مستوانا في هبوط
| خالد عرنوس
سنحت لي الفرصة في أمسية الجمعة الماضية متابعة بعض مجريات ديربي اللاذقية بين تشرين وحطين ضمن منافسات دورينا المحلي ثم تابعت بعض اللقطات من مباراتين في البطولة العربية للأندية التي أعيد إحياؤها عبر الاتحاد العربي لكرة القدم مؤخراً لتقام نسخة جديدة مجمعة منها في القاهرة بمشاركة 12 نادياً قسمت إلى ثلاث مجموعات بحيث يتأهل أوائلها مع أفضل أصحاب المركز الثاني إلى نصف النهائي مباشرة.
المزعج في الأمر المستوى الباهت التي رأيته في مباراتنا المحلية التي يفترض أنها ارتدت لباس القمة خاصة أن أحد طرفيها (تشرين) منافس قوي على لقب الدوري السوري للدرجة الممتازة حسب الاسم الذي اختاره اتحادنا الموقر، فطوال عشرين دقيقة هي الأخيرة فيها لم أر أي فرصة حقيقية أو هجمة مرسومة إلا ما ندر وإن كانت نهاياتها دلت على عصبية، وسارت الدقائق بطيئة كالسلحفاة بين أخذ ورد وحماسة وقوة تدخل على الكرة وأخطاء واعتراضات من اللاعبين على كل قرار تحكيمي.
من جهته الحكم كان على مايبدو وكما يقول المثل العامي (يريد سلته بلا عنب) فكان هناك استفسارات عديدة حول بعض القرارات الجدلية، وفي النهاية اقتنع الفريقان أن التعادل السلبي هو الحل الأمثل لهذه القمة الجماهيرية التي استقطبت قرابة ثلاثين ألفاً شكلوا لوحة جميلة اشتقنا كثيراً لرؤيتها في ملاعبنا ولعلها الصورة الأحلى في تلك الأمسية.
بالمقابل وجدت في البطولة العربية عكاً كروياً كالعادة من حيث البهرجة والاعتراضات على التحكيم إلا أن المستوى كان أرقى وأفضل بكثير ففي مباراة الأهلي المصري مع نصر حسين داي الجزائري قدم الفريقان شوطاً أول متكافئاً وعندما تقدم الضيوف جاء الرد قوياً من الأهلي على الرغم من علامة الاستفهام حول ركلة جزاء منحته التعادل قبل أن يخرج فائزاً بهدفين لهدف.
المهم قدم الفريقان أداء جيداً لا يمكن مقارنته بالعك الكروي الذي نشاهده في ملاعبنا فهناك هجمات مرسومة وخاصة عند محاولات الأهلى قلب النتيجة ولم تكن مرتدات حسين داي بأقل جمالية حتى إن هدف فوز الأهلي أتى بلوحة فنية جميلة، وتذكرت وأنا أشاهده بالإعادة بعض حركات مهاجمينا أمام المرمى في ديربي الساحل.
الأنكى من كل ذلك أن محللنا (الخبير) الكابتن طارق جبان أتحفنا في نهاية المباراة بأن مستوى تشرين وحطين ارتقى في الشوط الثاني وعندها قلت لنفسي الحمد لله أنني اكتفيت بمشاهدة هذه الدقائق الأخيرة ومرة جديدة لم أندم على عدم متابعة مبارياتنا المحلية.