطرش، والقيادي علي العرجاني المنشق عن «النصرة»، الاتهامات حول الاقتتال الأخير، وغرد العرجاني على «تويتر» أن «تجديد البيعات لأحرار الشام تكاد تقتل الجولانيين» ليرد عليه أطرش مغرداً: «كفى صباً للزيت على النار»، بموازاة ما أفتاه الشيخ المصري، محمد فؤاد هزاع، بتغريدة أكد فيها بأن «جندي «النصرة» المقتول في النار قولاً واحداً، أما جندي «الأحرار» المقتول ففي الجنة وشهيد لدفعه صيال المعتدي»، ليرد عليه العرجاني موافقاً.
وتعتقد قيادة «النصرة» أن خططها تتلافى الأخطاء التي وقع فيها تنظيم داعش في الموصل، وتتألف الخطة من عدة بنود أهمها: تكريس السيطرة على إدلب وتشكيل إدارة مدنية لتمويه إمارتها الإسلامية، واستبعاد العسكريين من استلام أي منصب يتعلق بالمواطنين وخدماتهم أو بالعلاقة مع المنظمات والجهات الإقليمية والدولية، لسحب الذرائع من أي جهة لاستهداف المؤسسات والمعامل والدوائر العامة.
وتتطلب خطة النصرة نقل ثقل العمليات العسكرية إلى مناطق بعيدة عن عاصمة إمارتها، وبناء على ذلك وعلى بعض المعطيات التي حصلت عليها «الوطن» من مصادر مطلعة على كواليس «النصرة»، فمن المتوقّع أن تقوم الأخيرة بتكثيف عملياتها الأمنية في بعض المناطق التي تعتبر آمنة ولاسيما في الساحل السوري، وقد تحدثت بعض المصادر عن عمليات أمنية نوعية ستطول أهدافاً كبيرة في مدن الساحل بحسب الخطط الموضوعة بهدف شد عصب حاضنتها الشعبية عبر اللعب على الوتر الطائفي، وكذلك التغطية على أمرين: الأول هزيمتها في جرود عرسال، والثاني الشرخ الذي أحدثته معاركها ضد «الأحرار» وما رافقه من تشويه صورتها، لكن الأهم هو سعيها إلى إشغال الجيش وأجهزة الأمن السورية بأمن المواطنين بدلاً من التوجه لتحرير المناطق التي تسيطر عليها.
غير أن أهم بنود الخطة التي وضعتها «النصرة» هو العمل على صرف الأنظار عن محافظة إدلب ومحاولة توجيهها نحو مدن أخرى أبرزها درعا إذ أرسلت قائداً جديداً لجماعتها في درعا هو أبو جابر الشامي الملقب بـ«الإدلبي» بصحبة العشرات من الكوادر والشرعيين الذين تغلب عليهم الجنسية الأردنية ومعهم مبالغ مالية طائلة تقدر بمئات آلاف الدولارات، على أن تكون مهمة الشامي وكوادره إعادة هيكلة التنظيم في الجنوب واستقطاب مجموعات مسلحة إلى صفوفها، والسعي لتكوين شعبية مقبولة بين العشائر في المنطقة عبر استخدام المال والنفوذ.
كما ستحاول قيادة «النصرة» استغلال وقف إطلاق النار للحصول على مبايعة الميليشيات الرافضة له ولكنها لا تجرؤ على معارضته وحدها، وذلك من أجل زيادة عديدها من المقاتلين تمهيداً للقيام بعمليات عسكرية تهدف إلى قلب المعادلة الميدانية في الجنوب كما فعلت في الشمال، أو مجرد صرف الأنظار مؤقتاً عن إدلب.
وفي ريف حلب الشمالي أعلنت كل من ميليشيا «تجمع أحرار الشرقية» التابعة لميليشيا «الجيش الحر» وميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» في بيان عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي سيطرتهما على قرية جيجان غربي مدينة الباب، بعد معركة استمرت لحوالي أربع ساعات، مع «قوات سورية الديمقراطية – قسد».