رياضة

نحو الهدف

| مالك حمود

بين الظواهر السلبية والإيجابية تعيش رياضتنا أيامها الصيفية، فالتفكير والتحليل يعجز عما يحصل لكرتنا المحلية وهي تضرب رقماً قياسياً في تغيير المدربين لدرجة أن عدداً كبيراً من أندية الدوري بدّلت مدربيها بشكل مدهش، والمدهش أكثر أن التبديل لم يقتصر على الفرق المهددة بالهبوط، بل طال فرق المقدمة والمتنافسة على الصدارة في مشهد قد لا نجد له مثيلاً في معظم دوريات العالم وهو إن دل على شيء فإنما يدل على حالة تخلف كروي يعشعش في الذهنية الرياضية التي لم تبلغ مرحلة النضج والفهم والتفهم.
بالمقابل فالمشهد الإيجابي يبدو في العودة إلى منتخبات المحافظات التي طالما نادينا بها، لكن العودة هذه المرة تأتي على مستوى الفئات العمرية وتحديداً من خلال فئة الناشئين مع الأولمبياد الوطني الرياضي الذي يحظى بمشاركة المحافظات بأعداد كبيرة من اللاعبين واللاعبات، بما يحققه لهم من فوائد فنية جمة ولا سيما أن لاعبينا في هذه الأعمار بأشد الحاجة للمباريات الرسمية على اعتبار أن مسابقاتنا المحلية على نطاق الأندية لا تفي بالغرض المطلوب، فكيف إذا جاءت الفكرة من خلال منتخب المحافظات بما يحققه من أهداف اجتماعية ووطنية وهو يجمع أندية المحافظة الواحدة ضمن فريق رياضي واحد، ويجمع أبناء الوطن من مختلف محافظاته ضمن ملعب الرياضة ومنافساته الشريفة ولقاءاته الجميلة التي تحقق التواصل والتعارف بين أبناء الوطن وفي هذه المرحلة العمرية الحساسة.
الأولمبياد يحقق أهدافه الآنية ولا سيما مع التوسع في خارطة استضافة المنافسات والبطولات كي تشمل عدة محافظات وهو المطلوب لتنشيط الرياضة في مختلف المحافظات، على صعيد الذكور والإناث، ولكن يبقى الأولمبياد الوطني بنسخته الثالثة وسيلة وليس الهدف، فالوسيلة حققت غاياتها المرحلية وأثبتت نجاحاتها ولا سيما مع التطور في الأداء الجماعي وحتى الفردي، وما شهده الأولمبياد الماضي من تسجيل لأرقام سورية جديدة وعديدة يؤكد هذا الكلام، ولكن ماذا بعد، وماذا عن البرامج والخطط المعدة لاحتضان هذه المواهب ضمن مشروع رياضي وطني كبير؟
كل التحية للجهود التي عملت على جمع مواهب الرياضة السورية الناشئة في ملاعب الوطن، ولكن علينا أن نتذكر بأن الأولمبياد هو مجرد خطوة أما الهدف الحقيقي والاستراتيجي فهو ما بعد الأولمبياد.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن