سورية

تشكيل لجنة مصالحة للدخول إلى مخيم اليرموك والسعي لاتفاق كامل وعودة الحياة ومؤسسات الدولة إليها … حيدر: الظروف في جنوبي دمشق أصبحت ناضجة لمعالجة شاملة

| الوطن

أكد وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر، أمس، أن الأجواء والظروف في منطقة جنوبي دمشق أصبحت ناضجة من الحكومة للذهاب نحو معالجة شاملة بما يساهم في عودة آمنة للمواطنين، على حين كشف مستشار الوزارة أحمد منير أحمد عن تشكيل لجنة للمصالحة مهمتها الدخول إلى مخيم اليرموك وإجراء المصالحات، وأنه تم الاتفاق معها على السعي التوصل إلى اتفاق كامل وخروج المظاهر المسلحة وعودة الحياة إلى اليرموك ومؤسسات الدولة من دون خسائر.
جاء ذلك أثناء لقاء عقده حيدر مع وفد من المبادرة الشعبية للمصالحات في مخيم اليرموك بمشاركة سفير منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق أنور عبد الهادي وذلك في مقر الوزارة في دمشق.
وعقب اللقاء وزع المكتب الصحفي في الوزارة بياناً تضمن مجريات اللقاء وجاء فيه: أكد وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية على حيدر أنه لا بديل على دعوة مؤسسات الدولة في المناطق التي تتم بها المصالحات المحلية، منوهاً بأن الأجواء والظروف في المنطقة الجنوبية في دمشق وبخاصة الحجر الأسود ومخيم اليرموك أصبحت ناضجة من الحكومة السورية للذهاب نحو معالجة شاملة بما تضمن معالجة كلية لملفات هذه المناطق وبما يساهم في عودة آمنة للمواطنين.
ونوه حيدر، بأن الإنجازات الميدانية للجيش العربي السوري الذي يحتفل بذكرى تأسيسه شكلت صمام أمان لإنجاز وتسارع وتيرة المصالحات المحلية ويحفظها، مؤكداً أن الحكومة السورية ترفض أي مقايضة في الحقوق الفلسطينية أو التنازل عنها وفي مقدمتها حق العودة. كما أكد حيدر إخفاق أي مراهنات في خطف المخيمات لتذويب المسألة الفلسطينية، مشدداً على أن الدماء الفلسطينية اندمجت مع الدماء السورية في الجهات كافة في مواجهة الإرهاب الذي يخدم الكيان الصهيوني.
وشدد حيدر على ضرورة امتلاك أي مبادرة أهلية أو لجنة شعبية لوسائل وأدوات عمل تعتمد على خامة وطنية تعنى بمعالجة هموم المواطنين والمساهمة في معالجتها الأمر الذي يدعم دور المجتمع المحلي والأهلي في نشر ثقافة المصالحة، مشيراً إلى محاسبة كل من يقوم باستغلال مشروع المصالحة لتحقيق أهداف ومصالح خاصة.
وقال: إن الإرادة الفلسطينية انتصرت بعد أحداث مسجد الأقصى، وهذا الانتصار يجب الحفاظ عليه من خلال إسقاط مشروعات التهجير الفلسطيني والتمسك بخيار المقاومة.
من جانبه ووفق البيان، اعتبر عبد الهادي أن الإرهاب الذي استهدف سورية كان خدمة للكيان الإسرائيلي، معرباً عن تمسك بلاده في دعم الجيش العربي السوري بمحاربة الإرهاب وتسارع المصالحات المحلية ونشرها. وتناول المجتمعين وسائل وآليات تطبيق المصالحة في المنطقة الجنوبية.
وفي تصريح لـ«الوطن» على هامش اللقاء قال مستشار الوزارة: «العمل متواصل لمخيم اليرموك واليوم جئنا إلى هذا الاجتماع لتشكيل لجنة للمصالحة الوطنية مهمتها الدخول إلى مخيم اليرموك وإجراء المصالحات الوطنية وتشبيك اجتماعي وإعادة الحياة الطبيعية للمخيم».
وأضاف: «الآن وبحسب ما اتفقنا مع اللجنة وتوجهات الوزير حيدر نسعى إلى اتفاق كامل وخروج المظاهر المسلحة وعودة الحياة إلى مخيم اليرموك عودة الدولة والمؤسسات السورية من دون خسائر سواء بشرية أم خسائر بالبنى التحتية أم أي رصاصة كانت».
وأعتبر محمد، أن هذا العمل سينعكس على القضية الفلسطينية والسلاح الفلسطيني، «حيث تمت المناقشة إلى ما بعد حالة المخيم ورمزيته في حق العودة بما تمثل من أبعاد تم العمل عليها من خلال الحرب على سورية، إذ كان الهدف الأساسي منها إخراج عدد من أبنائنا الفلسطينيين من سورية وإغراق أوروبا أو الدول الإسكندنافية بهم، أي شدهم من جذورهم الموجودة هنا».
ولفت إلى أن «العمل جار على إعادة الحياة للمخيم ثم عودة أبنائنا من المهجر كما هم السوريون، فالأولوية للفلسطينيين بالعودة إلى مخيماتهم ومن ثم السوري، فمن الضروري أن نعطي أولويات للحفاظ على حق العودة وللحفاظ على القضية الفلسطينية التي هي القضية الأساسية لسورية».
وعن توقيت خروج المسلحين من المخيم، قال محمد: «في الأيام القادمة هناك خطة لذلك. حالياً لا يمكن أن ندخل في تفاصيلها، لكن هناك خطة لخروج المسلحين والاتفاق معهم، وسيكون هناك تواصل معهم بشكل مباشر، وبالتحديد مع أبناء المخيم من حملة السلاح».
وعن تنظيمي داعش و«جبهة النصرة»، أكد محمد، أن هذين التنظيمين يعرفان تماماً أن الأجنبي مكانه خارج سورية، فهذان التنظيمين هما إرهابيين لا يمكن التعامل معهما، ولدينا التزامات بالمعاهدات الدولية بموضوع مكافحة الإرهاب، ونحن لدينا قضية هي معرفتنا بتمويل داعش و«النصرة» من جهات تعمل لأجل الخارج، فكل من هو ليس مع داعش و«النصرة» هم أبناء سورية ولو كانوا فلسطينيين، وستتم تسوية وضعهم وعودتهم للحياة الطبيعية، مثلهم مثل أبناء سورية».
وإذا ما توقف تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق المدن الأربع والقاضي بخروج «النصرة» من المخيم، أكد محمد أن «الاتفاق توقف لأن محافظتي دير الزور وإدلب ترفضان استقبالهما، لكن لدنيا هناك أعمال ممكن أن نجد من خلالها حلاً لهذه المسألة».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن