شؤون محلية

سوق الفقراء.. بسطات

حماة- محمد أحمد خبازي : 

شهدت -وتشهد حتى الساعة- البسطات المنتشرة في مختلف الساحات العامة بمدن محافظة حماة الكبرى، وفي شوارعها الرئيسية، إقبالا لافتا من المواطنين الفقراء الذين لم تمكنهم -ولن تمكنهم- قدرتهم الشرائية وظروفهم المعيشية من شراء ما يلزمهم من مستلزمات عيد الفطر السعيد.
فقد وجدوا فيها ضالتهم من مختلف المواد من مثل: (ألبسة وأحذية الأطفال، الحلويات، الفاكهة، المعجنات، كعك العيد) فأقبلوا عليها لرخص ثمنها غير عابئين بجودتها أو مدى صلاحيتها، فموادها (الستوك) رخيصة وكفى!!.
فألبسة الأطفال كما رأينا بالعين المجردة مصنوعة من 60% من البولستر و40% من القطن، وأما بنطالات الجينز فهي من النوع الرديء، وأما الأحذية فهي من الجلد الصناعي والنعل البلاستيكي من إنتاج (الأشقاء الصينيين) الذين يراعون فيه أحوال المواطن الدرويش في شرق المتوسط!!.
ومع ذلك تشهد هذه البسطات الدائمة التي يعتاش منها وافدون مهجرون من مناطقهم الساخنة في أرياف حمص وإدلب – ومنها ما وجد خلال شهر رمضان المبارك فقط- إقبالاً لافتاً، فقد أكد العديد من زبائنها لـ«الوطن» أن أسعارها رخيصة قياساً للمواد التي تشبه موادها والمعروضة في المحال التجارية.
وعلى الرغم من علمهم أنها ليست بمواصفات ولا صلاحية تلك، أقبلوا على شرائها لأنها أرخص فقط، وتلبي حاجة أطفالهم من الألبسة والأحذية، وتوفر لهم مستلزمات العيد من سكاكر وحلويات ومعجنات ومكسرات بأسعار لا ترهقهم!!.
مصدر في مجلس مدينة حماة قال لـ«الوطن»: انتشرت البسطات بكثافة خلال شهر رمضان المبارك، ومعظمها لمواطنين من المحافظات القريبة الذين هُجِّروا من مناطقهم، وقصدوا حماة لأنها آمنة ومستقرة، وتركناهم يعلمون ليعيشوا ويعيلوا أُسرهم، فمنهم من استأجر منزلا ويدفع أجرة عالية ومنهم من يقيم في مراكز الإيواء.
وقال مصدر في التموين: – نحن والمواطنون نعرف أن بضاعة تلك البسطات هي من النوع الـ«ستوك» أو الشعبي الرخيص، وبصراحة نحن نغض الطرف عنها كي يعتاش منها أصحابها، وكي يؤمن المواطنون منها ما يرغبون فيه من سلع ومواد لزوم العيد أو غيره، فالمسألة عرض وطلب، ولا أحد يرغم المواطن على الشراء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن