عربي ودولي

ترامب يرفض الانسحاب من أفغانستان.. وموسكو تنتظر إيضاحات إستراتيجيته … طالبان تتوعد الأميركيين بـ«مقبرة جديدة»

في إعلان جديد عن إستراتيجية أميركا في أفغانستان، رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب أي انسحاب لبلاده من أفغانستان، عارضاً إستراتيجية جديدة للولايات المتحدة في هذا البلد تقضي بإرسال تعزيزات عسكرية وتشديد الضغط على باكستان التي اتهمها بإيواء «عناصر فوضى»، على حين أملت موسكو في تلقي إيضاحات مفصلة من واشنطن بشأن هذه الإستراتيجية.
وسارعت حركة طالبان إلى الرد على هذا الإعلان متوعدة الأميركيين بـ«مقبرة جديدة» في حال أصروا على البقاء في هذا البلد.
من جهته رحب الرئيس الأفغاني أشرف غني بالالتزام الأميركي «الراسخ» في أفغانستان على حين أكد حلف شمال الأطلسي بأنه لن يسمح بأن تصبح أفغانستان مجدداً «ملاذاً للإرهابيين».
وفي خطاب استمر نحو عشرين دقيقة، لم يحدد ترامب أي أرقام حول مستوى الانتشار العسكري وأي مهلة زمنية له، معتبراً أن الدخول في هذه التفاصيل يعطي «نتائج عكسية».
لكنه أكد قناعته الراسخة بأن انسحاباً متسرعاً من أفغانستان سيوجد فراغاً يستفيد منه الإرهابيون من عناصر القاعدة وتنظيم داعش.
وفي بادرة نادرة، أقر ترامب صراحة بتبديل موقفه حيال هذا الملف الشائك فقال في الكلمة التي ألقاها من قاعدة فورت ماير إلى جنوب غرب واشنطن وكانت موضع ترقب شديد: «حدسي الأساسي كان الانسحاب لكن القرارات تكون مختلفة جداً حين نكون في المكتب البيضاوي».
وقال مسؤول أميركي كبير: إن ترامب أعطى الضوء الأخضر للبنتاغون من أجل نشر تعزيزات يصل عديدها إلى 3900 جندي إضافي.
وإن كانت هذه التعزيزات متواضعة بعدما وصل عديد القوات الأميركية المنتشرة في أفغانستان إلى مئة ألف جندي قبل سبع سنوات، إلا أنها تشير إلى تغيير في التوجه المسجل في السنوات الأخيرة.
من جانب آخر، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس أن الحلف الذي تدخل في أفغانستان بعد اعتداءات 11 أيلول بطلب من الولايات المتحدة لن يسمح أبداً بأن يصبح هذا البلد مجدداً «ملاذاً للإرهابيين».
وقال ستولتنبرغ في بيان: «هدفنا هو ضمان ألا تعود أفغانستان أبداً ملاذاً للإرهابيين» ورحب بـ«المقاربة الجديدة» التي أعلنها ترامب في خطابه.
من جهته، أعلن وزير الدفاع جيمس ماتيس على الفور أنه سيتشاور مع الأمين العام للحلف الأطلسي والدول الحليفة، مؤكداً أن العديد منها تعهد بزيادة عديد قواته في أفغانستان.
وينتشر حالياً نحو 8400 جندي أميركي في أفغانستان في إطار قوة دولية تعد بالإجمال 13500 عنصر وتقوم بصورة أساسية بتقديم المشورة لقوات الدفاع الأفغانية.
كما وجه ترامب تحذيراً شديد اللهجة إلى إسلام أباد التي اتهمها بأنها قاعدة خلفية لحركة طالبان.
وقال: «إن باكستان ستكسب الكثير أن تعاونت مع جهودنا في أفغانستان. وستخسر كثيراً إذا واصلت إيواء مجرمين وإرهابيين» مضيفاً: «يجب أن يتغير هذا، وسيتغير على الفور».
وكان الجيش الباكستاني أكد قبل ساعات من عرض الإستراتيجية الأميركية أن باكستان لن تؤوي «أي بنية تحتية لأي منظمة إرهابية».
غير أن الرئيس الأميركي وجه تحذيراً أيضاً إلى نظام كابول مؤكداً «التزامنا ليس غير محدود، ودعمنا ليس شيكا على بياض».
من جهة ثانية، ترك ترامب الباب مفتوحاً على إمكان إجراء حوار مع بعض من عناصر حركة طالبان.
وقال: «في وقت من الأوقات، وبعد جهد عسكري ناجح، ربما يكون من الممكن إيجاد حل سياسي يشمل جزءاً من طالبان أفغانستان». وتابع: «لكن لا أحد يعلم إذا ما كان هذا سيحصل ومتى» قد يتحقق؟
وأوضح وزير الخارجية ريكس تيلرسون أن الولايات المتحدة «مستعدة لدعم محادثات سلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان بلا شروط مسبقة».
ورحب السناتور الجمهوري جون ماكين بـ«خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح».
من جهتها نددت زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي بخطاب اعتبرته غير واضح وقالت: إن ترامب «أعلن عن التزام غير محدود لأرواح أميركية من دون أي محاسبة من الشعب الأميركي» مضيفة: «الرئيس ترامب يقول إنه لن يكون هناك سقف لعديد القوات ولا جدول زمنياً للانسحاب».
في سياق متصل شكك مصدر في وزارة الخارجية الروسية بإمكانية تغير الوضع في أفغانستان جذرياً على خلفية تبني الولايات المتحدة إستراتيجية جديدة للعمل هناك.
وقال المصدر الذي لم يتم الكشف عن هويته في تصريحات لوكالة «انترفاكس» الروسية: إن «الجانب الروسي يأمل في تلقي إيضاحات مفصلة من واشنطن بشأن هذه الإستراتيجية».
وأوضح المصدر أن موسكو تنظر بإيجابية إلى إعلان الإدارة الأميركية عن إستراتيجيتها تجاه أفغانستان حيث إن انعدام مثل هذه الإستراتيجية حتى الآن شكل عامل زعزعة استقرار إضافياً ومبعث قلق في هذا البلد والمنطقة المحيطة به.
لكنه أضاف: إن هذه الإستراتيجية لا تتضمن حسب النظرة الأولى شيئاً جدياً نوعياً وقال: «لا نرى أي أسس لنعتقد أن هذه الإستراتيجية يمكن أن تؤدي إلى تغييرات إيجابية جذرية في مجال الأمن بهذه البلاد وسنتمكن من تقييمها بصورة موضوعية أكثر بعد البدء في تطبيقها على الأرض من العسكريين الأميركيين».
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن