سورية

دول إقليمية وغربية تقضي على أحلام «معارضة الخارج»: الرئيس الأسد باق وابحثوا عن رؤية أخرى للحلّ

| الوطن – وكالات

يبدو أن «المعارضة» السورية في الخارج هذه المرة مطلوب منها تجرع «برميل سمّ»، مع شيوع أنباء حول نية دول غربية وإقليمية داعمة لها تشكيل كيان معارض جديد يقبل بقاء الرئيس بشار الأسد، بالترافق مع تقارير أظهرت تغييراً في الموقف السعودي من هذه المسألة وجنوح الإمارات إلى الترويج لحل من دون المعارضة، وقطع أنقرة مساعداتها عن الائتلاف المعارض.
ونقلت وكالة «سمارت» للأنباء المعارضة عن سياسيين معارضين عن بدء تحضيرات لمؤتمر دولي يهدف إلى تشكيل معارضة سورية جديدة «تقبل بوجود النظام كـأمر واقع». ونقلت الوكالة عن الرئيس الأسبق للائتلاف المعارض خالد خوجة: أن «هناك توجه دولي لتمييع الموقف السياسي للمعارضة لقبول طروحات المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في مؤتمر جنيف بأن النظام موجود كأمر واقع».
وبدوره، أكد رئيس منصة موسكو، قدري جميل، تلقيهم و«منصة القاهرة» دعوة رسمية من «الهيئة العليا للمفاوضات» لحضور اجتماع، يوم 15 آب الجاري، في العاصمة السعودية الرياض، بهدف تشكيل وفد موحد للمعارضة. واعتبر جميل وفقاً لحديث له مع وكالة «سمارت»، أن العائق لتشكيل وفد موحد هو عدم التوافق على «سلة الحكم الانتقالي»، والتي يجب أن تكون حسب رأيه دون أي شروط مسبقة حول رحيل رئيس النظام أو بقائه، وإنما يتم ذلك بعد بدء جولة المفاوضات المباشرة مع النظام، وقال إن سعي الهيئة لهذا اللقاء هو «أمر إيجابي»، رافضاً اللقاء في مدينة الرياض، لأنها مقر «الهيئة»، مشيراً أن عقده في جنيف «أنسب سياسيا». وشدد أن الحديث لا يدور حول دمج المنصات الثلاث، إلا أن هناك رغبة بتشكيل وفد مشترك، مضيفاً إن ذلك يجب أن يسبقه البحث عن توافقات، والتفاهم حول سبب وجود الوفود في جنيف، وهو تنفيذ القرار 2254، دون أن تؤثر أي منصة على برنامج غيرها.
وقال: إن هناك قراراً دولياً بوقف الحرب في سورية لبدء عملية التغيير الجدي، مضيفاً: إن ذلك يتطلب بدء مفاوضات مباشرة، بوفد واحد، بعد الاتفاق على السلال الأربع، حيث تم التوافق على سلة «الدستور» ومن الممكن التوافق بسهولة على سلتي «الانتخابات» و«الإرهاب».
وتتوافق التسريبات والتصريحات مع ما نقلت موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني عن مصدر في المعارضة السورية تأكيده أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أبلغ منسق «الهيئة العليا للمفاوضات» رياض حجاب أن الرئيس بشار الأسد «باق». ويبدو أن محور الرياض في المنطقة يفكر في طريقة تتناغم مع الأميركيين الذين انحصرت مطالبهم في سورية، في عهد الرئيس دونالد ترامب، بإقصاء إيران وتحديث السلطة السورية.
ونبه الجبير، وفد الهيئة الذي التقاه في الرياض مؤخراً، إلى ضرورة أن تخرج الهيئة برؤية جديدة، مهدداً إياها بأن «الدول ستبحث عن حل لسورية من غير المعارضة»، وحذر المعارضة من أن «الوقائع تؤكد أنه لم يعد ممكناً خروج (الرئيس) الأسد في بداية المرحلة الانتقالية»، معتبراً أن المعارضة وحلفاءها يجب أن تبحث «مدة بقاء (الرئيس الأسد) في المرحلة الانتقالية وصلاحياته في تلك المرحلة».
كما نقل «روسيا اليوم» عن مصادره بالمعارضة السورية، أن مؤتمر الرياض المقبل سيعلن نهاية دور حجاب، الذي تعتبره السعودية مقرباً من قطر.
وسارع المستشار الإعلامي للهيئة إلى نفي ما نقله «روسيا اليوم»، على حين لم يصدر تعليق عن الرياض.
إلا أن الإمارات المتحالفة مع السعودية، ذهبت أبعد مما تريده واشنطن؛ فحسبما نقله موقع «زمان الوصل» المعارض فإن أبو ظبي اقترحت، بـ«طريقة الطلب، على أكثر من دولة أوروبية والولايات المتحدة الإبقاء على (الرئيس) الأسد في السلطة وعدم تمكين المعارضة السورية منها، بحد أدنى في المرحلة الانتقالية»، لأن «أغلبية المعارضة السورية باتت بيد القوى الجهادية الإسلامية». وأوضحت المصادر أن الإمارات، دعت واشنطن إلى تخفيف الدعم عن المعارضة السورية، والعمل مع (الرئيس) الأسد، مقابل ضمانات بابتعاده عن إيران.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر مطلعة في الائتلاف حسب «زمان الوصل»، أن الحكومة التركية أوقفت الدعم المالي للائتلاف الأسبوع الماضي، والذي يزيد على 320 ألف دولار شهرياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن