رياضة

بعد هبوطه لدوري الدرجة الأولى .. جبلة خيبة أمل ووجوب إعادة البناء

| خالد عكو

فشل فريق جبلة في الحفاظ على موقعه في الدوري السوري الممتاز وهبط إلى دوري الدرجة الأولى محتلاً المركز الثالث عشر بعد أن صارع للهروب من شبح الهبوط طوال الأسابيع الأخيرة من عمر الدوري، بعدما حقق الفريق إحدى وثلاثين نقطة من ستة انتصارات (أحدها بقرار اتحادي لمخالفة فريق الحرية اللوائح) مقابل إحدى عشرة هزيمة وثلاثة عشر تعادلا ليلقب بملك التعادلات وهو الرصيد الأعلى في الدوري بالتعادلات يساويه في ذلك فريقا الكرامة والاتحاد.

وقوف على الأطلال
لا شك أن الهبوط يعد إساءة لتاريخ النادي الحافل بالإنجازات والذي سبق أن حقق لقب الدوري السوري أربع مرات ثلاث منها متتالية وأيضا حقق لقب الكأس مرة واحدة، ولا سيما أن ظروف الفريق أفضل من ظروف الهابطين معه وخاصة الجزيرة والفتوة اللذين اضطرا للّعب خارج أرضهما وبعيداً عن جماهيرهما، لذا كان واجباً الوقوف على أسباب فشل الفريق في البقاء في دائرة الأقوياء مع أنه قبل بدء الدوري كان قد احتل مركز الوصافة في مجموعته ضمن الدوري التصنيفي.
ولا يخفى على المتابعين أن من أهم أسباب فشل الفريق عدم الاستقرار الفني والإداري منذ بداية الدوري، فالفريق تعاقب عليه أربعة كوادر فنية مختلفة فضلاً عن تغير إدارة النادي بين مرحلتي الذهاب والإياب، والتباين الشديد بين أسلوبهما في الإدارة.

مرحلة الذهاب
الإدارة السابقة كانت برئاسة الكابتن مهدي بصيص وفي عهدها تم التعاقد مع اللاعبين الحاليين وتعيين الكابتن عبد الحميد الخطيب مدرباً للفريق في البداية، ومن ثم تعيين الكابتن هشام الشربيني خلفاً له بعد عدة مراحل ليقود الفريق حتى نهاية مرحلة الذهاب، لترحل بعدها الإدارة وتستلم الإدارة الجديدة بقيادة الكابتن أحمد حميدوش.
البعض في جبلة يضع اللوم على الإدارة السابقة لعدم توفيقها بالتوقيع مع لاعبين قادرين على الدفاع عن اسم النادي، وأيضاً تفريطها بلاعبين ممتازين من أبناء النادي أمثال عبد الإله الحفيان لاعب وسط فريق الاتحاد الحالي وأيضاً المهاجم محمود البحر الموقع حديثاً لفريق الوحدة.

مرحلة الإياب
الإدارة الجديدة استلمت الفريق في مرحلة الإياب وعينت الكابتن إياد عبد الكريم مدرباً ليقود الفريق مباراة واحدة فقط ومن ثم ارتأت الإدارة تعيين كادر من أبناء النادي بقيادة عبد الحميد الخطيب مدرباً ورفعت الشمالي مشرفاً على الكرة وأكرم علي وحسن حميدوش وأحمد شلبي مساعدين وأحمد مصطفى مدربا للحراس.
هذا الكادر الذي قاد الفريق حتى نهاية الدوري وانضم له عمار الشمالي في آخر مباراتين فشل في إبقاء الفريق في دائرة الأقوياء، ولربما يكون من أسباب فشله في تنفيذ مهمته حجمه الكبير من ناحية العدد.

أداء محير
مباريات الفريق وأداؤه حقيقة حيّرا المتابعين والخبراء، فكان الأداء تارةً في القمة وتارةً في القاع، فتعادل مع كبار الدوري في أرضهم الجيش والوحدة وتشرين في حين خسر وتعادل في مباريات سهلة على الورق مثل خسارته أمام الفتوة بثلاثة أهداف مقابل لاشيء وتعادله مع النواعير والوثبة وكلها على أرضه.
غير أن العقم الهجومي هو أهم مشاكل الفريق حتى إنه جاء كأضعف فريق على الإطلاق من الناحية الهجومية في الدوري برصيد واحدٍ وعشرين هدفاً فقط طوال مراحله الثلاثين، وقد اعتمد الفريق معظم مرحلة الإياب على مهاجم صريح وحيد وهو اللاعب مؤنس أبو عمشة، وقد كان من المستغرب فسخ عقد كل من اللاعبين جمال درويش المهاجم ومحمد ميدو صاحب النزعة الهجومية خلال مرحلة الإياب.

دعم كبير
الشيء الإيجابي هذا العام كان التشجيع اللافت والمؤازرة الكبيرة التي حظي بها فريق جبلة من جمهوره في جميع المباريات، حيث لحق به جمهوره العاشق إلى جميع الجولات الخارجية بأعداد كبيرة. وهذا يزيد المسؤولية على عاتق القائمين على النادي بوجوب إعادة الأمور إلى نصابها وإرجاع البسمة إلى قلوب العشاق.

نحو مستقبل أفضل
الإدارة الحالية للفريق مطالبةٌ بإعادة تقييم المرحلة الماضية للاستفادة من الأخطاء وتصحيحها، ومطالبة أيضا ببناء فريق جديد كلياً بالتعاقد مع لاعبين قادرين على تحمّل مسؤولية إعادة الفريق إلى مكانه الطبيعي في دوري الأضواء إضافة لاختيار كادر فني مناسب للمرحلة القادمة يعيد البسمة للجماهير الحزينة.

خزينة متعبة
خزينة النادي متهالكة وهذا سيصعب العمل في المرحلة القادمة وخاصة في التوقيع مع لاعبين جدد لذا لا مفرّ من التركيز على اللاعبين الشبان من أبناء النادي والاهتمام بهم إضافة للاهتمام بالفئات العمرية الذين هم مستقبل النادي والسبيل الأمثل للنجاح طويل الأمد.

مرحلة حساسة
نادي جبلة بلا شك في محنة حالياً وهو ناد ذو شعبية كبيرة ومشجعو الفريق معتادون رؤيته ينافس بين الكبار، لذا يجب توحيد الصفوف في هذه المرحلة والبعد عن الخلافات وعدم التواني عن اتخاذ القرارات الشجاعة في سبيل مصلحة النادي حتى لا تطول هذه المحنة كثيراً وتعود سكة النادي إلى بر الأمان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن