سورية

مذكرة رسمية موجهة لداود أوغلو تستفسر عن «الفوضى» على الحدود مع سورية…أردوغان يرد على غول: «جبان» و«خائن».. بات اليوم خارج السياسة

 وكالات : 

رد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعنف غير مسبوق على شريكه في تأسيس حزب العدالة والتنمية، والذي سبقه إلى كرسي الرئاسة التركية عبد اللـه غول، ونعته بالجبان والخائن الذي تجاوزته مسيرة الحزب وبات خارج اللعبة السياسية. وانتقد غول، الذي سبق وتقلد منصبي رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، سياسة بلاده الخارجية وقال إن البلاد تحتاج إلى مراجعة سياستها في الشرق الأوسط من خلال تبني وجهات نظر أكثر واقعية، في انتقاد غير مسبوق لأردوغان.
وأضاف غول: إن تركيا تحتاج إلى تقوية وتعزيز علاقاتها مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقية بدءاً بمصر وليبيا، وعلى تركيا أن تعيد اكتساب وضعها بوصفها «منارة أمل».
غير أن الرد على نصيحة غول هذه جاء عنيفاً من جانب أردوغان الذي لم يتمكن من ضبط أعصابه ووجه انتقادات لاذعة، تصل حد الإهانة للرئيس السابق، ناقلاً بذلك الخلاف بين الجانبين من خانة التكهنات والتسريبات إلى خانة المواجهة العلنية القاسية.
ورفض أردوغان، حسبما أكدت قناة «سكاي نيوز عربية». نصيحة غول ووصفه بطريقة غير مباشرة «بالجبان والخائن». وقال: «تركنا وراءنا الخونة والجبناء والمترددين والمتمسكين بمصالحهم الشخصية في عالم السياسة وأكملنا طريقنا السياسي من دون تغيير، أما هم فباتوا اليوم خارج السياسة»، في إشارة على ما يبدو لغول.
في غضون ذلك، تقدم نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي سازكين تانرى كولو، بمذكرة رسمية إلى رئيس الوزراء أحمد داود اوغلو، يستفسر فيها عن مصير آلاف السيارات التي دخلت تركيا خلال السنوات الماضية واختفى معظمها، ويطالبه بتوضيح التدابير التي تتخذها سلطات الأمن على الحدود مع سورية الغارقة في الفوضى.
وكشف تانري كولو في المذكرة، التي نقلت وكالة الأنباء «سانا» مقتطفات منها، عن أن نحو (6203) من السيارات التي دخلت تركيا خلال السنوات الأربع الأخيرة «اختفت»، مبدياً قلقه من أن يقوم مسلحو تنظيم داعش بتفخيخ هذه السيارات واستخدامها في عمليات إرهابية داخل تركيا.
وطلب تانرى كولو، في المذكرة من داود أوغلو، الرد على استفساراته، موضحاً أن «عدد السيارات السورية التي دخلت تركيا خلال السنوات الأربع الماضية هو 14293 سيارة، وأن وزارة الداخلية قامت حتى الآن بتسجيل نحو (8000) سيارة ومنحها لوحات تركية مؤقتة بينما مديرية المرور ليس لديها أي علم فيما يتعلق بالسيارات المتبقية».
واستفسر عن التدابير التي اتخذتها وزارة الداخلية وأجهزة المخابرات لملاحقة السيارات المفقودة والكشف عن أصحابها ومصيرها. وقال: إن «المعلومات تتحدث عن احتمالات تفخيخ هذه السيارات واستخدامها في أعمال إرهابية داخل تركيا وسورية»، مطالباً داود أوغلو بالرد على جميع استفساراته وإيضاح التدابير التي تتخذها سلطات الأمن على الحدود حيث تدخل السيارات وتخرج في ظل فوضى وعدم وجود ضوابط.
وأول من أمس، نظم المئات من شبيبة حزب الشعب الجمهوري التركي في مدينة اسطنبول مسيرة تعبيراً عن تضامنهم مع الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب. وأكد المشاركون رفض الشعب التركي لسياسات حزب «العدالة والتنمية» العدوانية ضد سورية، وأنه لن يسمح بأي عدوان على الشعب السوري، وذلك رداً على تهديدات أردوغان لسورية.
في غضون ذلك، واصلت السلطات التركية التعمية عن دعمها للإرهاب من خلال تصعيد حملتها لاعتقال الأجانب الذين يعبرون الأراضي التركية في طريقهم إلى سورية والعراق من أجل القتال إلى جانب داعش ودولته المزعومة. واعتقلت قوات الأمن التركية 45 أجنبياً في مدينة غازي عنتاب جنوب شرق البلاد كانوا ينوون السفر إلى سورية للقتال إلى جانب داعش، وفقاً لما نقله موقع «روسيا اليوم». واللافت أن العدد ارتفع من 25 مشتبهاً فيه، كان قد أعلن عنه يوم الأحد إلى (45) أمس.
وتم نقل المشتبه فيهم إلى مستشفى عام للخضوع لفحص طبي قبل التحقيق معهم وخاصة أن بعضهم قد جلب معه زوجته وأطفاله.
وأكدت الشرطة التركية أنه بمجرد انتهاء التحقيق سيمثل المشتبه فيهم أمام مكتب الهجرة وسيرحلون إلى بلدانهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن