قضايا وآراء

رجال الشمس

| محمد أحمد خبازي

هم الرجالُ الرجالُ الذين إذا وعدوا برّوا بوعدهم، وإذا عاهدوا صدقوا وعدهم، وإذا قالوا كانت كلمتهم الفصل، لم يُعرَفُ بالطهر أطهر منهم، وبالشرف أشرفُ منهم، وبالشجاعة أشجعُ منهم، وبالعزِّ أعزُّ منهم.
من جباههم السمراء تقبسُ الشمسُ كبرياءها، ومن بطولاتهم تتعلَّم البطولة أبجدياتها، ومن أساطيرهم التي يبدعونها بدفق الشرايين وخفق الروح تتهجَّى الأساطير مفردات تكوينها وتجلياتها.
إنهم رجال الجيش العربي السوري، بضباطه وصف ضباطه وجنوده، الذين لقَّنوا الإرهابيين الهمج قطعان الجراد وخفافيش الظلام غزاة بلدنا الحبيب، دروساً في المقاومة والفداء والتحدي عزَّ نظيرها، وبرهنوا لمشغليهم وداعميهم ومحركيهم أن سورية هذا الوطن الصغير بجغرافيته الكبير بشعبه ومكانته، عصيٌّ على النيل، ولا يمكن أن يهنأ فيه باغ أو تطيب الإقامة في ربوعه لغاز، مهما يكن شكله وشأنه، ومهما امتلك من وسائل القتل والتدمير والتخريب، ومهما حاز داعموه قوة مال وإعلام وسلاح فاتك.
لقد أثبت الجيش طوال سنين هذه الحرب العدوانية الظالمة التي تشن على بلدنا، أنه من أقوى الجيوش في العالم، ودعكم من تصنيفات مراكز البحوث الإستراتيجية والأكاديميات العسكرية وغيرها مما يدَّعي غير ذلك، وأن رجاله هم الأنبل والأشرف والأسمى، لإيمانهم أن التضحية بالروح هي ما يدفع الأذى عن الأرض ويحمي الشعب فقط، فهرعوا للدفاع عن الوطن غير هيَّابين، ولحماية السوريين من الإرهاب في كل بقعة وجِدَ فيها، غير مكترثين إلا بطرده وتحقيق النصر.
ومنهم مَنْ ارتقى شهيداً، وبيده حفنة ترابٍ من أرض سورية الطاهرة العصية على الأوغاد، ومنهم من كانت ابتسامة العز ترفُّ على ثغره وهو يوصي رفاقه بالسلاح أن تابعوا التحدي ولا تُمكِّنوا الخفافيش من نشر ظلام عقولهم وقلوبهم وراياتهم السود، في أي شبر من هذه الأرض، ومنهم من وهب الروح لســـــــــورية وهو يردد: لعينيك يا سورية هذا القليل!
إنهم الرجال الذين نحتفل بعيد تأسيس جيشهم اليوم، الرجال الذين ما لانوا ولا هانوا، وما بدَّلوا تبديلاً، فألف ألف تحية لهم قادة وأفراداً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن