ثقافة وفن

الحقوهم!

| مالك حمود

خيراً فعلت الكرة المصرية بالسماح لأنديتها بالتعاقد مع اللاعبين السوريين ضمن أسس خاصة بما يفيد الكرة المصرية من العديد من اللاعبين السوريين، وبالوقت ذاته فالمنفعة ستعود على اللاعبين السوريين وبالمحصلة الفائدة هي للكرة السورية على اعتبار أن كل هذه المواهب والطاقات السورية أينما لعبت وتألقت فإنها سوف تصب في المنتخب الوطني هذا إذا ما عادت للعب في الدوري السوري، فالاحتراف الخارجي للاعب السوري ولاسيما خلال فترة الأزمة أضعف الدوري المحلي لكنه بالوقت ذاته رفع من مستوى المنتخب الوطني الذي بات اعتماده بشكل كبير على اللاعبين المحترفين في الخارج.
خطوة الكرة المصرية بما فيها من إيجابية متبادلة كادت تظهر في كرة السلة السورية حينما بادر الاتحاد السوري لكرة السلة للطلب من اتحاد غرب آسيا لاعتماد مشاركة اللاعبين السوريين ضمن أندية دول غرب آسيا كلاعبين محليين، وضمن أسس خاصة، لكن اتحاد غرب آسيا استجاب للفكرة وإنما للأسف فإن رفض الفكرة جاء من الاتحادات السلوية لدول غرب آسيا، وذلك بدفع من أندية تلك الدول التي لم تتقبل الفكرة معتبرة أنها قد تزيد من قوة بعض الأندية القوية على حساب الأندية الأخرى، لتضيع فرصة مهمة على لاعبينا الذين هاجروا ولم يجدوا أنفسهم في ملعب دول الجوار المحسوبين على غرب آسيا.
المشكلة مضت وانقضت ومن اعتزل اللعبة اعتزل من المهاجرين، ومن صار في أوروبا ولعب هناك وأخذ خطاً جديداً مع كرة السلة، وهنا نقطة البداية، فالمهاجرون من اللاعبين السوريين معظمهم من الفئات العمرية، وتحديداً من فئات الناشئين والشباب وصولاً لفئة الرجال، وهنا البيت القصيد، هل فكر اتحادنا السلوي أو قيادتنا الرياضية إجراء مسح كامل للمواهب السورية التي تلعب في أوروبا في مختلف الألعاب؟!
الخطوة ضرورية ومطلوبة، والأهم هو التواصل مع هؤلاء اللاعبين وجمع بيانات عن مساراتهم الرياضية والأندية التي يلعبون معها ودرجاتها ومستوياتها، ومتابعة خط تطورهم ودراسة كيفية الاستفادة من مشاركتهم مع المنتخبات الوطنية سواء للفئات العمرية أم مع منتخب الرجال، وباعتقادي أن معظم اللاعبين السوريين أو الأغلبية العظمى يفضلون اللعب لمنتخب الوطن لأنه يرفع من أسهمهم ويزيد من شهرتهم ويوسع من فرص اللعب لديهم، وهنا نكون قد استثمرنا الخامات الوطنية التي طالما تعبت الأندية وحتى الاتحادات في اكتشافها وصقلها وتطويرها وتنميتها لتخرج بلمح البصر وتلعب خارج الأسوار، وبالطبع فإن وجودها في أوروبا سوف يزيد من تطورها وهنا الحكمة في استثمار تلك المسيرة التي بدأت محلياً وانتهت خارجياً فهل نحن فاعلون؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن