رياضة

الدوري الممتاز والإعلام.. الشراكة منقوصة والرعاية يجب ألا تكون عائقاً … وسائل الإعلام بكل ألوانها ساهمت في نجاح الدوري

| الوطن

حاز الإعلام الوطني بكل مفاصله درجة الامتياز بنقل مباريات الدوري الممتاز على كل وسائل الإعلام المتاحة فالتلفزيون السوري نقل العديد من المباريات بكل قنواته المتاحة وعبر استديو تحليلي، والإذاعة لم تقصر في واجبها بعملية النقل المباشر، ووسائل الإعلام المكتوبة كانت حاضرة في متابعة الدوري وتحليل تفاصيله الفنية والتحكيمية والرقمية وإن كانت متفاوتة بين صحيفة وأخرى، والجديد قنوات التواصل على مواقع التواصل الاجتماعي التي اجتهدت في النقل فأصاب بعضها وأخطأ بعضها الآخر والخطأ هنا في دقة نقل المعلومة وخصوصاً أن الدوري يعتمد على الرقم أساساً في أي مادة تخص الدوري.
من لم يعمل في المجال الإعلامي يحسبه عملاً سهلاً، وهو على العكس تماماً هو عمل بجهد وشاق يتطلب توافر عوامل ومقومات عديدة ليكون ناجحاً، منها توافر النت والكهرباء ليكون التواصل جيداً وممكناً بين الاستديو والملاعب وكذلك التقنيات ليكون البث ناجحاً، ويتطلب وجود فريق عمل متمكن فاهم لطبيعة عمله، بالمختصر الشديد فإن التحضير لمباريات الدوري يحتاج إلى أيام شاقة، فكلما انتهت جولة، بدأ التحضير لجولة أخرى.
بلا شك أن الإعلام أضاف إلى الدوري نكهة وجمالية وشعبية، وكان عنصراً مباشراً في جذب الجماهير إلى الملاعب، وتشكيل كل ما هو جميل في الملاعب والمباريات.
التعاون بين اتحاد كرة القدم ووسائل الإعلام لم يكن تعاوناً كاملاً، ورغم أن شراكة العمل كانت جيدة نوعاً ما، إلا أنها كانت منقوصة، لأن اتحاد الكرة كان يريد من كل وسائل الإعلام أن تكون مطبلة ومزمرة لعمله، وأن تتجنب النقد لعمله في برامجها وفي مواقعها وعلى صفحات الجرائد المختلفة.
وبرزت في الآونة الأخيرة دعوات من داخل قبة الفيحاء تتحدث عن الرعاية وحق اتحاد كرة القدم في نصيب من المال من القنوات الحكومية الناقلة للدوري، مع الحديث (وإن كان غير رسمي) عن منع أي قناة من نقل المباريات ولو إذاعياً من دون دفع تعويض مالي لاتحاد كرة القدم، وهذا الأمر فيه شيء من الإجحاف بحق مؤسساتنا الإعلامية الحكومية.
نحن مع الرعاية الحصرية (إن لم يتقدم لها أحد من خارج سورية) لهيئة الإذاعة والتلفزيون، لكن هذا لا يمنع مؤسساتها الإذاعية (على سبيل المثال) من النقل المباشر، واعتبارها مؤسسات مستقلة، من هنا نتحدث عن شراكة منقوصة، فالغاية أولاً وأخيراً هي نجاح الدوري بكل مفاصله، وليعلم القائمون على اتحادنا الكروي أن نجاحهم لن يتحقق دون وسائل الإعلام.
أيضاً نشير إلى ضرورة وجود لجنة تنسيق تضم مندوباً عن اتحاد كرة القدم وعن الجهات الناقلة للمباريات غايتها ترسيخ العمل الصحيح والمتابعة الأصولية لأهم محطات الدوري وقراراته ومناقشتها، واختيار المباريات الأهم للنقل، والتركيز على موضوعات مهمة من شأنها تعزيز وجود الدوري والتخفيف من الشغب الجماهيري، ومناقشة موضوعات مهمة في طليعتها الأداء التحكيمي وكيف يمكن تطويره؟ وكيف يمكن امتصاص غضب الجماهير على الأداء التحكيمي؟

الاستديو التحليلي
عاد التلفزيون العربي السوري لمواكبة الدوري بشكل أكثر تميزاً عما كان عليه في السابق، فلاحظنا الأسلوب الجديد في التحليل والنقل بشكل يتوازى مع القنوات المتاحة، فارتفع عدد المباريات المنقولة وحرصت الدائرة الرياضية في الهيئة على تقديم ملخص لمباريات الدوري في برنامج مختصر معبر يفي بالغرض، وعن تجربة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون يقول إياد ناصر رئيس الدائرة الرياضية في الهيئة: لأول مرة في تاريخ التلفزيون العربي السوري يتم التعامل إعلامياً مع نقل مباريات الدوري السوري بكرة القدم على مستوى الشكل والمضمون والمساحة الزمنية حيث تم نقل 63 مباراة على مدى ثمانية أشهر أي بمعدل مباراتين أسبوعياً. الاستديو التحليلي الذي رافق المباريات تميز بوجود شاشات تلفزيونية كبيرة تساعد على تحليل أسلوب لعب الفرق إضافة لشرح الحالات التحكيمية مباشرة فور نهاية المباراة بوجود نخبة من المدربين والحكام السابقين المشهود لهم بالكفاءة. وهذا التعامل التلفزيوني ساهم بزيادة ثقافة اللعبة وقلل من الأخطاء وحتى الشكوك في المراحل الأخيرة من الدوري تجاه نتائج بعض المباريات خفّت كثيراً، حيث تم نقل ثلاث مباريات على ثلاث قنوات في الوقت نفسه، وهذا لم يحصل سابقاً محلياً أو عربياً على مستوى المحطات الحكومية الرسمية. والتعاون الكبير من إدارة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون كان له الدور الفاعل في إنجاز هذا الشكل الإعلامي وزاده توسعاً النقل عبر القناة التربوية، حيث تم ولأول مرة نقل مباريات ضمن شهر رمضان المبارك واستمررنا بعدها في متابعة النقل وكل حجم العمل الكبير هذا، على الرغم من أن سورية لا تمتلك قناة رياضية متخصصة وهذا بحد ذاته يوضح حجم الإنجاز بل الإعجاز الإعلامي المرئي الذي يقف خلفه فريق إعلامي وطني يمتلك الرغبة والحماس والإرادة. الأمر واجهته صعوبات عديدة أبرزها قلة عربات النقل التلفزيوني والكثير من المباريات خارج دمشق تم نقلها عبر وحدة نقل عبر ثلاث كاميرات فقط والإعادة تكون من الاستديو المركزي ونقلنا مباراتين بكاميرا واحدة!! (جبلة × الجيش) (حطين × الفتوة) وكان هناك تعاون كبير مع المركز التلفزيوني من اللاذقية عبر السفر إلى حلب وحماة وحمص لنقل المباريات عبر جهود كبيرة منهم.

دورينا
من المحطات المهمة التي ساهمت بنقل متميز للدوري إذاعة صوت الشباب عبر برنامجها المتميز (دورينا) معد ومقدم البرنامج مهران خربوطلي كانت له مساحة من الكلام ليدلي بدلوه حول الدوري وأهمية الإعلام والصعوبات التي تواجه العمل الإعلامي في إنجاز عمل ضخم على مدار ثمانية أشهر حاز رضا كل المتابعين، وعن هذه التجربة يقول الزميل مهران خربوطلي: هناك حقیقة یجب أن تقال إن الحضور الجماهیري والتغطیة الإعلامیة للدوري كانت أكبر بكثیر من المستوى الفني للدوري بمفاصله كافة، الأمر الذي شكل مفاجأة للكثیرین وخاصة للقائمین على الدوري.
نقطة مهمة یجب الانتباه إلیها هو الحضور الجماهیري الذي یرتبط ارتباطاً وثیقاً بالتغطیة الإعلامیة، فالإعلام هو عامل الجذب الأول للجماهیر، الإعلام هو الذي نبه الجماهیر بل شدها لحضور المباریات على المدرجات ولفت الأنظار إلى أن عجلة الحیاة في سوریة عامةً والریاضة خاصةً عادت للدوران إلى حد ما بشكلها الطبیعي، الأمر الذي حاول القائمون على الدوري نكرانه أو التقلیل من أهمیته.
إرضاء الناس غایة لا تدرك، هذه المقولة تنطبق على عمل الإعلام هذا الموسم، من تجربة شخصیة عشناها هذا الموسم في برنامج (دورینا) على إذاعة صوت الشباب، عندما تصدینا مع مجموعة من الشباب الطموح لتغطیة الدوري بشكل مباشر ومن الملاعب، وللـه الحمد قدمنا ما استطعنا ونلنا من الاستحسان الكثیر على الرغم من المعوقات التي واجهناها، ما لا یعلمه الكثیرون أننا كنا ننقل ساعتین على الهواء ولكن ومن دون مبالغة كنا نمضي تقریباً كل الأسبوع في نقاشات متواصلة كفریق عمل للظهور بالصورة المثلى.
الأمانة والمصداقیة والشفافیة والنقد البناء هو ما عملنا علیه في البرنامج، رغم أنه لم یرق للكثیرین (وخاصة المقصرین في عملهم) هذا النجاح في التغطیة في رحلة الذهاب دفع شركة الاتصالات (MTN) لرعایة البرنامج في رحلة الإیاب لما لاقته من متابعة جماهیریة، وطبعاً هذا التعاون لم یعجب البعض، بل إن اتحاد كرة القدم ظن واهماً أن باستطاعته تسويق الدوري إعلامياً في الموسم القادم من خلال طرح عقود نقل حصریة إذاعياً وتلفزیونياً ناسياً أو متناسياً أننا كإعلام حكومي رسمي لنا الحق في التغطیة الإعلامیة وأننا شركاء في العمل لما فیه مصلحة الریاضة السوریة بشكل عام.
أقول لهم نحن قمنا بعملنا على أكمل وجه وأكثر وأعدنا الحیاة للدوري، نرجوكم قوموا بعملكم فقط لا أكثر من أجل مصلحة الدوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن