سورية

السعودية تسعى لترويض «العليا للمفاوضات» للتأقلم مع الواقع

| الوطن – وكالات

بعد أن تغير الواقع الميداني والدولي لصالح الدولة السورية، يسعى النظام السعودي على ما يبدو لترويض أدواته المتمثلة في «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، حيث أبلغ وزير خارجيته عادل الجبير، الأخيرة بالتحضير لعقد مؤتمر الرياض الثاني، لإعادة هيكلة «الهيئة» قبل جولة محادثات جنيف 8 المقبلة.
ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن مصدر في «المعارضة السورية» تأكيده، أن الجبير أبلغ «العليا للمفاوضات» بالتحضير لعقد مؤتمر الرياض الثاني، لإعادة هيكلة الهيئة قبل جولة محادثات جنيف 8 المقبلة.
ووفقاً لمواقع إلكترونية معارضة، فإنه لم يصدر عن «العليا للمفاوضات» أي بيان توضيحي بشأن اجتماع الرياض الثاني وإعادة الهيكلة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تغير فيه الواقع الدولي تجاه سورية في حين بقيت «معارضة الرياض» تعيش في عالم آخر بعيد عن هذا الواقع، إذ لا تزال تطالب برحيل الرئيس بشار الأسد، على حين تخلت الدول الداعمة لها عن هذا المطلب، حيث سبق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن قال خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب في باريس: إن «عقيدة فرنسا حول سورية تغيرت وإن هدفها الأساسي هو القضاء على الإرهاب والوصول إلى حل سياسي شامل من دون شروط مسبقة»، لافتاً إلى أن «مغادرة الرئيس بشار الأسد لم تعد شرطاً مسبقاً».
كما يأتي ذلك في وقت يظهر الواقع الميداني رجحان الكفة لصالح الجيش العربي السوري وحلفائه وعلى كافة الجبهات.
والخميس أفادت وكالة الأنباء السعودية، بأن الجبير بحث الخميس مع المنسق العام لــ«العليا للمفاوضات» رياض حجاب، آخر مستجدات الأزمة التي تشهدها سورية.
وأضافت الوكالة: إنه جرى خلال اللقاء «التأكيد» على ما سمي بـ«موقف السعودية الداعم والمؤيد للشعب السوري، ومناقشة آخر المستجدات في وضع البلاد ونتائج اجتماعات جنيف».
وأكد الجبير استعداد بلاده لتقديم كل ما من شأنه تسهيل مهام «العليا للمفاوضات» للقيام بدورها على الوجه المطلوب، والعمل على إعادة تفعيل دورها وتوسيع نطاقها، لتوحيد الجهود وجمع الصف ووحدة الكلمة.
وأواخر العام 2015 استضافت العاصمة السعودية المؤتمر الأول لــ«المعارضة» بحضور نحو 100 شخصية، أبرزهم ممثلون عن «الائتلاف» المعارض، وهيئة التنسيق الوطنية، ومؤتمر القاهرة الذي يضم معارضين من الداخل والخارج وغيرهم من فعاليات مستقلة إلى ممثلين عن ميليشيات مسلحة.
وقد اتفق المجتمعون حينها بعد ثلاثة أيام من الجلسات النقاشية على أن «تكون الدولة مدنية ديمقراطية وغير مركزية»، معتبرين أن هدف التسوية هو تأسيس نظام سياسي جديد لا مكان فيه للرئيس بشار الأسد.
يأتي ذلك، مع إعلان «العليا للمفاوضات» في بيان إعفاء أحد أعضاء الوفد المفاوض خالد المحاميد من المشاركة في الوفد بسبب تصريحات أطلقها من قناة «العربية» المملوكة للنظام السعودي، اعتبر فيها أن الحرب بين الجيش العربي السوري وميليشيا «الجيش الحر» «انتهت تماماً وأن الرئيس الأسد على أبواب الانتصار».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن