سورية

ماتيس في أنقرة بعد باقري … تصريحات أردوغان تقلق «الحرس الثوري»

| الوطن – وكالات

بدت مظاهر القلق على البعض في إيران حيال تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي ألمح فيها إلى عملية مشتركة إيرانية تركية لمواجهة التنظيمات الكردية. وبدت تصريحات أردوغان كوسيلة ضغط على الأميركيين، الذين فجروا مسألة إدلب مؤخراً بشكل دراماتيكي، خصوصاً أنها جاءت عشية زيارة وزير الدفاع الأميركي جميس ماتيس.
ووصل ماتيس إلى تركيا، آتياً من العراق الذي وصلها بزيارة مفاجئة أول من أمس، حيث التقى رئيس وزراء البلاد حيدر العبادي ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، في مسعى أميركي على ما يبدو لعقد صفقة بين بغداد وأربيل لمنع إقليم كردستان العراق من الإقدام على خطوة الاستفتاء على الاستقلال.
وبحسب ما نقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عن مصادر في الرئاسة التركية فإن أردوغان وماتيس شدداً على ضرورة حماية وحدة أراضي كل من سورية والعراق. وأضافت المصادر: إن الجانبين وصفا توجه إدارة الإقليم الكردي شمالي العراق، لإجراء استفتاء على الانفصال بـ«الخطوة الخاطئة».
من جهة أخرى، كشفت المصادر التركية أن الرئيس التركي أبلغ وزير الدفاع الأميركي انزعاج بلاده من دعم واشنطن لحزب الاتحاد الديمقراطي «بيدا» وذراعها العسكري «وحدات حماية الشعب» الكردية، اللذين تعتبرهما أنقرة، امتدادين سوريين لحزب العمال الكردستاني «بي كا كا»، المصنف على لائحة التنظيمات الإرهابية في تركيا، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي. وكثفت واشنطن من دعمها للوحدات مؤخراً استعداداً لحسم معركة الرقة، ما أثار مزيداً من غضب أنقرة. واستشبهت تركيا بأن الدعم الأميركي موجه لتصليب موقف الوحدات في مواجهة التهديدات التركية لغزو جيب تل رفعت في ريف حلب الشمالي.
وشهد اللقاء تأكيد الجانبين عزمهما على استمرار التعاون في مكافحة المنظمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيما داعش و«بي كا كا».
ولفتت المصادر إلى أن أردوغان شدد على ضرورة تسليم إدارة المناطق المحررة من تنظيم داعش إلى السكان المحليين. كما تطرق إلى أهمية دعم الآلية الهادفة لتشكيل مناطق خالية من الاشتباكات في سورية في إشارة إلى عملية أستانا التي نتج عنها الاتفاق على إقامة 4 مناطق تخفيف تصعيد في كل من إدلب، ريف حمص الشمالي، غوطة دمشق الشرقية، جنوب سورية.
وأضافت المصادر: إن أردوغان ووزير الدفاع الأميركي بحثا أيضاً التعاون في مواجهة عناصر «بي كا كا» في جبال قنديل شمالي العراق، ومنطقة سنجار (شمال غرب). وشدد الطرفان على أهمية الشراكة الإستراتيجية بين البلدين الحليفين في إطار حلف شمال الأطلسي «الناتو».
وشارك في الاجتماع وزير الدفاع التركي، نورالدين جانيكلي، ورئيس جهاز الاستخبارات الوطنية التركية، هاقان فيدان، ونائب سكرتير الرئاسة والمتحدث باسم رئاسة الجمهورية إبراهيم قالن.
وفي وقت سابق أمس، استقبل جانيكلي نظيره الأميركي داخل مقر وزارة الدفاع بالعاصمة أنقرة وسط مراسم رسمية.
وأعطت أنقرة إشارات على انزعاجها من واشنطن كان أقواها استقبال رئيس هيئة أركان الجيش الإيراني محمد باقري في أول زيارة لمسؤول إيراني في مثل منصبه إلى تركيا منذ الإطاحة بالشاه، وربما أول زيارة لمسؤول عسكري إيراني إلى بلد عضو في «حلف شمال الأطلسي».
وأقلقت التصريحات التي خرج بها الرئيس التركي بعد زيارة باقري حول عملية مشتركة إيرانية تركية ضد التنظيمات الكردية المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني، حيث نفى تنفيذ العسكر الإيراني أي عمليات خارج حدود إيران.
وجاء في بيان أصدره الحرس، ونقله موقع «ترك برس»: «إننا لم نخطط لأي برنامج عملاني خارج حدود الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، واستدرك: «لكننا كما في الماضي سنتصدى بشدة لأي مجموعة أو خلية أو شخص يحاول التسلل إلى داخل الأراضي الإيرانية للقيام بأعمال مناهضة للأمن أو إرهابية».
في المقابل، صدرت أصوات في موسكو تحذر من مساعي تركيا لجر روسيا إلى مخاطر حرب. وحذر فلاديمير موخين المعلق السياسي لصحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية من مواجهات جيوسياسية وعسكرية جديدة في المنطقة على خلفية انتصارات الجيش السوري بدعم من روسيا، مشيراً بشكل خاص إلى واشنطن وتل أبيب وروسيا.
ونبه إلى أن الولايات المتحدة ترد على التقدم الجيوسياسي لروسيا وحلفائها في المنطقة عبر العقوبات على إيران وعبر لعب ورقة الأكراد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن