سورية

مباحثات عسكرية إيرانية تركية أنقرة قلقة من الوضع في إدلب و«الائتلاف» يستقوي بالجيش التركي!

| الوطن – وكالات

مع تصاعد مؤشرات القلق التركي حيال خطط واشنطن في إدلب، حط رئيس هيئة الأركان الإيرانية في العاصمة التركية، في حين وجه رئيس ما يسمى «الحكومة المؤقتة» التابعة للائتلاف المعارض جواد أبو حطب ما يشبه الدعوة لدخول الجيش التركي إلى المحافظة التي أحكمت «جبهة النصرة» سيطرتها عليها مؤخراً.
واعتبر أبو حطب في حديث مع صحيفة «يني شفق» التركية المقرب من حزب العدالة والتنمية الحاكم، أن «المدنيين في إدلب يقاومون الغزو الخارجي من قبل روسيا وأميركا، إلا أن الجيش التركي في حال دخل إلى إدلب سيعتبر مصدر أمن للحكومة المؤقتة والشعب»، ووصفه بـ«الحامي والصديق» ومصدر الأمن للمعارضة.
وأكد أن «الحكومة المؤقتة» مستعدة لدعم أي قرار تتخذه تركيا بخصوص إدلب، وقال: «ستتعزز أواصر الأخوة بيننا في حال اتخذت تركيا مبادرة تمنع الشعب السوري من مواجهة كارثة جديدة في إدلب». وحذر من «محاولات تقسيم تواجهها سورية من قبل القوى المظلمة»، منبهاً إلى أن «بؤر الشر هذه سلطت أنظارها على إدلب»، واصفاً أي هجوم يستهدف المحافظة بـ«أكبر كارثة» تشهدها سورية منذ 6 سنوات. قال: «أي حل لا يتضمن تركيا قد يزيد من عمق الأزمة الإنسانية في المنطقة». وبيّن أن الحلّ الدائم للقضية السورية يجب أن يضم تركيا.
وجاء حديث أبو حطب بعد تصريحات رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم حول إدلب، حيث قال: إن بلاده تتخذ «الإجراءات اللازمة» على حدودها مع إدلب التي باتت أجزاء كبيرة من أراضيها تحت سيطرة «النصرة». وشدد على أن تركيا «لن تتسامح أبداً مع أي جهود لإقامة دولة مصطنعة جديدة على حدودنا، ولاسيما في سورية أو العراق».
وذكر موقع قناة «الميادين» الفضائية، أن الجيش التركي كثف من تواجده العسكري على كامل الحدود الملاصقة لمحافظة إدلب منذ سيطرة «النصرة»، على مواقع ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية»، إلى جانب تحليق طائرات استطلاع تابعه له فوق المحافظة بشكل مكثف.
واضطرت التهديدات الأميركية لإدلب وتوسع مجالات التعاون الأميركي الروسي في سورية عقب اتفاق هامبورغ لإقامة «منطقة تخفيف تصعيد» في جنوب غرب سورية، واتفاق «تخفيف تصعيد» في كل من غوطة دمشق الشرقية وريف حمص الشمالي، كل من أنقرة وطهران إلى تجاوز خلافاتهما. وفي هذا السياق وصل رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري إلى أنقرة في زيارة رسمية تمتد لثلاثة أيام، وفق وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء.
وأوضح باقري أهداف زيارته لتركيا بالقول: «جئت إلى تركيا من أجل تبادل وجهات النظر مع المسؤولين الأتراك حول تعزيز التعاون العسكري المشترك بالإضافة إلى بحث مختلف قضايا المنطقة، وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب».
وبالترافق مع ذلك، حذّرت «يني شفق» في افتتاحيتها من «مؤامرة» تُحاك ضد تركيا في إدلب، متهماً الولايات المتحدة بالوقوف وراءها. واعتبرت أن دعم واشنطن لـ»وحدات حماية الشعب» الكردية يهدف إلى إنشاء قناة إرهابية في شمال سورية من أجل «القضاء على تركيا»، محذرةً من أنه وفي لحظة الانتهاء من تشكيل تلك القناة الممتدة من حدود إيران إلى البحر الأبيض المتوسط سوف يتم تفعيل الخريطة الجديدة التي تستهدف تركيا، عبر جبهة تمتد لمئات الكيلومترات وتنطلق منها الصراعات والاشتباكات.
ونبهت إلى أن عناصر من حزب العمال الكردستاني «بي كا كا»، تسربت إلى المناطق التي تشكل القناة، معتبرةً أن القائمين على المؤامرة في آخر مرحلة من المشروع، ونبهت إلى أن واشنطن تستهدف «المنطقة المحظورة» التي تم تشكيلها في إدلب من خلال الاتفاق الذي عقد بين تركيا وروسيا وإيران، وهي تستعد للتدخل هناك لأنها تشكل الحلقة الأخيرة في القناة، وبعدها يلزمون تركيا بالانسحاب من «الباب وجرابلس».
وحذرت من أن تلك القناة لن تكون «إرهابية فحسب»، أو تؤدي إلى تجزئة سورية فقط، بل ستقوم بقطع كافة الروابط بين تركيا والجنوب والسيطرة عليها، ناهيك عن تجزئة المنطقة بأكملها وتشتيتها، كما نبهت إلى أن «نفس المؤامرة ستنفذ على عدة من دول منطقتنا، لتشكل خريطة جديدة هادفة إلى تجزئة المنطقة».
وحذرت من الوقوع في فخ السياسة الأميركية التي تعمل على إمهال تركيا، حتى تكون واشنطن قد فرغت من استكمال حلقات مشروعها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن