سورية

أقر بصعوبات تواجه «غضب الفرات» في الرقة.. و«قسد» لم تضع بيضها في السلة الأميركية … طلال سلو: لا قرار حتى الآن بالتوجه إلى دير الزور.. والتحالفات موضوع غير مطروح

| الوطن

أكدت «قوات سورية الديمقراطية– قسد» التي تقودها «وحدات حماية الشعب» الكردية، وتشن عملية «غضب الفرات» في الرقة لطرد تنظيم داعش الإرهابي منها، أنها لم تتخذ حتى الآن قراراً بالتوجه إلى محافظة دير الزور التي يتوجه الجيش العربي السوري إليها لطرد التنظيم منها، وأوضحت أن هذا الأمر «تقرره القيادة العامة لـ«قسد»، بعد الانتهاء من عملية تحرير الرقة.
وشددت «قسد» على «الرفض القاطع» لأي عملية باتجاه دير الزور، يقوم بها طرف آخر انطلاقاً من الأراضي الواقعة تحت سيطرتها «من دون الاتفاق معها»، وأقرت بأن «عملية «غضب الفرات» تواجه «صعوبات» لأن داعش «يستميت في الدفاع عن عاصمته المزعومة».
وفي مقابلة مطولة مع «الوطن»، أجريت عبر تطبيق الرسائل في «فيسبوك»، قال الناطق الرسمي باسم «قسد» طلال سلو في رده على سؤال: إن كان هناك نيات لدى «قسد» بالتوجه إلى دير الزور بالترافق مع تقدم الجيش العربي السوري إليها من عدة محاور: «نحن منذ تأسيس «قسد»، كان الهدف الأساسي لها القضاء على الإرهاب المتمثل بتنظيم داعش الإرهابي. في دير الزور هناك حضور كبير لتنظيم داعش الإرهابي، ولكن هذا تقرره القيادة العامة لـ«قسد».
وأضاف: «بعد الانتهاء من عملية تحرير الرقة تجتمع القيادة العامة لـ«قسد»، وتقرر إن كان هناك حملة جديدة باتجاه دير الزور أو تفضيل التريث».
وتحدثت تقارير صحفية مؤخراً عن أنه وعلى حين يواصل الجيش العربي السوري وحلفاؤه الاقتراب من محافظة دير الزور الشرقيّة عبر محاور عدّة، تحضر «قسد» في مناطق تتيح لها الانخراط في مشهد دير الزور تالياً لإقفالها ملف الرقّة.
كما ذكرت التقارير، أن الطرفين قد شكّلا غرفة عسكريّة تحت مظلة روسيّة، أفرزت حتى الآن تنسيقاً في معارك ريف الرقة، مع ترجيح تطور عمل الغرفة قريباً.
وقال الناطق باسم «قسد» المدعومة من «التحالف الدولي» المزعوم لمكافحة الإرهاب الذي تقوده أميركا: «لا صحة لوجود غرفة عمليات مشتركة للجيش العربي السوري وقسد. هذا الكلام عار من الصحة نهائياً».
ويرى مراقبون، أن المعركة المقبلة مع داعش في دير الزور تفرض قيام تنسيق بين الجيش العربي السوري وقوات «التحالف الدولي» و«قسد» والجيش العراقي.
وأوضح سلو، أن موضوع التحالفات للقضاء على داعش في دير الزور «غير مطروح»، وقال: «نحن في «قسد» حلفاء مع «التحالف الدولي» لمكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة، وفي حال تم الاتفاق بين الطرفين «قسد» و«التحالف الدولي» على وجود طرف ثالث في عملية تحرير دير الزور أو أي حملة مشتركة فهذا شيء ممكن بعد اتفاق الطرفين».
وشدد سلو، أن «قسد» ترفض «رفضاً قاطعاً»، أن تكون المناطق التي تسيطر عليها منطلقاً لعملية عسكرية باتجاه دير الزور لطرف آخر من دون التنسيق معها، وذلك بعد تقارير صحفية تحدثت عن نية «التحالف الدولي» نقل ميليشيات مسلحة من البادية السورية إلى مدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي لفتح جبهة لضرب داعش في دير الزور.
وأوضح سلو، أن آخر التطورات فيما يتعلق بمعركة «غضب الفرات» التي تقودها «قسد» لطرد داعش من مدينة الرقة، تتمثل بـ«تحرير حيي نزلة شحادة وهشام بن عبد الملك وإحكام «قسد»، الخناقَ على التنظيم، وذلك بالتقاء عناصرها المتقدمة على المحورين الشرقي والغربي في المدينة وتشكيلها كماشةً حول التنظيم للمرة الأولى منذ بدء حملتها عليه في السادس من حزيران الماضي.
وأضاف: «حتى الآن تم تحرير 12 حياً وأثناء تحرير الحيين الأخيرين تم تحرير أكثر من 600 مدني كانوا في الحيين».
وبعد أن جدد التأكيد أنه لا موعد محدداً لتحرير مدينة الرقة من داعش، أقر بوجود «صعوبات» تواجه «قسد» في المعارك مع داعش، ذلك أن «التنظيم الإرهابي يستميت في الدفاع عن عاصمته المزعومة من خلال التحصينات والألغام والأنفاق والعربات المفخخة والإرهابيين الانتحاريين والقناصين».
وفيما يتعلق، وآخر التطورات في ريف حلب الشمالي الذي تسيطر «قسد» على جزء منه، ويكرر النظام التركي تهديداته بشن عملية فيه على «قسد»، قال سلو: «فيما يتعلق بالريف الشمالي وخاصة مناطق عفرين، تلرفعت، عين ذقنة، هناك نية مبيتة من الاحتلال التركي عبر الأدوات التابعة له التي تنفذ أجندة خاصة بالطرف التركي الذي يحاول احتلال المزيد من الأراضي بعد أن احتل الريف الشمالي بذريعة القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، وحالياً ثبت للجميع زيف ادعائه، فهو من خلال دخوله إلى الريف الشمالي يسعى إلى بسط سيطرة أكبر على مناطق غير واقعة تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، وحالياً هناك قوات لـ«قسد» في عفرين تعمل للتصدي لهذا العدوان لمنع تقدمه واحتلاله مزيداً من الأراضي».
وتعتبر أنقرة «الاتحاد الديمقراطي» الذي تتبع له «حماية الشعب»، امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور في تركيا والذي تصنفه كتنظيم إرهابي.
ولمح رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، من جديد يوم الجمعة الماضي، إلى أن تركيا قد تلجأ، إذا اقتضت الضرورة، إلى عمليات مشابهة لعملية «درع الفرات» في شمالي سورية لمنع قيام ما سماه «دولة إرهابية» في مناطق سيطرة الوحدات الكردية.
ورفض سلو الخوض في قرار «الإدارة الذاتية» الكردية بإجراء انتخابات في المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمالي البلاد، والرد الذي أعلنته الحكومة السورية على ذلك.
وقال: «فيما يتعلق بالأمور السياسية نتركها لـ«الإدارة الذاتية»، فهم من يقرر فيما يتعلق بالأمور السياسية، ونحن منذ البداية أكدنا دعمنا المطلق لـ«الإدارة الذاتية»، وهم يتابعون الأمور السياسية، وهناك واجهة سياسية لـ«قسد» متمثلة بـ«مجلس سورية الديمقراطي– مسد» وهم من يعبر عن رأينا السياسي فيما يتعلق بالأمور السياسية».
وكانت «الإدارة الذاتية» الكردية في شمالي البلاد أقرت نهاية الشهر الماضي، في اجتماع في منطقة رميلان، شمالي شرقي سورية، ما سمته «القانون الانتخابي للفدرالية الديمقراطية لشمالي سورية» و«قانون التقسيمات الإدارية»، اللذين حددا 22 أيلول المقبل موعداً لإجراء انتخابات الكومينات (الوحدات الصغيرة) في النظام الفدرالي، و3 تشرين الثاني موعداً لإجراء انتخابات الإدارات المحلية (انتخابات مجالس القرى والبلدات والنواحي والمقاطعات)، و19 كانون الثاني 2018 موعد «انتخابات الأقاليم ومؤتمر الشعوب الديمقراطي في شمالي سورية».
وفي رده على الإعلان السابق، قال نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد في مقابلة مع وكالة «رويترز» و«هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي): إن «الحكومة لن تسمح لهم بتهديد وحدة الأراضي السورية». وأضاف: «نعتقد أن المواطنين السوريين في شمالي سورية لن يعرضوا الوضع للخطر في البلاد، أو يتحركوا باتجاه أي شكل من أشكال تقسيم سورية. من يتحرك في تلك الاتجاهات يعرف الثمن الذي سيدفعه».
ورفض سلو الانتقادات التي توجه لـ«قسد» بأنها وضعت كل بيضها في سلة الولايات المتحدة الأميركية، وقال: «نحن لم نضع البيض في السلة الأميركية فقط. نحن حلفاء مع «التحالف الدولي» لمكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية. إذا هناك أكثر من سبعين دولة تعمل جنباً إلى جنب مع «قوات سورية الديمقراطية- قسد» للقضاء على الإرهاب وتنظيم داعش الإرهابي، وبالنتيجة بعد تحرير تلك المناطق نسعى جاهدين عبر «مجلس سورية الديمقراطي– مسد»، إلى إيجاد حل سياسي يضمن المحافظة على تلك الانتصارات التي حققتها قوات سورية الديمقراطية– قسد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن