عربي ودولي

كوريا الجنوبية لم تتفق مع أميركا بشأن التفاوض حول التجارة الحرة .. بيونغ يانغ تهدد واشنطن برد «لا رحمة فيه» بعد مناوراتها مع سيئول

هددت كوريا الديمقراطية بمواجهة المناورات العسكرية الاستفزازية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية التي بدأت الإثنين بـ«رد خاطف لا رحمة فيه وعقاب قاس».
ونقلت وكالة اسوشيتد برس عن الجيش الكوري الديمقراطي قوله في بيان: إن «الولايات المتحدة نشرت أسلحة فتاكة لتنفيذ هذه المناورات التي تستهدف بيونغ يانغ وحكومتها» لافتاً إلى أن أحداً «لا يستطيع تقديم ضمانات بأن هذه القوات العسكرية الهائلة المتمركزة في كوريا الجنوبية لن تنفذ حرباً فعلية علينا الآن بما أن التوترات العسكرية وصلت إلى الذروة القصوى في شبه الجزيرة الكورية».
وجاء في البيان: «إضافة إلى ذلك فإن قادة رفيعي المستوى من القوات المعادية الأميركية توجهوا إلى كوريا الجنوبية من أجل إجراء محادثات حربية.. ومثل هذا الحشد العسكري يزيد بالطبع من خطورة الوضع».
من جهته قال المتحدث باسم البعثة العسكرية الكورية الديمقراطية في قرية بانمونغوم الحدودية بين الكوريتين: إن الولايات المتحدة ستواجه انتقاماً قاسياً إذا قامت باستفزاز عسكري متجاهلة التحذير وإنه يتعين عليها اتخاذ خطوة جدية وخيار صحيح.
وأضاف المتحدث العسكري: إن واشنطن ستتحمل المسؤولية الكاملة عن النتائج الكارثية الناجمة عن الحرب المتهورة، لأنها تختار مواجهة عسكرية مع كوريا الديمقراطية.
وكانت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بدأتا أمس الأول تدريباتهما العسكرية المشتركة أولتشرفريدوم غارديان التي تستمر 11 يوماً وسط تصاعد حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية بسبب التهديدات الأميركية المتواصلة لكوريا الديمقراطية.
في غضون ذلك قالت مصادر حكومية في كوريا الجنوبية أمس: إن زعيم كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون زار وحدة عسكرية بالقرب من الجبهة الأمامية بداية شهر آب.
وأضافت: إن الزعيم كيم قام بجولة تفقدية لوحدة الجبهة الأمامية التي تبعد 1 كم فقط عن مخفر كوريا الجنوبية في القسم الأوسط من الحدود، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام الكورية الديمقراطية لم تقم بتغطية الجولة.
وأوضحت أن «النشاط الذي قام به كيم جونغ أون هناك غير معروف، إلا أن الجيش الكوري الجنوبي يستعد لمواجهة استفزاز محتمل من بيونغ يانغ باعتبار هذه الجولة غير عادية».
وأشار خبراء إلى أن الوحدة العسكرية التي قام بتفقدها كيم، محوطة بمناطق جبلية وأنهار، مما يسهل على الجيش الكوري الديمقراطي القيام باستفزاز مفاجئ.
في سياق آخر لم تتوصل كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إلى اتفاق حول إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة، التي وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها «مريعة»، بحسب ما أعلن أمس مسؤول كوري جنوبي رفيع المستوى.
وتسعى الإدارة الأميركية في عهد ترامب إلى إعادة النظر في الاتفاقية التي وقعها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وهاجمها ترامب على أنها «تقتل الوظائف».
في المقابل تصر سيئول على أن لا صلة بين اتفاقية التجارة الحرة والعجز التجاري الأميركي.
وكوريا الجنوبية رابع أكبر قوة اقتصادية في آسيا وسابع أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة.
والتقى مسؤولو التجارة في البلدين في سيئول أمس في اجتماع دعت إليه واشنطن، إلا أن المجتمعين لم يتوصلوا إلى «أي اتفاق»، بحسب ما أعلن وزير التجارة الكوري الجنوبي كيم هيونتشونغ.
وقال كيم: «لم نتوصل لاتفاق بشأن الطلب الأميركي الأحادي لمراجعة اتفاقية التجارة الحرة الكورية الأميركية»، مضيفاً: إنه لم يتم تحديد موعد للقاء مقبل.
وأضاف كيم: «لقد أوضحنا أن العجز التجاري الأميركي هو نتيجة لمجموعة من العوامل على المستويين الجزئي والكلي، وليس نتيجة لاتفاقية التجارة الحرة الكورية الأميركية».
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن