سورية

«جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» اتفقا على إنهاء الخلاف … واشنطن: أي واجهة للتغطية على «النصرة» سنعتبرها إرهابية

| الوطن

تسارعت أمس التطورات في غوطة دمشق الشرقية التي خرق مسلحوها اتفاق تخفيف التصعيد باستهداف الأحياء الآمنة في دمشق، حيث اتفقت ميليشيا «جيش الإسلام» وميليشيا «فيلق الرحمن» على إنهاء جميع الخلافات بينهما وإيجاد حل لتنظيم «جبهة النصرة» التي أعلنت «جاهزيتها لحل نفسها في كيان يضم فصائل القطاع الأوسط» في الغوطة. لكن الولايات المتحدة الأميركية أعلنت أنها لن تتعامل مع أي واجهة يتم إنشاؤها للتغطية على «النصرة» أو تكون الأخيرة مشاركة فيها و«سنعتبرها ملحقاً لمنظمة إرهابية»، وانه «سيصبح من الصعب على الولايات المتحدة إقناع الأطراف الدولية بعدم اتخاذ الإجراءات العسكرية المطلوبة».
وشهدت مدن وبلدات ريف حمص الشمالي انقساماً، حيال العرض الروسي بإنشاء منطقة تخفيف تصعيد على غرار جنوب سورية والغوطة الشرقية، حيث رفضت كل من مدينتي الحولة والرستن، واشترطتا وجود ضامن تركي.
وأفاد مصدر في قيادة شرطة دمشق، أمس، في تصريح نقلته وكالة «سانا»، بأن «مجموعات إرهابية مسلحة تنتشر في الغوطة الشرقية استهدفت مدينة دمشق بـ17 قذيفة سقطت 5 منها في حي باب توما وأسفرت عن إصابة 13 شخصاً بجروح على حين سقطت 3 قذائف في محيط السفارة الروسية بحي المزرعة وأدت إلى إصابة شخص». واعتبرت الوكالة أن ذلك «خرق جديد للمذكرة الروسية حول مناطق تخفيف التوتر».
ولفت المصدر أن 9 قذائف سقطت في حيي ساروجة ومنطقة زين العابدين بحي المهاجرين أسفرت عن «وقوع أضرار مادية في المنازل والممتلكات العامة والخاصة».
وأصيب 7 أشخاص بجروح في الـ16 من تموز الماضي جراء اعتداء المجموعات المسلحة بقذائف الهاون على حيي المزرعة وباب توما بدمشق في خرق جديد للمذكرة الروسية حول مناطق تخفيف التوتر.
وفي الثاني والعشرين من الشهر الماضي، قالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان نقلته «سانا»: «يبدأ وقف للأعمال القتالية في عدد من مناطق الغوطة الشرقية اعتباراً من الساعة 12.00 ظهرا، مؤكدة أنه «سيتم الرد بالشكل المناسب على أي خرق».
وقبيل ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية، وفق موقع «روسيا اليوم» أن «قيادة القوات الروسية في سورية أبرمت مع المعارضة السورية اتفاق ضبط آلية عمل منطقة وقف التصعيد في الغوطة الشرقية»، مشيرة إلى أن الاتفاق تم بوساطة مصرية «بين ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية والمعارضة السورية المعتدلة»، في إشارة إلى أن الاتفاق يستثني تنظيم جبهة النصرة الإرهابية.
وفيما أكد رئيس الهيئة السياسية في ميليشيا «جيش الإسلام» محمد علّوش، الاتفاق ودخوله حيز التنفيذ، نفى المتحدث باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان تواصل «الفيلق» مع أحد في خصوص ذلك «ولم نوقع أو نشارك في أي اتفاق».
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ«الوطن» حينها، فإن الاتفاق لا يشمل مناطق سيطرة «النصرة» و«الفيلق» وأحدث شرخا في صفوف الأخير بين مؤيد له ورافض.
وفي داخل الغوطة عقد أمس اجتماع بين قيادتي «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن»، ونقلت مواقع الكترونية معارضة عن أحد القادة العسكريين في الغوطة قوله: إن «الاجتماع كان إيجابياً، وتم التوصل إلى اتفاق ينص على تبادل الأسرى بين كلا الطرفين، وإغلاق هذا الملف بشكل نهائي، كما اتفق الفصيلان على العمل لإيجاد حل لجبهة النصرة، مشيراً إلى رفض شعبي لوجودها في الغوطة الشرقية».
وسبق ذلك إعلان «النصرة» التي تعتبر «هيئة تحرير الشام» واجهتها الجديدة في بيان لها، «جاهزيتها لحل نفسها في كيان واحد يضم فصائل القطاع الأوسط، ويحقق ثوابتها التي خرجت من أجلها»، وذلك «استجابة لمطالب وفود الفعاليات المدنية، وتأكيداً على أنها جزء لا يتجزأ من (ما سمته) الثورة»، حسبما ورد في البيان.
على خط مواز، جاء في بيان لمبعوث الولايات المتحدة الخاص لسورية مايكل راتني نشر على موقع السفارة الأميركية في دمشق على الانترنت: أن «ما تسرب من فتاوى من شرعيي الجولاني حول قتل الأطراف الأخرى واستباحة الدماء والممتلكات يدل على أن فكر القاعدة ما زال مترسخاً في عقلية التنظيم، وأن تغيير اسم الجماعة لا يغير من هذه الحقيقة». وأضاف: إن جبهة النصرة وقيادتها المبايعة للقاعدة سيبقون هدفاً للولايات المتحدة الأميركية أياً كان اسم الفصيل الذي يعملون تحته، وهذا التصنيف يشمل الجماعة والأفراد وإن هيئة تحرير الشام هي كيان اندماجي وكل من ينضم ضمنها يصبح جزءاً من شبكة القاعدة في سورية». وتابع: إن خطة جبهة النصرة بالاختباء وراء إدارة مدنية مزعومة هي مجرد أساليب مراوغة مكشوفة وعقيمة هدفها الالتفاف على التصنيف، والأهم من ذلك هي محاولة لخديعة الشعب السوري. ونحن نعتبر هذه الإدارة مجرد واجهة زائفة».
وشدد راتني على أنه «لن نتعامل مع أي واجهة يتم إنشاؤها للتغطية على جبهة النصرة أو تكون جبهة النصرة مشاركة فيها وسنعتبرها ملحقاً لمنظمة إرهابية وامتداداً لعصابة الجولاني».
وقال «في حال تحققت هيمنة جبهة النصرة على إدلب سيصبح من الصعب على الولايات المتحدة إقناع الأطراف الدولية بعدم اتخاذ الإجراءات العسكرية المطلوبة. وننصح الجميع في الشمال المحرر باتخاذ ما يلزم للابتعاد عن هذه العصابة ورفض هذا الإرهاب».
وفي ريف حمص الشمالي نقلت مواقع الكترونية معارضة، عن مصادر مطلعة: أن «انقساماً تشهده مدن وبلدات المنطقة، حيال العرض الروسي المقدم لفصائل المعارضة السورية». وأوضحت المصادر، أن «مدينة تلبيسة وافقت على العرض دون ضامن تركي، إلى جانب كل من بلدات السعن، الفرحانية، المكرمية، حوش حجو، الفرحانية، في حين رفضت كل من مدينتي الحولة والرستن، إلا في حال وجود ضامن تركي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن