شؤون محلية

عدم وضوح التعليمات التنفيذية لترخيص الأبراج سبب عشوائية البناء في السويداء

| السويداء – عبير صيموعة

بات التشوه العمراني السمة الرئيسة لنسيج مدينة السويداء بعد أن أصبحت إقامة الأبراج تشكل نسبة كبيرة من المباني التي تتم إشادتها في المدينة مع افتقاد جميع تلك الأبراج والأبنية لمواقف سيارات طابقية وتحويل طوابق الأعمدة إلى محلات تجارية ومستودعات، وباتت هذه الأبنية تشكل خطراً على حياة المواطن فضلاً عما أفرزه هذا الواقع من ازدحام واكتظاظ داخل شوارعها الأمر الذي أدى لاكتساح جميع الشوارع التي أقيمت الأبراج عليها واستخدامها كمواقف رسمية وأدى إلى التسبب بضيق الشوارع وافتعال ازدحام مروري.
ومثال ذلك ما يسمى شارع قنوات الذي دفع دوريات شرطة المرور إلى إغلاق حركة السير فيه ليلا في أحد اتجاهاته المكتظة بسبب وقوف السيارات على جانبي الشارع أمام الأبراج التي تطاولت على جانبيه، ولعل ما يثير الدهشة تطاول الأبراج في مركز المدينة وعلى جانبي بناء المحافظة، حتى إن أحد تلك الأبراج قام صاحبها بإشادة درج المدخل الرئيسي على الرصيف تماماً ما أدى إلى حرمان المشاة من استخدام الرصيف لتبقى تلك المخالفة الواضحة للعيان وغيرها من المخالفات أمام أعين المسؤولين في المحافظة من دون رادع أو حساب.
وشدد نقيب المهندسين في السويداء المهندس معذى سليقة على وجوب دراسة مخطط الإشادة لأي بناء من المهندسين في النقابة وأن يمر على جهات التدقيق لدراسة الزلازل وميكانيك التربة، إلا أنه وللتهرب من رسوم الدراسة والتدقيق والإشراف كان إحجام المتعهدين عن إقامة الدراسة الصحيحة من النقابة، علما أن النقابة لا تتقاضى الرسوم والضرائب على حين تتقاضى أتعاب دراسة وإشراف لا تتعدى 3 بالمئة من قيمة البناء.
موضحاً أن منح التراخيص لإقامة أبنية برجية في مركز المدينة أدى إلى التشوه البصري وحول المدينة إلى كتل إسمنتية غير متجانسة وكان من الأجدى منحها في أماكن توسع المخطط العمراني مع الأخذ بعين الاعتبار عرض الشوارع ومواقف السيارات والخدمات العامة والبنى التحتية من صرف صحي ومياه وكهرباء وأن تحقق هذه الأبنية أيضاً النور والتهوية لساكني هذه الأبنية والمساحات الخضراء، مطالباً الجهات المعنية بحسم الإجراءات المتبعة التي حولت المدينة من مدينة هادئة إلى مدينة مزدحمة بالسكان والسيارات.
بدوره أوضح عضو المكتب التنفيذي في مجلس مدينة السويداء توفيق العشعوش أنه عند صدور قرار الوزير المختص بالسماح بإشادة الأبراج، أوجب القرار أن تكون الأبراج في مناطق التوسع العمراني غير المأهولة بالسكان، إلا أن عدم وضوح التعليمات التنفيذية بالنسبة لشروط الترخيص حسب نظام ضابطة البناء لعام 2006 أدى إلى البناء العشوائي وتشويه النسيج العمراني داخل مدينة السويداء، الأمر الذي دفع المجلس إلى تشكيل لجنة لوضع آلية للتراخيص الممنوحة وفق عامل الاستثمار ومراعاة الشروط الواجب توافرها في هذه التراخيص أصولاً، لافتاً إلى أن ورشة كلية العمارة المقامة في السويداء وعلى مدار ثلاث سنوات بالتعاون مع نقابة المهندسين ومجلس المدينة ومديرية السياحة والمحافظة وكليتي العمارة والفنون وجمعية العاديات قامت بوضع البند الأساسي للعمل برفع الآثار وإعادة تأهيلها، وقد تم رفع البيانات والعمل جار حالياً من الورشة لدراسة حركة السير والمرور داخل مركز المدينة بناء على اقتراح رئيس المجلس وسيتم تقديم الدراسة والمخططات للمجلس كمقترح لإنشاء مواقف سيارات تخفف من أزمة السير في مركز المدينة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن