رياضة

بين الأغلى والأفضل

| خالد عرنوس

انتشرت في الأسبوع الماضي على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لطفل فقير يرتدي ملابس بسيطة داخل حمام منزله المتواضع جداً وتحتها تعليق يقول: من كان يتوقع أن هذا الطفل سيصبح أغلى لاعب كرة قدم في العالم؟!
إذاً عرفنا صاحب الصورة، إنه نيمار الذي انتقل من برشلونة الإسباني إلى سان جيرمان الفرنسي مقابل مبلغ خيالي ناهز 222 مليون يورو وملامحه الطفولية البريئة تدل على فقر مدقع وعشق غير متناه لكرة القدم وهو حال معظم البرازيليين أمثال نيمار الذين أصبحوا يرون في ممارسة هذه اللعبة فرصة للهروب من واقعهم إلى حيث الشهرة والأضواء وطبعاً المال والتجارة، حتى إن بعضهم أصبح بفضل قطعة الجلد المدور مليونيراً ووجهاً اجتماعياً مرموقاً تتراكض وراءه وسائل الإعلام.
إلا أن بعض هؤلاء أغرقتهم الشهرة وما تبعها في مستنقعها ليأفل نجمه سريعاً، ومنهم من عاش بقية حياته في فقر جديد بعدما ابتعد كل البعد عن الكرة وأعرافها، وتحول إلى رجل لا همّ لديه سوى السهر والنساء وما تبع هذا الأمر.
نحن هنا لن نناقش أسباب ذلك، ولكننا نتكلم عن الصفقة القياسية التي قد تفوق نصف مليار من اليوروهات إذا ما حسبنا رواتب ومكافآت اللاعب، لأن ما دفعته إدارة النادي الباريسي (222 مليوناً) لا يتعدى الشرط الجزائي لعقده مع برشلونة، وهنا نعود لنطرح السؤال الذي طرحناه غير مرة في هذا المكان بالذات وهو: هل يستحق لاعب كرة قدم مهما بلغت قيمته الفنية مثل هذا المبلغ؟.. الجواب ببساطة لم يعد يتعلق بلعبة كرة القدم كلعبة للمتعة والاستمتاع أو للترويح عن النفس سواء باللعب أم المشاهدة.
فقد تدخلت التجارة والمال بشدة في صلبها، ولنا فيما حدث بعد إعلان انتهاء صفقة نيمار، فخلال ساعات قليلة انتشرت قمصان النادي الباريسي في متاجر النادي ومعظم محال الملابس الرياضية في فرنسا وهي تحمل الرقم 10 وعلى ظهرها اسم اللاعب البرازيلي وبيع المئات منها إن لم نقل الآلاف، خلال ساعات قليلة وقس على ذلك.
قد يكون لنيمار أسبابه الخاصة ليترك الكاتالوني وإسبانيا برمتها، وقد يكون صادقاً في قوله إن المال لم يكن السبب الرئيس ليرحل نحو باريس، ويرجع خبراء اللعبة السبب إلى كون نيمار سيبقى الرقم (اثنين) مادام ميسي موجوداً في البرشا، ونيمار يبحث عن ذاته في وقت مفصلي لحياته الكروية وقبل عام من المونديال الروسي.
صحيح أن بقاء نيمار في البرشا سيضمن له المنافسة في دوري أقوى من الدوري الفرنسي، وربما في الشامبيونز، لكنه في باريس سيضمن أنه سيصبح الرقم (واحد) وخاصة في حال قدم مستواه المعهود، وربما أصبح أسطورة للفرنسيين إذا ما استطاع قيادة فريق العاصمة إلى بطولة دوري أبطال أوروبا، فهل ينجح؟.. كل المقدمات تشير إلى إمكانية حدوث مثل هذا وخاصة أن تشكيلة سان جيرمان تعج باللاعبين الكبار كماً ونوعاً… وللحديث بقية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن