سورية

توقع مسار العلاقات الروسية الأميركية سابق لأوانه … صحيفة روسية تتهم الكونغرس بالسعي لتأزيم العلاقات مع روسيا

| الوطن

من السابق لأوانه توقع مسار العلاقات الروسية الأميركية، وبالأخص تعاونهما الناشئ حول سورية ومكافحة الإرهاب في المنطقة، في ضوء استعداد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتوقيع العقوبات التي أقرها الكونغرس على روسيا. إلا أن صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية توقعت أن يواصل العسكريون الروس والأميركيون تعاونهم في محاربة العدو المشترك (الإرهاب) رغماً عن العقوبات.
ونجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد سلسلة مناورات ومفاوضات متعددة المستويات من التوصل إلى اتفاق كبير بشأن سورية.
ظهر من الاتفاق حتى الآن: تأسيس منطقتي خفض التصعيد في غوطة دمشق الشرقية، ودرعا والقنيطرة، إحياء التنسيق الروسي الأميركي في معارك شرق سورية بالأخص حول الرقة، إيقاف برنامج الدعم الأميركي الذي تديره وكالة الاستخبارات المركزية «سي. آي. إيه» للمسلحين في إدلب ودرعا، وأخيراً منع قوات المسلحين في قاعدة التنف من مهاجمة الجيش العربي السوري وحلفائه وحصر عملياتهم فقط في قتال داعش وإلا طردهم خارج القاعدة ووقف الدعم عنهم. تولى الوساطة ما بين الزعيمين الروسي والأميركي ثعلب الدبلوماسية العالمية هنري كيسنجر، الذي نقل رسائل ووضع الإطار العام الإستراتيجي للعلاقات الروسية الأميركية خلال السنوات المقبلة. وتحت رقابة وزيري خارجية البلدين سيرغي لافروف وريكس تيلرسون تولى سيرغي ريابكوف وتوماس شانون التفاوض حول التفاصيل السياسية ما بين العاصمتين، على حين وقع عبء المفاوضات التفصيلية على طاقم من الخبراء الفنيين والعسكريين يقودهم عن الجانب الروسي مبعوث الرئيس الروسي للتسوية السورية إليكساندر لافرينتييف، ومن الجانب الأميركي مبعوث ترامب إلى التحالف الدولي بيرت ماكغورك ومبعوث الولايات المتحدة إلى سورية مايكل راتني.
نجحت المفاوضات في التقدم والتوصل إلى ثمرة على الرغم من الأجواء السياسية المشحونة في واشنطن ضد روسيا، على خلفية المزاعم حول دور روسي في وصول ترامب إلى سدة الرئاسة الأميركية من خلال التأثير على انتخابات العام 2016 الماضي. وجاءت خاتمة مع إقرار الكونغرس قانون يتم بموجبه تشديد العقوبات على روسيا. وذكرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» أنه وبعد موافقة الكونغرس على القانون «صرح العديد من السياسيين البارزين في موسكو والغرب بأن مرحلة جديدة من تدهور العلاقات بدأت بين البلدين». واستدركت «غير أن النقطة الوحيدة التي يتعاون فيها البلدان في الوقت الحاضر في محاربة الإرهاب هي منطقة مدينة التنف الصغيرة الواقعة جنوب شرق سورية، حيث يتبادل عسكريو الدولتين هنا المعلومات ويناقشون المسائل المشتركة».
وكشفت الصحيفة، أنه جرى خلال لقاء ترامب بوتين مناقشة «إنشاء منطقة أمنية في التنف». وأضافت: «بحسب المعلومات، التي أفادت بها مصادر في الخارجية الأميركية، فإن الرئيسين اتفقا على بقاء منطقة التنف تحت سيطرة التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، مقابل تخلي الولايات المتحدة عن مسألة استقالة (الرئيس بشار) الأسد من منصبه»، واستطردت «وإذا كانت هذه المعلومات صحيحة، فإنها تعني جوهرياً موافقة موسكو على وجود القوات الأميركية في سورية». وسبق لروسيا أن نفت عبر وزير خارجيتها توصلها إلى اتفاق مع الولايات المتحدة «على أن تكون منطقة التنف آمنة».
وأعادت الصحيفة الروسية الأذهان إلى أن كبار المسؤولين في الجيش الأميركي نبهوا إلى قدرة روسيا طرد القوات الأميركية سورية. واستنتجت من كل ما سلف أن الكونغرس وعبر فرضه العقوبات على روسيا، فإنما «يتحدى نهج السياسة الخارجية للرئيس ترامب ويعمل على تأزيم العلاقات مع موسكو».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن