رياضة

تحت الماء

| مالك حمود

بعيداً من قرارات الإيفادات التي تسيطر عادة على بلاغات اجتماعات المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، ثمة قرار لفت نظري بإيجابيته ومنطقيته، حيث تم إقرار دمج اتحادي رفع الأثقال والقوة البدنية ضمن اتحاد واحد، وهذا أمر طبيعي للعبتين متشابهتين، بل إن إحداهما مشتقة من الأخرى، وإذا كانت رياضة رفع الأثقال لها باعها وإنتاجيتها العالية في تحقيق البطولات والإنجازات الوطنية، فإن القوة البدنية ومع بالغ احترامنا لممارسيها فقلما نسمع عن إنتاجية دولية اللهم إذا كان لها مشاركات خارجية، أو لو كانت لعبة أولمبية أصلاً، فالاقتصاد والترشيد في المصاريف أمر مطلوب في هذه المرحلة بالذات، وبالطبع لو تم تحويل تلك النفقات أو بعضها لدعم مشروع البطل الأولمبي في حلب لكان أفضل بكثير وخصوصاً أنه من المشاريع النادرة في سورية والقادرة على جمع أكبر عدد ممكن من البراعم في مدرسة لتعليم رياضة رفع الأثقال مع نخبة من أهم الأبطال الدوليين برياضة قهر الحديد.
وبين الدمج والفصل ثمة صور في ذاكرتي تولد أسئلة عن بعض الرياضات التي لم نعد نسمع عنها بالقوة نفسها والأهمية، فالنجاحات التي تحققها السباحة السورية محلياً ودولياً تدعو للفخر والاعتزاز، وتعكس القاعدة العريضة التي تبنى عليها السباحة في سورية وترسم لمستقبل مشرق مع أبطال وبطلات يتأسسون بالطريقة الصحيحة ضمن مسابح القطر المغلقة والمكشوفة، ولكن ثمة سؤالاً يتعلق بالألعاب المائية: أين رياضة الغطس كلعبة فردية بعدما كان لنا فيها باع وأبطال ومنهم من وصل إلى المشاركة الأولمبية والعالمية كالمرحوم د. زهير شربجي، والآن بعد مضي قرابة نصف قرن على تألقه نبحث عن رياضة الغطس وأبطالها رغم الاختلاف بين معطيات الماضي والحاضر، حيث باتت مسابحنا تحظى بسلالم دولية للغطس وبارتفاعاتها النظامية وصولا إلى 10 أمتار، والمزودة بالمصاعد الكهربائية.
وأين رياضة كرة الماء تلك اللعبة الجماعية التي كانت إلى فترة قريبة لها حضورها المحلي والأندية التي تحضنها ومن عدة محافظات، وكانت لنا مشاركاتنا الدولية فيها، بل إن سورية كانت تصدر العديد من مدربي هذه اللعبة للتدريب في بعض البلدان العربية.
المسألة مطلوبة من اتحاد اللعبة كمراكز تدريبية وأظنه مدركاً لهذه المسألة ويعمل عليها ولكن المطلوب توسيع مروحة العمل، وتحريض الأندية التي تحظى بمسابح والهيئات الرياضية على احتضان لعبة كهذه لأنها الأقدر على حملها رغم أن مصاريفها ليست كبيرة ولن تشكل عبئاً على ميزانية النادي، فكيف لو كانت هيئة تحظى بميزانية رياضية وغايتها البناء الرياضي واحتضان الألعاب التي لا تحقق الريوع والمداخيل خدمة لرياضة الوطن؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن