العفري يواجه مشكلة أصله التركماني في التنظيم…«الإفتاء المصرية» ترد على داعش: الصحابة صانوا الآثار ومن الواجب الشرعي المحافظة عليها
في وقت ردت دار الإفتاء المصرية على فتوى أصدرها تنظيم داعش الإرهابي بهدم الآثار ومنع دراسة علومها لأنها تخالف القرآن والسنة، ذكرت تقارير أن الزعيم المؤقت للتنظيم، أبا علاء العفري يواجه صعوبة في الحلول مكان أبي بكر البغدادي الذي أقعدته غارة أميركية، لأن الأول تركماني وليس عربياً.
وأفتى داعش بهدم الآثار. وهدم عناصر التنظيم مدينة الحضر الأثرية في العراق.
وأشارت دار الإفتاء المصرية إلى أن اللـه سبحانه وتعالى في القرآن الكريم «أمرنا أن نسير في الأرض ونتدبر آثار من كانوا قبلنا لنتخذ منهم العبرة والعظة»، مضيفةً، في ردها على فتوى لداعش تحرم دراسة علم الآثار وإدارة الفنادق: إن مثل هذه الفتاوى التي وصفها بـ«المنحرفة» تنم عن «جهل مطبق عند هؤلاء المتطرفين، الذين لم يتدبروا القرآن ولا سنة رسول اللـه».
وأضاف بيان صادر عن «مرصد التكفير» التابع للدار: إن المحافظة على الأماكن والمباني التاريخية والأثرية ذات الطابع التاريخي «من المطلوبات الشرعية والمستحبات الدينية التي حثت عليها الشريعة، وذلك لا يتأتى إلا بالعلم»، لافتاً إلى أن الإسلام «حافظ على تراث الحضارات والآثار في مصر وبلاد الرافدين ومختلف الحضارات التي سبقت الإسلام وأبقوا على آثارها».
وأكد المرصد أن «أصحاب الآراء الشاذة التي تدعو إلى منع تعلم علم الآثار ودراستها، أو هدم الآثار التاريخية أو طمس معالمها، قد خالفوا كذلك صحابة رسول اللـه. فقد فتحوا هذه الأمصار ولم يتعرضوا لهذه الموجودات» وتابع بالقول: «كان منهم صحابة جاؤوا إلى مصر إبان الفتح الإسلامي ووجدوا الأهرامات وأبو الهول وغيرها ولم يصدروا فتوى أو رأياً شرعياً يمس هذه الآثار التي تعد قيمة تاريخية عظيمة».
ووصف المرصد دعوى داعش بأن الإبقاء على هذه الآثار ودراستها مُحَرَّم لأنها من ذرائع الشرك ويؤدِّي إلى أن يعتقد العوام بَرَكَة تلك الأماكن، بـ«الواهية»، مشيراً إلى أن «الشرع لم يَمنع من مُطْلَق تعظيم غير الله، وإنما يَمنع منه ما كان على وجه عبادة المُعَظَّم كما كان يفعل أهل الجاهلية مع معبوداتهم الباطلة فيعتقدون أنها آلهة، وأنها تضر وتنفع مِن دون اللـه، وأما ما سوى ذلك مِمَّا يدل على الاحترام والتوقير والإجلال فهو جائزٌ».
في سياق آخر، وعقب توليه زعامة تنظيم داعش بشكل مؤقت، ذكرت تقارير أن أبا علاء العفري يواجه مشكلة تحول دون امتلاكه زمام «الخلافة» في التنظيم بدلاً من أن يكون «مؤقتاً».
وفي حزيران الماضي، أعلن داعش إقامة «الخلافة الإسلامية» ونصب زعيمه أبا بكر البغدادي «خليفة للمسلمين وأميراً للمؤمنين».
إلا أن صحف غربية نشرت تقارير خلال الأسبوع الماضي، تؤكد أن البغدادي أصبح مقعداً بعد إصابته في العمود الفقري، جراء غارة جوية أميركية على موكب سيارات قرب الحدود السورية العراقية منتصف آذار الماضي. وسارع البغدادي إلى عقد اجتماع لمجلس شورى التنظيم ونقل صلاحيته بشكل مؤقت إلى نائبه العفري.
وسبق لداعش أن أصدر بياناً قال فيه: إن من أهم شروط الخليفة أن يكون عربياً وقريشاً وهاشمياً، على حين العفري تركماني، وهذا ما يجعله يلقى معارضة شديدة من العرب في التنظيم، وقد يحول دون مبايعته خليفةً دائماً.
وعبد الرحمن مصطفى الذي يحمل الاسم الحركي (أبا العلاء العفري)، والاسم الميداني بين المسلحين (أبو سجى) عراقي كان مدرس فيزياء في مدرسة ثانوية في منطقة الحضر جنوب غرب الموصل.
(سي إن إن– بي بي سي– أ ش أ)