قضايا وآراء

إيران تنتزع حقوقها النووية… والعدو يصرخ

ميسون يوسف : 

بعد ما كاد يقترب من السنتين من المفاوضات الشاقة التي حفلت بالكر والفر والتهديد والوعيد والتلويح بالحروب استطاعت إيران انتزاع اعتراف العالم بحقها بالتقنية النووية وكان يوم الـ14 تموز 2015 يوماً تاريخياً سيشكل منعطفاً رئيسياً في تاريخ العلاقات الدولية.
لقد استطاعت إيران التي رفضها الغرب عندما قامت إثر ثورتها، الغرب الذي يدعي بأنه عالم حر، رفضها بمجرد أنها أعلنت نيتها الاستقلال وممارسة السيادة الوطنية وشن عليها الحروب ومارس ضدها الضغوط والحصار والعقوبات لثنيها عن المسار السيادي الاستقلالي ونصرة الشعوب، إيران هذه وبعد 35 عاماً من المواجهة التي لم يترك نوع من أنواع الضغوط إلا واستعمل ضدها، إيران هذه تخرج اليوم على العالم كله وليس الغرب فقط معترفاً بها، معترفاً بسيادتها، معترفاً بقدرتها وبحقها بامتلاك مصادر القوة وفي طليعتها القوة التكنولوجية التي تتوجها التقنية النووية.
ومع هذا التحول في موقف العالم حدث تحول تاريخي في مسار العلاقات الدولية حيث إن إيران استطاعت انتزاع حقها عبر امتلاك القوة التي تحمي هذا الحق وبناء منظومة التحالفات التي ترفد تلك القوة بالقوة الإقليمية والدولية فضلاً عن الالتزام والإرادة الفولاذية التي أبدتها إيران الحكومة عامة والجهات المسؤولة عن التفاوض خاصة، عزيمة وإرادة لم تستطع مناورات الغرب وحركاته الاحتيالية أن تنال منها بأي شكل من الأشكال. وبهذا تكون إيران بصمودها أولاً ثم بإصرارها على حقها وثقتها بذلك وبوصولها إلى النتيجة الباهرة التي وصلت إليها قد أرست قاعدة مهمة في العلاقات الدولية تتمثل في إمكانية حل النزاعات الدولية بشكل سلمي وهذا الأمر يعتبر من أهم عبر هذا التوقيع.
أما على صعيد دول الإقليم فإن أثر الاتفاق بدأ يظهر وسيظهر أكثر مع الأيام القادمة، حيث نلاحظه في أعين العدو الإسرائيلي حيث دموع غضب وحزن وخشية من المستقبل، أما بالنسبة لمحور المقاومة فقد عبر الرئيس الأسد بوضوح كلي عنه عندما أكد طمأنينته إلى مسار الأحداث في المنطقة بعد هذا التوقيع الذي سيمنح إيران فرصة أكبر عبر دعم حلفائها في محور المقاومة ومن يحضر نفسه للدخول في هذا المحور الذي يتسع لكل طرف يصبو إلى الحرية والسيادة والاستقلال.
الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني هو نصر للحق ولإيران أولاً ونصر لحلفائها، ومحطة تغيير تاريخية في الخلاقات الدولية، تغيير طبعاً لن يكون خلال ساعات وأيام، ففي العلاقات الدولية تكون المهل أطول من ذلك لكن الأكيد في الأمر أن التغير الإيجابي قادم لا محالة واحتفال محور المقاومة بنصره التراكمي في المواجهة بات حقيقة قائمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن