سورية

التزم باتفاقات «تخفيف التصعيد».. وميليشيات ريف حمص الشمالي تواصل محاولة الالتفاف … الجيش يخوض حرب أنفاق «النصرة» في عين ترما

| الوطن

استمر الجيش العربي السوري بالالتزام في اتفاقات «تخفيف التصعيد» الثلاثة في جنوب البلاد ووسطها، وواصل في الوقت نفسه مكافحته للإرهاب، وتصدى فجر أمس لهجوم تنظيم جبهة النصرة الإرهابي وحلفائه من ميليشيات غوطة دمشق الشرقية، على حين برزت محاولات جديدة من ميليشيات ريف حمص الشمالي للتنصل من اتفاق القاهرة.
وأكد مصدر ميداني في شرق العاصمة لـ«الوطن»، أن الجيش ورغم احتدام المعارك مع «النصرة» وميليشيا «فيلق الرحمن»، لم يقدم على أي خرق لاتفاق تخفيف التصعيد في الغوطة الشرقية بل واصل الالتزام بالاتفاق دون أن يمس ذلك عمليته المتواصلة ضد الإرهابيين في حي جوبر شرق دمشق وعين ترما في الغوطة.
وأشار إلى قيام «النصرة» في عين ترما، بفتح نيرانها الثقيلة والخفيفة بكثافة قرابة الساعة الثالثة والنصف فجر أمس في محيط شركة اللحمة و«لربما كانت تمهد لهجوم مباغت» لكن يقظة عناصر القوات السورية أجبر نيرانها في النهاية على الصمت، مشدداً على أن «النصرة» لم تستطع أن تتقدم متراً واحداً في تلك الجبهة.
وأضاف: إن «النصرة» باتت تعتمد على تفجير الأنفاق التي تعج بها جبهات شرق العاصمة لإلحاق أكبر ضرر بالجيش من جهة ولمنع الجيش من اكتشاف تلك الأنفاق من جهة ثانية، مبيناً أن التنظيم الإرهابي أقدم فجر أمس على تفجير نفق تحت إحدى المباني التابعة لشركة اللحمة، هو الثالث في غضون 10 أيام، ما أدى إلى تدمير المبنى بكامله وارتقاء 4 شهداء، في حين شوهدت جثة أحد عناصر «النصرة» واستمر مسلحوها بمحاولة سحبها حتى ظهر أمس.
وعلى جبهة جوبر تواصلت الاشتباكات بين الجيش والميليشيات المسلحة والإرهابية في محيط دوار المناشير بحسب مصادر ميدانية أيضاً.
أما داخل المناطق الخاضعة لاتفاق تخفيف التصعيد فقد تواصل اقتتال الميليشيات، حيث أفاد نشطاء داخل الغوطة بقيام جماعة تسمي نفسها «الحراك الشعبي» ومرتبطة بميليشيا «جيش الإسلام» باقتحام ما يسمى «مكتب توثيق الانتهاكات» في مدينة دوما بالغوطة الشرقية والاعتداء بالضرب المبرح على النشطاء المتواجدين فيه وسرقة جميع محتوياته، في محاولة من «جيش الإسلام» لمحو أي آثار تدل على جرائمه في الغوطة.
إلى ريف حمص الشمالي، فقد أكدت مصادر معارضة، أمس، أن اجتماعاً جرى بين ما يسمى «هيئة التفاوض» الممثلة للمناطق التي يشملها الاتفاق، ووفد روسي على معبر الدار الكبيرة دون أن ترشح أي أنباء عنه.
ولفتت المصادر إلى أن وفد الهيئة يرغب بطرح ملف «المعتقلين»، وذلك بعد اجتماع مماثل في 7 الشهر الجاري أعلنوا فيه نيتهم التنصل من اتفاق القاهرة وطلبوا تغيير بنوده، مشيرة إلى أنهم «يرغبون بتحييد مطلب فتح طريق أوتستراد حمص- حماة في الوقت الحالي» رغم أن الاتفاق في القاهرة كان ينص عليه صراحة.
ويأتي اجتماع أمس بعد يوم من إصدار وفد التفاوض بياناً أكد فيه أن اتفاق القاهرة «ميداني دون أي تبعات ومنعكسات سياسية»، في إشارة إلى بند في الاتفاق ينص على إمهال «النصرة» حتى العاشر من أيلول المقبل لحل نفسها وهو ما يبدو أنه بعيد المنال وفقاً للمصادر.
بدورها أكدت مصادر ميدانية، أن الجيش رد على خروقات المسلحين في ريف حمص الشمالي فاستهدف سلاح الجو عدة مواقع لمسلحي «النصرة» في منطقة العامرية وعين حسين والسعن بريف حمص بعد قيام المسلحين بعدة خروقات في المحاور المذكورة.
وفيما يخص انتهاكات تخفيف التصعيد أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أمس أن ممثلي روسيا وتركيا في لجنة الهدنة المشتركة في سورية سجلوا 14 انتهاكا خلال الـ24 ساعة الماضية، سجل الروس منها 11 انتهاكا، اثنان في اللاذقية، و7 في حلب، واثنان في القنيطرة، على حين سجل الأتراك 3 حالات واحدة في حمص واثنتان في دمشق.. وأكد أن معظم الانتهاكات وقعت في المناطق التي تسيطر عليها عناصر مسلحة من « النصرة» و«داعش» الإرهابيين.
ووصفت وزارة الدفاع الروسية الوضع في مناطق تخفيف التصعيد في سورية بـ«المستقر»، مشيرة إلى أن مركز المصالحة الروسي في حميميم لم يقم بأية حملات إنسانية خلال الـ24 ساعة، في حين قدم الأطباء العسكريون الروس المساعدات لـ88 سورياً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن