رياضة

جنون أم شطارة؟

| خالد عرنوس

في أوائل التسعينيات من القرن الماضي دفع نادي ميلان مبلغاً خيالياً بلغ بضعاً وعشرين مليون دولار مقابل التعاقد مع لاعب يدعى لينتيني وبالطبع لم يكن نادي ميلان بكل عظمته وتاريخه ليدفع مثل هذا الرقم مقابل لاعب إلا إذا كان من فئة الأساطير ولم يكن هاجس رئيسه بيرلسكوني إلا الشهرة والمال والصعود السياسي.
وما يهمنا في هذه القصة أن ميلان حقق نجاحات هائلة في عهده وحصد العديد من الألقاب.
وساهم بيرلسكوني ونظراؤه في جعل الأندية الإيطالية في واجهة الكرة العالمية وسبقه عائلتا إينيللي وموراتي، ولم يكن لينتيني إلا فقاعة كبيرة فهذا الشاب الذي برز كلاعب متميز خلال موسم واحد استطاع بشكله الجذاب أن يستحوذ القلوب وأصبح تقليده موضة ولذلك دفع من أجل صورته واسمه الملايين في عملية تجارية إعلانية بحتة، والطريف بل المؤسف أن لينيتي انتهى سريعاً.
وباختصار فإن الفكر الذي أدخله بيرلسكوني وأمثاله على كرة القدم هو العمل التجاري والصفقات الخيالية التي تحرك السوق وتكون بمثابة رفع جديد لأسعار اللاعبين.
وإذا كان لينتيني ودينلسون وناكاتا أسماء ندرجها كأمثلة على صفقات لم تقدم الإضافة كروياً فإن صفقات أخرى كثيرة كانت فقاعات إعلانية وبضاعة لاستقطاب المعلنين واستمالة للجماهير التي تتهافت لشراء قمصان نجومها وتذكاراتهم.
ومقابل هذه الصفقات كانت هناك أخرى ناجحة وأيضاً دفعت فيها مبالغ خيالية إلا أنها في النهاية وصلت بسوق اللاعبين إلى أرقام خيالية فعندما دفع الريال مبلغاً فاق الـ90 مليون يورو مقابل عقد رونالدو البرتغالي لم يتجرأ أحد على التفكير بكسر هذا الرقم خلال عقد قادم لكن الذي حدث جاء أسرع من المتوقع وانكسر حاجز الـ100 مليون سريعاً وفي الصيف الحالي كانت التوقعات تشير إلى الوصول إلى رقم 150 مليوناً.
وكان هذا الكلام قريباً جداً إلا أن الذي حدث أن تخطى الـ200 دفعة واحدة وذلك مقابل شراء باريس سان جيرمان الفرنسي لعقد البرازيلي نيمار والمبلغ المدفوع مبدئياً يصل إلى 222 مليوناً وذلك مقابل الشرط الجزائي فقط في عقد اللاعب، أي إن الصفقة برمتها قد تصل إلى ضعف هذا المبلغ في حال احتساب الرواتب والمزايا الأخرى التي سيقبضها اللاعب طوال 5 سنوات.
المستفيدون من هذه الصفقة كثر أما الهدف المعلن فهو الوصول بسان جيرمان إلى قمة الأندية الأوروبية وبالطبع فإن هدف نيمار (عدا المادة طبعاً) الخروج من عباءة ميسي، فهل سينجح أم لا؟.. وهل تحقق الصفقة النجاح المرتقب من الوجوه كافة؟.. للحديث بقية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن