«فيلق الرحمن» يتفتت ومؤيدو اتفاق تخفيف التصعيد منه يفتحون النار على حلفاء الأمس … الغوطة الشرقية تنتفض على «النصرة»
| الوطن – وكالات
فيما استمر صمود وقف إطلاق النار في منطقتي تخفيف التصعيد في جنوب غرب البلاد وغوطة دمشق الشرقية، خيم التوتر أمس في الأخيرة على خلفية المظاهرات التي شهدها العديد من مدنها، وطالبت «هيئة تحرير الشام» التي تعد «جبهة النصرة» أبرز مكوناتها بالخروج، وتواصل الاقتتال بين الأخيرة وميليشيا «فيلق الرحمن». وبحسب نشطاء، فإن التوتر لا يزال مسيطراً على الغوطة الشرقية بعد المظاهرات الاحتجاجية الحاشدة التي خرجت الجمعة في مدينتي دوما وعربين وبلدة كفربطنا، حيث طالب مئات المواطنين بخروج مسلحي « تحرير الشام» من الغوطة، الأمر الذي رد عليه مسلحو الأخيرة بإطلاق النار على المتظاهرين في كفربطنا، في حين هاجم المحتجون هؤلاء المسلحين، ما أجبرهم على الفرار من الموقع، دون ورود معلومات عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين. ودخل اتفاق «تخفيف التصعيد» في الغوطة الشرقية أمس أسبوعه الثاني، وهو الاتفاق الذي أبرمته موسكو مع «المعارضة السورية المعتدلة» بوساطة مصرية ويستثني تنظيم جبهة النصرة الإرهابية.
وفيما أكد رئيس الهيئة السياسية في ميليشيا «جيش الإسلام» محمد علوش، يوم الإعلان عن الاتفاق دخوله حيز التنفيذ، نفى المتحدث باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان تواصل «الفيلق» مع أحد في خصوص ذلك «ولم نوقع أو نشارك في أي اتفاق». وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ«الوطن» السبت قبل الماضي، فإن الاتفاق لا يشمل مناطق سيطرة «النصرة» و«فيلق الرحمن» وأحدث شرخا في صفوف الأخير بين مؤيد له ورافض. ومما زاد التوتر في الغوطة الشرقية أمس تواصل الاقتتال المسلح بين «تحرير الشام» و«فيلق الرحمن»، نتيجة رفض أحد عناصر «تحرير الشام» التوقف أثناء مروره عبر حاجز لـ«فيلق الرحمن» في بلدة حمورية وإصابته مسلحين اثنين بالرصاص، وثم قتله بالنيران المضادة. واتهمت «النصرة»، «الفيلق»، بقتل عنصر لها، مطالبة بتسليم المسؤولين عن قتله، فيما ردّ «فيلق الرحمن»، بأن قتله جاء «بعد مواجهات بدأها ضد عناصره».
وبحسب ما ذكر ناشطون معارضون، فإن «النصرة» وفي بيان لها الجمعة، اعتبرت أن «اعتداءات عناصر فيلق الرحمن تكررت في الأيام الماضية، وقطعهم الطريق، وأخذهم السلاح من جنود الهيئة عنوةً أكثر من مرة».
من جهته، قال علوان: إن «عنصر الهيئة لا علاقة له بالرباط ولا الجبهات، هو أمني كان يتجول بسلاحه في بلدة حمورية».
وأوضح أن «عنصر الهيئة اعتدى بإطلاق النار على أحد عناصر فيلق الرحمن، فطاردته دورية تابعة للفيلق، فيما استعصى هو ببناء قيد العمار وأطلق النار عليهم، الأمر الذي اضطرهم للتعامل مع الأمر وقتله».
في سياق متصل، أكد علوان، أمس، وفق ما نقلت شبكات معارضة، «عدم صحة الشائعات التي تفيد باتفاق الفيلق مع جيش الإسلام لمحاربة هيئة تحرير الشام في الغوطة الشرقية».
وكان ناشطون تداولوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة تجمع علوان ومحمد علوش، القيادي في «جيش الإسلام»، وأكدوا أنه تم اجتماع بين الطرفين واتفقا خلاله على محاربة «تحرير الشام» والوقوف جنباً إلى جنب في مواجهة أي اعتداء على الغوطة الشرقية.
ويعتبر «فيلق الرحمن» أحد أهم حلفاء «النصرة» في الغوطة الشرقية، وقاتل إلى جانبها في معارك القابون وبرزة وجوبر وعين ترما.
وشهدت الغوطة الشرقية أواخر نيسان الماضي اقتتالاً داخلياً بين «جيش الإسلام» من جهة، و«النصرة» التي وقف بجانبها «فيلق الرحمن»، من جهة أخرى.
وفيما خيم الهدوء على منطقة تخفيف التصعيد في جنوب غرب البلاد بحسب مصادر اهلية، أعلنت عشرة ميليشيات من ميليشيا «الجيش الحر» في درعا انضمامها إلى مايسمى «الجبهة الوطنية لتحرير سورية» بعد أيام على تشكيلها.
وبحسب بيان لـ«الجبهة الوطنية» فإن الميليشيات هي: «فرقة المغاوير، ولواء أحباب عمر، ولواء الرعد، وفرقة القادسية، ولواء أحرار الجنوب، ولواء مغاوير الجنوب، ولواء أحرار المسيفرة، وألوية شهداء دمشق، ولواء أسود بني أمية، ولواء شهداء الكرك». وكان 11 ميليشيا مسلحة في درعا اندمجت، السبت ما قبل الماضي، في جسم سياسي- عسكري تحت مسمى «الجبهة الوطنية لتحرير سورية». وجاء التشكيل بعد أيام من «اتفاق تخفيف التصعيد» في جنوب غرب سورية الذي ضمن وقف إطلاق النار في المنطقة الجنوبية.