سورية

إيران أكدت أنها لا تسعى لأن تحل مكان أحد … «إسرائيل» تتبنى خياراً شمشونياً في سورية

| الوطن – وكالات

ردت طهران أمس على تهديدات إسرائيل لسورية واتهامات إسرائيل للإيرانيين بالحلول مكان تنظيم داعش، مؤكدة أنها «لا تسعى لأن تحل مكان أحد في سورية»، في حين صعدت تل أبيب من تهديداتها عقب أن استبعدت عن الطاولة الروسية الأميركية، وتجاوزتها التفاهمات الدولية والإقليمية. ووصلت الوقاحة بالإسرائيليين إلى حد التهديد بقصف القصر الجمهوري في دمشق، تحت ذريعة توسع النفوذ الإيراني في سورية، فضلاً عن هدم المعبد على الجميع، في تبن لخيار البطل الأسطوري شمشون.
وركز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على ما سماه ملء إيران للفراغ المترتب عن هزيمة تنظيم داعش الإرهابي وانحساره في سورية والعراق، ولوح بعمل عسكري ضد القوات الإيرانية في سورية إذا ما وسعت إيران نفوذها في المنطقة. ورد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسین جابري أنصاري بشكل غير مباشر على الاتهامات الإسرائيلية، بالتأكيد بأن بلاده لا تسعى لأن تحل مكان أحد في سورية وتؤمن بأن شعوب المنطقة هم الأصحاب الأصليون لأراضيهم.
وجاءت تصريحات أنصاري، رداً على اتهام إيران بالسعي لبدء حرب مع بلاده، بحسب ما هول نتنياهو الذي اعتبر أن إيران «لا تخفي حقيقة أنها تخطط لنشر عسكرييها وقواتها الجوية والبرية والبحرية هناك (في سورية)».
في غضون ذلك، هدد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، بقصف القصر الجمهوري في دمشق في حال استمرار إيران بتعزيز نفوذها في البلاد.
وأعرب الطرف الإسرائيلي أكثر من مرة عن قلقه إزاء الاتفاق الذي توصل إليه الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة دول مجموعة العشرين في مدنية هامبورغ الألمانية، حول وقف إطلاق النار المعلن في جنوب سورية.
ونبهت تل أبيب كذا مرة إلى أن الاتفاق بصيغته الحالية قد يسهم في توسيع نفوذ إيران في المنطقة، على الرغم من أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أن اتفاق إنشاء منطقة خفض التوتر جنوبي البلاد يراعي مصالح جميع الأطراف المعنية، لاسيما «إسرائيل».
وحاولت تل أبيت، وضع مصالحها واشتراطاتها بخصوص الاتفاق على طاولة الروس والأميركيين بكل قوة، وفي هذا الصدد سافر وفد إسرائيلي برئاسة مدير المخابرات الخارجية «الموساد» يوسي كوهين إلى العاصمة الأميركية واشنطن من دون أن يحقق أي تقدم، باتجاه اقتراب الولايات المتحدة من الرؤية الإسرائيلية حيال اتفاق. ولم يوفر الأميركيون أي ضمانة للإسرائيليين بخصوص الوجود الأجنبي في سورية، في إشارة من الإسرائيليين إلى «بقاء» القوات الإيرانية والمجموعات المدعومة منها، على حين تستخدمه الحكومة السورية لتشير إلى القوات الأميركية والغربية الموجودة، في شرق وشمال سورية فضلاً عن القوات التركية في ريف حلب الشمالي.
ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أمس، عن مسؤول إسرائيلي رفيع تحذيره، في حديث إلى وسائل الإعلام العربية، الحكومة الروسية من أن تل أبيب، في حال عدم حدوث تغيرات جدية في المنطقة، ستوظف كل ما لديها لنسف نظام وقف إطلاق النار جنوبي سورية والذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وروسيا في مفاوضات أستانا.
وشدد المسؤول الإسرائيلي على أن اللقاء الأخير بين نتنياهو وبوتين، في منتجع سوتشي الروسي الأربعاء الماضي، لم يتوج بالتوصل إلى أي تفاهم، مضيفاً إن نتنياهو قال للزعيم الروسي إن «إسرائيل» ستضطر للتدخل في سورية إذا لم يؤخذ قلقها بعين الاعتبار. ولوح المسؤول للصحيفة بقصف الطائرات الإسرائيلية للقصر الجمهوري في سورية إذا لم تتوقف إيران عن توسيع نفوذها هناك.
وسبق لنتنياهو أن اتهم إيران ببناء مواقع لإنتاج صواريخ موجهة بدقة في سورية ولبنان بهدف استخدامها ضد «إسرائيل»، ومن ثم تحويل سورية إلى «حصن عسكري في إطار هدفها المعلن محو إسرائيل»، ودعا الأمم المتحدة إلى عدم قبول «الأمر الواقع الإيراني» في سورية.
وبدا أن «إسرائيل» التي شهدت انهيار اتفاق فك الارتباط في سورية على يد ترامب، استشعرت مزيداً من الخطر ولذلك حاولت تجييش الأمم المتحدة وبالأخص عبر قوات المراقبة في جنوب لبنان «يونيفيل»، وهو ما دفع الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيرس، إلى التعهد ببذل جل جهده لكي تقوم «يونيفيل» على أكمل وجه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن