سورية

بسبب ما شاهدوه من هول جرائم داعش وقصف «التحالف» … منظمة بريطانية: أطفال الرقة بحاجة إلى دعم نفسي لعقود

| وكالات

أكدت منظمة «سيف ذي تشيلدرن»، البريطانية غير الحكومية أمس، أن أطفال مدينة الرقة بحاجة لدعم نفسي يستمر لعقود، جراء هول ما عاينوه من إجرام تحت حكم تنظيم داعش الإرهابي في مدينتهم، ومعاركه مع «قوات سورية الديمقراطية-قسد».
وبحسب مواقع معارضة، وصفت المنظمة في تقرير لها أمس، حياة الأطفال بـ«الوحشية» التي لا يمكن تصورها، جراء مشاهدة عمليات الإعدام والتفجيرات بالقرب منهم، محذرة من «الندوب النفسية» التي ستستغرق سنوات وحتى عقود للشفاء منها. وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أن العديد من الأطفال بدت عليهم آثار «الإجهاد السام» وهي حالة نفسية تنتج عن فقدان الأحباء والأقارب، مشيرة أن 90 بالمئة من الأطفال الذين التقتهم فقدوا أحد أقاربهم بالاعتقال أو جراء القصف أو انفجار الألغام. وقالت مسؤولة الملف السوري في المنظمة، سونيا خوش: «إنه من الضروري تقديم الدعم للأطفال، لمساعدتهم على تجاوز الصدمة التي عاشوا خلال مشاهدتهم العنف والقسوة، إضافة لمشاهدتهم عمليات الإعدام، والمعارك والقصف».
وأضافت خوش: إنه إذا لم يوفروا الدعم للأطفال فإن معاناتهم ستستمر مدى الحياة، مشيرة إلى أن أطفال الرقة لا يحصلون على الدعم النفسي، الذي يحصل عليه باقي الأطفال في المناطق التي لا تخضع لسيطرة التنظيم. ومنذ سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على محافظة الرقة في العام 2014، يعيش السكان في خوف دائم من أحكام الإرهابيين الذين يغذون الشعور بالرعب من خلال الاعدامات الوحشية والعقوبات من قطع الأطراف والجلد وغيرها، فضلاً عن القصف الذي يستهدفهم من قبل طيران «التحالف الدولي» بقيادة أميركا والذي ارتكب العديد من المجازر بحقهم ودمر بناهم التحتية بحجة محاربة داعش، وكذلك المعارك التي تخوضها «قسد» مع التنظيم.
من جانبه قال ألون ماكدونالد، من «سيف ذي تشيلدرن»، في حديث نقلته وكالة «أ ف ب»: «تحدثنا مع أطفال رووا قصصاً مروعة للحياة تحت حكم تنظيم داعش وكيفية استخدامهم كدروع بشرية، ولكنهم أيضا تحدثوا عن منازل تتعرض للقصف وجيران يقتلون في الغارات الجوية، وبين هؤلاء الأطفال رشيدة، (13 عاماً)، التي فرت قبل أشهر مع عائلتها من الرقة ولجأت إلى مخيم للنازحين شمال المدينة. ونقلت المنظمة، عن رشيدة، قولها: «في إحدى المرات، قطع الإرهابيون رؤوس أشخاص ورموا الأجساد من دون الرؤوس على الأرض، لم أستطع أن أتحمل المشهد». وأضافت الفتاة: «أردت أن أنام ولم أستطع لأني تذكرت ما رأيته، كنت أبقى سهرانة من الخوف». وبحسب الــــ«أ ف ب»، حذرت «سيف ذي تشيلدرن»، من أن غارات التحالف وضعت أهالي الرقة أمام خيار مستحيل، إما البقاء والمخاطرة في أن يتعرضوا للقصف أو الذهاب والمخاطرة في أن يطلق عليهم تنظيم داعش النيران أو أن يدوسوا على ألغام. وعلى وقع التصعيد العسكري في الرقة، دعت الأمم المتحدة، إلى هدنة لإفساح المجال أمام المدنيين للخروج، ودعت «سيف ذي تشيلدرن»، بدورها، إلى إيجاد ممرات آمنة ليبدأ المدنيون رحلة طويلة للتعافي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن