رياضة

في الجولة 29 لا راحة للفرق المهددة بالهبوط … لقاء عسير للمتصدر والناجون يغردون خارج السرب

| ناصر النجار

مباريات ساخنة وأخرى ستغرد خارج السرب، والفرق بين من على نار ساخنة ومن في النعيم مطمئن، ومن هنا يخشى من بعض المباريات أن تخرج عن النص، ومن بعضها الآخر أن تستجيب للضغط والرجاء!
وهذا الكلام حقيقي وواقعي، لكن الكثير بدأ بالغمز واللمز وخصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي عن مباريات كانت مخرجة بإتقان، فانتهت كما يشتهي الذي يحتاج إلى نقاط المباراة أو بعضها ولا نريد أن نورد الأمثلة، فهي كثيرة، لكنها ما زالت تحت بند الشبهات، ولا نريد أن ندخل في هذا المنزلق، وهو منزلق سوء بكل تأكيد، لكن على الفرق أن تبرهن لنا عكس ما يشيعه البعض.
والقضية ليست كما يحاول البعض أن يسميها (تواطؤ) إنما القضية تتمثل بفقدان الحافز وخصوصاً أن مباريات الوحدة والاتحاد وحطين والشرطة والمحافظة والطليعة لن تقدم المباريات في نتائجها أو تؤخر في تصنيفها أو ترتيبها، لذلك وسداً للذرائع، ومنعاً للقيل والقال، فإننا نأمل من الفرق الناجية ألا تغرد خارج السرب وأن تستمر في أدائها كما لو كانت تحتاج المباراة ونقاطها ضماناً لسلامتها وسمعتها ونظافة الدوري الممتاز.
مباراتان خارج كل الحسابات، الأولى مباراة المحافظة والاتحاد وهي مباراة معنوية للفريقين، والثانية مباراة الحرية والجزيرة وهي مباراة الهروب من المركز الأخير.
المباريات الست متفاوتة، فمباريات تهم الفريقين، ومباريات تهم أحد الفريقين، مباراة جبلة والجيش ستكون تحت أنظار الجميع لأن الجيش بحاجة إلى نقطة للظفر بالبطولة، وجبلة بحاجة إلى كامل النقاط لينجو من الهبوط.
وتشرين الذي يلعب على أمل سقوط الجيش بلقاء جبلة يبحث عن الفوز بمواجهة الطليعة الذي دخل الأمان ولن يهتم لمقاومة تشرين على أرضه وبين جماهيره وبذل الغالي والنفيس في سبيل مباراة لن تمنحه أي شيء.
الوحدة في المركز الثالث يواجه النواعير في حماة والمباراة هنا نسبية، فالوحدة مطمئن إلى حد ما على مركزه، وتنتظره مباراة أقل صعوبة أمام الجزيرة يمكنه تثبيت أقدامه بالمركز الثالث فيها، بينما النواعير المباراة تعني له الكثير وعدم فوزه سيرحل أمر نجاته إلى الأسبوع الأخير، وهو لن يقبل أن يعيش على أعصابه منتظراً الفرج من حطين أو من خدمات الآخرين.
الاتحاد الرابع يواجه المحافظة في دمشق، وهذه المباراة من المباريات الخارجة عن الحسابات، لذلك سيخوض الفريقان مباراة معنوية بكل أبعادها، فالمحافظة يريد إثبات تفوقه وتقدمه وتطوره والاتحاد يريد نفض غبار الخسارات والانتكاسات المتتالية وتعويض ما فاته معنوياً.
حطين الخامس في موقف لا يحسد عليه، فمبارياته الأخيرة وضعته مع الهاربين وهي بلا شك مباراة صعبة على الحوت لأن الفرق التي يواجهها تدخل الملعب لتأكل الأخضر واليابس، كما حدث معه مع المجد والوثبة، وسيتكرر ذلك بمواجهة الفتوة الذي لن يقبل عن الفوز بديلاً، لأن أي نتيجة غير الفوز تعني هبوطه رسمياً أو إنه سيفقد أغلب آماله بالبقاء، والمباراة سيستضيفها الفتوة وسيحشد لها كل ما يملك من قوى وجمهور متابع.
الشرطة سيواجه الوثبة بحمص، الشرطة صار بالأمان ونتائجه الأخيرة دلت على تراجع كبير في مستواه وأدائه، وهو بحمص في ورطة، فالوثبة لن يفرط بهذه المباراة التي يبني عليها كل آماله، لأن التي تليها أصعب (مع الجيش في دمشق) ويعرف تماماً أن خسارته ستفقده كل أمل بالنجاة وفعلاً ستكون المباراة طاحنة لأبعد الحدود.
مباراة تنافسية على مستوى عال ستجمع المجد والكرامة في دمشق كل فريق يبحث عن ليلاه، ولا مجال للمجاملة في هذه المباراة على الإطلاق، المجد على بعد نقطة من النجاة، والكرامة يحتاج المباراة بكامل نقاطها حتى لا ينتظر فرج الحسابات الأخرى وعثرات المهددين، لذلك تعتبر هذه المباراة من أهم مباريات هذه الجولة.
آخر المباريات ستجمع الحرية مع الجزيرة في حلب وستكون بين الهابطين، المنافسة في المباراة معنوية، والفائز لن يكون أخيراً على الترتيب، وبكل الأحوال المباراة لن تقدم أو تؤخر في شيء.
توقعات النقاد
في الأحوال الطبيعية وحسب الحالة التنافسية والتركيز العالي الذهني والبدني فإن أغلب النقاد يتوقعون فوز تشرين على الطليعة والفتوة على حطين والنواعير على الوحدة والوثبة على الشرطة، وخصوصاً أن هذه الفرق ستحظى بدعم خاص من جماهيرها، وستكون هذه المباريات بوابة نجاة لها أو مدخلاً نحو النجاة، باستثناء تشرين الذي سيتمسك بأمله الأخير علّ فوزه يقلب مسار البطولة، وخصوصاً إن خسر الجيش أمام جبلة.
مباراة جبلة والجيش، أغلب النقاد يتوقعون التعادل، فوز الجيش أو جبلة متعلق بمن يسجل أولاً، فإن سجل جبلة أولاً سارت المباراة لمصلحته وخصوصاً أنه يتقن فن إضاعة الوقت، وإن سجل الجيش أولاً فهو يملك خبرة الحفاظ على تقدمه.
مباراة المجد والكرامة تسير نحو التعادل الذي سيسعى إليه المجد أكثر من سعيه للفوز، والكرامة مؤهل للفوز بنسبة كبيرة إن وفق مهاجموه بهز الشباك مبكراً.
مباراة المحافظة والاتحاد ستكون جميلة بعيدة عن كل الضغوط وأرجحية فوز الاتحاد واضحة، والتعادل نسبته قليلة.
أخيراً مباراة حلب ستميل للجزيرة أكثر من مستضيفه الحرية وخصوصاً أن أصحاب الأرض لم يبدوا أي مقاومة في الأسابيع الأخيرة.

أخيراً
المطلوب هو الهدوء والتركيز، وأداء أفضل من الحكام يتناسب مع لهيب المباريات وحساسيتها، وتفهم الجمهور لأوضاع فرقهم حتى لا يكون وبالاً عليهم.

النتائج
في الذهاب تعادل الجيش مع جبلة 1/1، سجل للجيش المدافع بشار أبو خشريف وعادل لجبلة معتز اليوسف من جزاء، وفاز تشرين على الطليعة بهدف خالد كردغلي، وفاز الوحدة على النواعير بثلاثية نظيفة سجلها خالد مبيض ومحمد فارس وأسامة أومري، وفاز الاتحاد على المحافظة بهدفي عبد اللطيف سلقيني وربيع سرور مقابل هدف أسعد الخضر، وفاز حطين على الفتوة بثلاثية أحمد حاج محمد وهاني نوارة وعلي خليل، وخرج بالحمراء لاعب حطين محمد قلفاط، كما فاز الشرطة على الوثبة بهدفي أحمد الأسعد، وتعادل الكرامة مع المجد سلباً، وفاز الجزيرة على الحرية بهدف محمد خشمان.

موعد المباريات
جميع المباريات تقام اليوم ماعدا مباراة الجزيرة مع الحرية التي تقام غداً في دمشق بناء على اتفاق الطرفين ضغطاً للنفقات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن