سورية

موسكو تريد لـ «التعاون الإيجابي» مع واشنطن حول سورية أن يتسع

| الوطن – وكالات

في وقت تمر فيه العلاقات الروسية الأميركية بنكسة جديدة، وصفت الدبلوماسية الروسية التعاون ما بين موسكو وواشنطن حول سورية بـ«الإيجابي»، ودعت إلى توسيعه إلى القضايا الدولية محل اهتمام الدولتين. ولا تعول روسيا على تعاونها مع أميركا بشأن سورية كي يفتح نافذة الأخذ والعطاء حول القضايا الخلافية العالقة بينهما، فحسب، بل تريد من خلاله إنقاذ علاقات البلدين من نفق التدهور المتسارع الذي دخلته، تحت وطأة الضغط السياسي في واشنطن.
وقبل أسبوعين، نجح الزعيمان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب على هامش قمة دول مجموعة العشرين، في إرساء اتفاق بينهما بشأن سورية، محوره إقامة منطقة تخفيف تصعيد في جنوب غربها. وتلا الاتفاق إلغاء ترامب لبرنامج تدريب تسليح المسلحين في شمال وجنوب سورية عبر غرفتي العمليات العسكرية الدولية «الموك» في الأردن وتركيا. اتفاق بوتين ترامب جاء معاكساً للأجواء السياسية المشحونة التي تعيشها العاصمة الأميركية واشنطن ضد موسكو، تحت ذرائع تدخل الكرملين بانتخابات الرئاسة الأميركية العام 2016 الماضي.
وبالترافق مع قرار بوتين تقليص عديد البعثة الدبلوماسية الأميركية بنحو أكثر من 700 موظف ودبلوماسي رداً على قرار الكونغرس الأميركي الأخير توسيع العقوبات المفروضة على روسيا، أشار نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إلى «تحسن» طرأ على التعاون الروسي الأميركي حول سورية مؤخراً. وفي حوار مع شبكة أيه. بي. سي» الأميركية، قال: «في الواقع نحن نعمل في الفترة الأخيرة بشكل أكثر إيجابية حول سورية».
لكن ريابكوف، المسؤول في الخارجية الروسية عن العلاقات مع الولايات المتحدة، والذي تولى التفاوض مع نظيره الأميركي توماس شانون تمهيداً لاتفاق هامبورغ، أعرب عن أمله في ألا ينحصر التعاون الإيجابي في الملف السوري فقط، في إشارة غير مباشرة إلى المسائل الخلافية ما بين موسكو وواشنطن، مثل مستقبل أوكرانيا وكوريا الديمقراطية. ويعتبر الكرملين أن أهم مجالات التعاون مع الولايات المتحدة هي الحرب ضد الإرهاب، التعاون في سورية، والحد من أسلحة الدمار الشامل.
وشدد على أن اتفاق واشنطن وموسكو حول تأسيس منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سورية، «يشكل مثالاً واضحاً «على آفاق التعاون الروسي الأميركي»، «ويؤكد أن» كل شيء ممكن» ما بين موسكو وواشنطن. وتابع: «أعتقد أننا «روسيا والولايات المتحدة» شركاء في منصات، مثل محادثات أستانا، وجنيف. نحن نعمل في المسائل الإنسانية، وبغض النظر عن الاختلافات، تمكنا من تحقيق تقدم كبير في التخلص من برنامج السلاح الكيميائي السوري».
وأوضح المسؤول الروسي رؤية بلاده لسورية في المستقبل وأنها تريدها بلداً «مستقراً ومستقلاً ذا سيادة»، يقرر أبناؤه بأنفسهم مصيرهم. وقال: «نحن ما زلنا نأمل في أن «سورية» يمكن أن تعود بلداً مستقراً، ودولة مستقلة ذات سيادة، وتلتحق مجدداً بالمنظومة العالمية». وكرر موقف موسكو الذي يرى أن السوريين هم من يقررون مصير بلادهم، أما الباقون بمن فيهم «نحن والولايات المتحدة يجب علينا أن نساعدهم». وأشار إلى أن هذه الرؤية تمثل «عنصراً أساسياً في السياسة الروسية تجاه الأزمة السورية»، ودعا الولايات المتحدة إلى انتهاج السياسة نفسها.
في سياق متصل، اعتبرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية أن التعاون بين وزارتي الدفاع الروسية والأميركية بشأن سورية، قد ينقذ العلاقات المتدهورة بين الدولتين الكبريين.
وفي المقابل لفت محللون غربيون إلى أن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» تتبنى موقفا «متشدداً» حيال روسيا على الصعيد الإستراتيجي بسبب «قلقها إزاء تنامي القوة العسكرية الروسية، وطموحات موسكو الجيوسياسية».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن