عربي ودولي

ترامب يتوعد كوريا الديمقراطية بـ«النار».. وبيونغ يانغ تهدد جزيرة غوام

في تصعيد جديد للمواجهة مع واشنطن، هددت كوريا الديمقراطية أمس الأربعاء بقصف محيط جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادئ، فيما توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظام بيونغ يانغ بـ«النار والغضب».
وأعلنت بيونغ يانغ أنها «تبحث الآن بشكل دقيق خطة العمليات لإقامة غلاف ناري في المناطق المحيطة بجزيرة غوام بواسطة صاروخ بالستي متوسط المدى هواسونغ 12»، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الكورية الديمقراطية الرسمية.
وأضافت الوكالة أن هذه الخطة سيتم إنجازها وقد يتم تطبيقها «في أي لحظة، فور اتخاذ كيم جونغ أون القائد الأعلى للقوة النووية لكوريا الديمقراطية القرار بذلك». وتؤوي جزيرة غوام التابعة للولايات المتحدة قاعدة بحرية وقاعدة عسكرية أميركيتين.
وكان دونالد ترامب وجه أمس تحذيراً بالغ الشدة إلى النظام الشيوعي، متوعداً بـ«النار والغضب».
وقال الرئيس الأميركي من نادي الغولف الذي يملكه في بدمنستر بولاية نيوجيرسي حيث يقضي عطلة «سيكون من الأفضل لكوريا الديمقراطية ألا توجه مزيداً من التهديدات إلى الولايات المتحدة».
وأكد أن هذه التهديدات إذا ما تواصلت «ستواجه بالنار والغضب»، ملوحاً برد «لم يعرفه العالم سابقاً».
وبدوره قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس إن ترامب كان يحاول توجيه رسالة قوية إلى كوريا الديمقراطية عندما قال إن أي تهديد للولايات المتحدة سيُقابل «بالنار والغضب».
وأضاف للصحفيين قبل هبوطه في جوام الجزيرة الواقعة تحت سيطرة الولايات المتحدة التي هددت بيونغ يانغ بضربها: إن كوريا الديمقراطية تتحدث بنبرة تحد بعد المعارضة الدولية لبرنامجها النووي.
وتابع «ومن ثم أعتقد أن الرئيس.. ما يفعله الرئيس هو توجيه رسالة قوية إلى كوريا الديمقراطية باللغة التي يمكن أن يفهمها كيم جونج أون إذ يبدو أنه لا يفهم لغة الدبلوماسية».
ومن جانبها، قالت مادلين زد بوردالو عضو الكونغرس عن غوام، أنها واثقة من قدرة القوات الأميركية على حماية الجزيرة من التهديدات النووية «المزعجة للغاية» من كوريا الشمالية.
ودعت بوردالو الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإظهار «زعامة راسخة» والعمل مع المجتمع الدولي لنزع فتيل التوتر ومنع كوريا الشمالية من تطوير برنامج أسلحتها.
بدوره، طمأن محافظ غوام إدي كالفو عبر اليوتيوب أهالي الجزيرة بعدم وجود أي خطر عليهم في الوقت الحالي على ضوء التهديدات الكورية الشمالية، مضيفاً إن الجزيرة محمية بشكل جيد.
وأضاف: «اتصلت بالبيت الأبيض هذا الصباح، وأكدوا لي أن الاعتداء أو التهديد بحق غوام هو بمثابة اعتداء أو تهديد بحق أميركا، وأن حماية أميركا ستؤمن».
وأكد المحافظ أن سلطات الجزيرة مستعدة لمواجهة «أية تطورات»، مشيراً إلى نيته تشكيل فريق خاص سيتولى تفتيش مدى جاهزية هيئات الطوارئ والعسكريين.
وتطرح تهديدات بيونغ يانغ المتكررة وتجاربها الصاروخية المتتالية خلال الأشهر الأخيرة مشكلة كبيرة لدونالد ترامب منذ وصوله إلى السلطة. وطالب الرئيس الأميركي بإصرار الصين، الحليفة الرئيسية لكوريا الديمقراطية، بالتحرك لضبط الدولة المجاورة لها.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، صادق مجلس الأمن الدولي بالإجماع السبت على قرار يعزز بشكل ملحوظ العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ، ما سيحرم كوريا الديمقراطية من مليار دولار من العائدات السنوية.
وفرضت الأمم المتحدة منذ 2006 ست مجموعات من العقوبات على كوريا الديمقراطية من دون أن تنجح في ثني زعيمها. وأجرت بيونغ يانغ آخر تجربة نووية في 9 أيلول 2016 واعتبرت قوة الانفجار أقوى بمرتين من القنبلة الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما.
وفي واشنطن، ارتفعت عدة أصوات منددة بتصريحات الرئيس. وانتقد عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الديمقراطي إليوت إنغل «الخط الأحمر السخيف» الذي رسمه ترامب إزاء تهديدات بيونغ يانغ المتواصلة.
وقال: «إن أمن أميركا لا يقوم على قوة جيشنا فحسب، بل كذلك على مصداقية القائد الأعلى لقواتنا المسلحة»، مندداً بطباع الرئيس «النزقة».
كما شكك السيناتور الجمهوري جون ماكين في رد ترامب فقال: إن «القادة العظماء» لا يهددون أعداءهم إلا إذا كانوا جاهزين للتحرك، مضيفاً «لست واثقا بأن الرئيس ترامب جاهز للتحرك».
ورأى الأمين العام السابق للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أن تصريحات ترامب «تهدف إلى إخافة بكين وبيونغ يانغ على السواء»، محذراً «لكن الخطوط الحمر الرئاسية التي تبقى حبرا على ورق تولد سوابق خطيرة».
رويترز- أ ف ب- روسيا اليوم

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن