رياضة

شتوتغارت وفولفسبورغ بطلان.. عائد سريعاً وآخر أنقذ نفسه من السقوط … هيدرسفيلد وبرايتون عريقان يدخلان البريميرليغ للمرة الأولى

| خالد عرنوس

تطرقنا في موضوع سابق إلى الحديث عن الصاعدين الجدد في الدوريات الخمسة الأوروبية الكبرى حيث سيشارك كل من جيرونا بالليغا الإسبانية وبينفينتو بالسييرا الإيطالية وأميان بالليغ آن الفرنسية للمرة الأولى بتاريخهم وذكرنا بعض الذين غادروا والصاعدين إلى الدرجة الأولى في كل من البلدان الثلاثة.
واليوم نكمل ما بدأنا بالحديث عن البوندسليغا الألمانية والبريميرليغ الإنكليزية حيث الإثارة قد تكون أكبر على هذا الصعيد بالذات ففي ألمانيا عاد أحد آخر الأبطال بعد غياب موسم واحد في الدرجة الثانية وفي إنكلترا عاد آخر إلى الدوري الممتاز الذي غادره لموسم واحد ومعه صعد ناديان سيخوضان البريميرليغ للمرة الأولى تحت هذه التسمية.. فإلى التفاصيل.

ظلال وغيوم
يعد نادي شتوتغارت من أحد الأندية المؤسسة للبوندسليغا وقد خاض منافساتها منذ تأسيسها كبطولة اتحادية للنخبة الألمانية وإن كانت إنجازاته تقتصر على 8 بطولات محلية طوال تاريخه الممتد إلى 123 عاماً ويحسب له أنه أحد الأبطال الأخيرين قبل أن يحكم دورتموند والبايرن وقبضتهما على مقدرات الدوري خلال العقد الثاني للألفية الثالثة، فقد فاجأ الفريق التابع لإقليم بادن فورتمبرغ الجميع بتتويجه بطلاً للدوري لموسم 2006/2007 بعد 15 عاماً على لقبه الثالث في عالم البوندسليغا فأصبح شتوتغارت في بؤرة الضوء، ولأن الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها، فقد تراجع الفريق إلى المركز السادس في الموسم التالي ثم استجمع قواه في الموسم 2009 فحل بالمركز الثالث ثم تراجع مجدداً إلى السادس في 2010 والـ12 في 2011 وعاد سادساً في 2012 وعانى كثيراً في المواسم الخمسة التالية ليقبع في المركز الـ17 مع نهاية موسم 2016 وهو ما يعني هبوطه إلى الدرجة الثانية.

عودة سريعة
تضافرت الجهود سريعاً من أجل إعادة شتوتغارت إلى الأضواء فجاء تعيين المدرب الشاب هانز وولف ابن النادي الشاب صاحب 36 عاماً لقيادة هذه المرحلة وهو الذي خاض تجربة التدريب في شباب دورتموند في ثلاثة مواسم سابقة وقد جاء خلفاً لمدربين (يوس لوكوكاي وأولاف يانسن) تناوبا على تدريب الفريق بين 15 أيار و20 أيلول 2016.
وتحت قيادة المهاجم سيمون ترودي الذي توج هدافاً للموسم برصيد 25 هدفاً استطاع شتوتغارت إنهاء الموسم بطلاً لدوري الدرجة الثانية بعد منافسة مع هانوفر واينتراخت براونشفغ لم تحسم إلا مع الجولة الأخيرة والفارق بين البطل والوصيف لم يتجاوز نقطتين، حيث جمع شتوتغارت 69 نقطة بفضل 21 فوزاً و6 تعادلات و7 هزائم.

عراقة من دون إنجازات
إذاً عاد شتوتغارت إلى البوندسليغا بعد عام واحد ومثله أيضاً هانوفر الذي احتل المركز الثاني برصيد 67 نقطة وكان هانوفر حقق 19 فوزاً و10 تعادلات و5 هزائم فتقدم بفارق نقطة عن براونشفغ الثالث، وسبق لهانوفر أن رافق شتوتغارت إلى الدرجة الثانية في الموسم الماضي بعدما احتلا المركزين الأخيرين على الترتيب.
ولا يقل هانوفر عن شريك العودة وما اسمه (هانوفر 96) إلا دليل على سنة تأسيسه (1896) أي إن عمره 121 عاماً لكن إنجازاته قليلة جداً وتقتصر على بطولتي دوري قبل البوندسليغا ولقب على مستوى الكأس (1992) وعاش طويلاً في الدرجة الثانية ولعب في الدرجة الأولى مواسم قليلة لم يرق خلالها إلى مستوى الكبار، ولم يكن صعوده هذا الموسم بهذه السهولة وخاصة أن مدربه دانييل ستيندل ترك منصبه في توقيت حرج جداً قبل خمس جولات من نهاية الموسم وحل مكانه أندريه بريتنرويتر الذي حصد 11 نقطة منحته الوصافة مع نهاية الموسم.
إنقاذ الذئاب
الذئاب هو فريق فولفسبورغ الذي كان آخر فريق يتوج بالبوندسليغا قبل حقبة بايرن ودورتموند الأخيرة فقد حاز اللقب 2009 للمرة الأولى بتاريخه وهاهو يفشل في الحفاظ على موقعه بين الكبار فتراجع كثيراً، حتى إنه تهدد بالعودة إلى الدرجة الثانية للمرة الأولى منذ صعوده إلى الأضواء مطلع الألفية الثالثة بعد حلوله بالمركز الـ16 ما أجبره على خوض الملحق بمواجهة براونشفغ ثالث (الثانية) ونجح بالفوز ذهاباً وإياباً بالنتيجة ذاتها 1/صفر فبقي ممثلاً وحيداً لمقطعة لوفر ساكسوني في الدرجة الأولى في محاولة جديدة ليستعيد الذئاب الخضر موقعهم بين عمالقة البوندسليغا.

كسب التحدي
في إنكلترا لا يمكن الحديث عن العراقة فجل الأندية هناك تأسست في القرن الثامن عشر وأوائل القرن العشرين، فهاهو أصغر الأندية عمراً بين الصاعدين إلى البريميرليغ يبلغ من العمر 109 سنوات، وجاءت عودة نيوكاسل منطقية وفي توقيت مناسب للفريق الذي سيبلغ 125 سنة أواخر العام الحالي والذي شكل سقوطه شبه مفاجأة لما يملكه من إمكانيات مادية وفنية لكنه أخفق مع نهاية موسم 2016 في احتلال أكثر من المركز الثامن عشر برصيد 37 نقطة بفارق نقطتين خلف سندرلاند ولم ينفع الاستنجاد بالمدرب الإسباني الخبير رافا بينيتيز أواخر الموسم فهبط إلى البريميرشيب بعد 6 مواسم قضاها بين النخبة.
محاولة رافا الإنقاذية وضعته وفريقه أمام تحد كبير لإعادة (الماكبايز) إلى الدرجة الممتازة بأسرع وقت ممكن وبفضل دعم الإدارة والمساندة الجماهيرية الكبيرة وبتشكيلة (أممية) لم تضم أكثر من 7 بريطانيين من أصل 29 لاعباً استطاع الوصول إلى القمة وحافظ عليها طوال الموسم، فأنهى الدوري في الصدارة للمرة الرابعة بتاريخه ومن يتابع ترتيب البريميرشيب يدرك صعوبة المهمة فقد حصد نيوكاسل 94 نقطة مقابل 93 لبرايتون الوصيف.
يذكر أنها المرة الثالثة التي يغادر فيها نيوكاسل الدرجة الممتازة منذ تأسيسها مطلع التسعينيات وهو الذي يملك في سجله 4 ألقاب دوري و6 ألقاب على صعيد الكأس لكن آخرها يعود إلى عام 1955.

برايتون وهيوتون
كل ذكرياتنا عن هذا النادي تتلخص بخوضه نهائي كأس إنكلترا عام 1983 ضد مان يونايتد إلا أنه خسر اللقب يومها مختتماً حقبة قصيرة وأخيرة في دوري الكبار يومها وغاب اسم برايتون عن الساحة ليعود هذا الموسم إلى الدرجة الممتازة للمرة الأولى بتاريخه، ولعب المدرب الأيرلندي كريس هيوتون دوراً بارزاً في هذا الإنجاز فهذا المدرب الذي لعب لتوتنهام وويستهام طوال مدة احترافه تسلم الفريق قبل 3 سنوات فبدأ عملية بناء جديدة وكعادة الأندية الإنكليزية اعتمد على الكثير من الأجانب وبدأت ملامح التحسن حتى أضحى برايتون الملقب بـ(النوارس) منافساً شرساً في البريميرشيب وهاهو ينجح في حجز مقعد إلى البريميرليغ هذا الموسم بتحقيقه 28 انتصاراً مقابل 9 هزائم ومثلها تعادلات.

بطل الترجيح
الفريق الثالث الصاعد لم يكن سوى هيدرسفيلد الذي سبق له اللعب في الدرجة العليا ثلاث حقب مختلفة آخرها 1972 وأهمها بين 1920 و1952 فيها توج بطلاً لإنكلترا 3 مرات وحل وصيفاً مثلها وثالثاً 3 مرات كذلك وتوج بالكأس مرة واحدة وخاض النهائي 4 مرات، وقد احتل الفريق تحت قيادة المدرب الألماني ديفيد فاغنر المركز الخامس في دوري الدرجة الأولى 2016/2017 ما منحه فرصة خوض ملحق الترقي إلى الممتازة وهناك تجاوز شيفيلد وينسداي بركلات الترجيح 4/3 بعد التعادل معه مرتين صفر/صفر و1/1، وفي المباراة الحاسمة قابل ريدينغ فتعادل معه سلباً قبل أن تبتسم له ركلات الترجيح من جديد وتمنحه مقعداً في البريميرليغ للمرة الأولى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن