سورية

الشيشانيون يستشعرون خطر الحرب الدولية: نقف على الحياد في اقتتال إدلب

| الوطن – وكالات

مع استشعارها مخاطر الحرب الدولية عليها، وبالأخص اقتراب روسيا من إطلاق معركة لتطهير شمال غرب سورية من مسلحي «جبهة النصرة» والتي تعتبر «هيئة تحرير الشام» وجهها الجديد، تداعت ثلاثة مجموعات مؤلفة من الإرهابيين الشيشان، لإعلان التزامها «الحياد» في القتال ما بين «النصرة» وميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية»، لكنها وضعت شرطاً للتعاون مع الميليشيات المسلحة يتمثل في «التزامها قتال قوات الجيش السوري وحلفاءه».
ويخفي هذا الشرط ميل الميليشيات الشيشانية للتعاون مع «النصرة» القريبة من تنظيم القاعدة الدولي، خصوصاً أنها الميليشيا الوحيدة التي لا تزال تقاتل الجيش العربي السوري، في حين تنخرط الميليشيات الأخرى وبينها «الأحرار» في اتفاق تخفيف التصعيد، أو تشارك تحت مظلة الجيش التركي في القتال ضد تنظيم داعش والوحدات الكردية.
وفي تسجيل مصور باللغة الشيشانية مترجم للعربية نشر على موقوع «يوتيوب»، ظهر فيه قادة ميليشيات «أجناد القوقاز» عبد الحكيم الشيشاني، و«جنود الشام» مسلم الشيشاني، و«جيش العسر» صلاح الدين الشيشاني، حيث أكدوا موقفهم بـ«الحياد وعدم التدخل في الفتن والشؤون الداخلية لأهل الشام، واستعدادهم للتعاون مع أي فصيل عسكري أو كتيبة إسلامية تقاتل قوات الجيش السوري وحلفاءه».
وقال قائد «جنود الشام»: «لن نقاتل أي جماعة إلا في حال أجمع أهل العلم كافة على قتالها (…) وذلك بعد استشارة علمائهم داخل سورية وخارجها، ولن نكون طرفا في رفع جماعة أو إسقاط أخرى». كما انتقد الحديث عن مشاركة الشيشان في معارك ما بين «الأحرار» و«النصرة»، واعتبر أنها «إشاعات» تجلب اللوم للشيشان.
وأسفر الاقتتال عن سيطرة «النصرة» على قرى وبلدات عدة إضافة إلى مدينة إدلب.
وانفصلت مجموعة المسلحين القوقاز عن ميليشيا «المهاجرين والأنصار» في العام 2015، لتشكل «جيش العسر»، حيث فضلوا العمل متفردين دون الانصهار في ميليشيات أخرى، وملتزمين الحياد في القتال الدائر بين الميليشيات وداعش.
أما كتائب «جنود» العاملة في ريفي اللاذقية الشمالي وإدلب الغربي، بقيادة مسلم الشيشاني، فهي تنتمي في الأصل إلى إمارة «القوقاز الإسلامية» أيضًا، أي أن لها ذات الأصل بالتوازي مع ميليشيا «المهاجرين والأنصار»، لكنها تعمل متفردة على الرغم من محاولات اندماجها بـ«الأحرار». يقدر عدد عناصر «جنود الشام» بـ350، وتنتشر في اللاذقية أيضاً ونقلت معظم مسلحيها إلى غرب إدلب مع احتفاظها بمقراتها في جبل التركمان، وفق تقارير إعلامية.
بينما يقود عبد الحكيم الشيشاني ميليشيا «جند القوقاز» في جبال اللاذقية، وكان عبّر مرارًا عن رفض الدخول في أي صراعات مسلحة بين الميليشيات. ويقدر عدد مسلحيها بـ500، وسبق أن شاركت بمعارك في حلب وإدلب وحماة.
وعاد التوتر بين «الأحرار» و«النصرة»، الجمعة، حيث دارت اشتباكات جنوب إدلب، رغم توصلهما، في 24 تموز الماضي، إلى اتفاق تهدئة.
في غضون ذلك، اتهمت «النصرة» »، «الأحرار» بإتلاف ملفات السجناء في «باب الهوى».
وقال مدير العلاقات العامة في «النصرة»، عماد الدين مجاهد: إن «الأحرار» أتلفت جميع ملفات ووثائق السجناء في باب الهوى، تعليقاً على إطلاق «النصرة» سراح شرعي ميليشيا «المثنى» في درعا سابقاً، محمد المسالمة، المتهم بمبايعته تنظيم داعش.
وأثارت قضية إطلاق سراح المسالمة، جدل واستغراب ميليشيات المسلحين خصوصاً أنه عمل سابقاً مع «المثنى» التي انخرطت في نيسان من العام الماضي، ضمن صفوف ميليشيا «جيش خالد بن الوليد» المبايع لتنظيم داعش.
وخلال المواجهات الماضية وجه الطرفان الاتهامات لبعضهما، حول إحراق مستودعات ومقرات، إلى أن هدأت بخروج «الأحرار» من «باب الهوى»، وتسليمه إلى «إدارة مدنية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن