عربي ودولي

قطر تحاول التغلب على الحصار من خلال خطوط موانئ جديدة

تحاول قطر التغلب على الحصار المفروض عليها من بعض الدول العربية، من خلال الحظر الجوي والبري والبحري منذ 86 يوماً. حيث مدت الدوحة خطوطاً بين موانئ قطر من جهة، وكل من تركيا، والكويت، وسلطنة عمان، والهند، وباكستان من جهة أخرى.
ويرى الخبراء أن هذه الخطوط الملاحية الخمسة ستشكّل بديلاً للدوحة في مواجهة العقوبات المفروضة عليها من الدول المُقاطعة، ومتنفّساً لحركتها الملاحية والتجارية عموماً. وخلال الأسبوع الماضي أطلقت «ملاحة» القطرية أول خدمة نقل مباشر للبضاعة المُبَردة بين قطر وتركيا لتعمل بصورة منتظمة، على أن تصل من ميناء أزمير التركي خلال 11 يوماً.
كما أبدت أنقرة استعدادها ليس فقط لإرسال المنتجات الزراعية إلى قطر بل وأيضاً بناء مصانع في الدوحة من أجل تلبية حاجتها ذاتياً.
هذا وتستعد الدوحة لإنشاء خطوط جديدة مع أوروبا وجنوب شرقي آسيا، إضافة إلى أنها ستفتتح رسمياً في الأسبوع الأول من شهر أيلول «ميناء حمد»، الذي يعد واحداً من أكبر الموانئ في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بحسب وزارة المواصلات والاتصالات القطرية.
هذا وتعهدت قطر وروسيا أمس خلال زيارة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الدوحة بتعزيز روابطهما التجارية في خضم الأزمة الدبلوماسية في الخليج والعقوبات الاقتصادية التي تواجهها الإمارة الغنية بالغاز. وقال لافروف للصحافيين بعيد لقاء مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني: «نحن ملتزمون بتعزيز الروابط التجارية والاقتصادية»، مضيفاً: إن موسكو «تولي أهمية كبرى» للتعاون مع قطر في مجال الطاقة بشكل خاص. وأفاد وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال مؤتمر صحفي مع لافروف أن الأزمة لا تزال تراوح مكانها، متهماً السعودية والدول الأخرى المقاطعة برفض إجراء محادثات لإنهاء الأزمة «في 12 مناسبة مختلفة على الأقل».
كما قال: إن وضع الأزمة القطرية لم يشهد أي تغيرات منذ نشوبها، معتبراً أن دول المقاطعة تتذرع بالوساطة الكويتية وترفض جهود أي جهات أخرى. وذكر أن نحو 90 يوماً مرّت على اندلاع الأزمة، لكن الأطراف لا تزال تراوح في المكان دون أن يكون هناك أي تحرك إلى الأمام.
وأكد الوزير القطري بأن الكويت التي تقود جهود الوساطة، بعثت إلى جميع الأطراف رسائل تدعو فيها أن يكون هناك حوار بشكل مباشر وغير مشروط.
وشدد على أن الدولة الوحيدة التي ردت على الرسالة هي قطر، في حين لم ترد أي من دول المقاطعة. واعتبر أن نهج تلك الدول يكمن في تجاهل أي جهود وساطة من الكويت ومن أي دول صديقة أخرى وخصيصاً بعد زيارة الوسيط الأميركي. ولفت آل ثاني إلى أن هذا النهج يبين نيات دول المقاطعة ورغبتها في استمرار الأزمة والحصار وسعيها للتذرع بالوساطة الكويتية عندما تكون هناك أي دولة صديقة تحثها على خوض الحوار، إذ تتهم تلك الدول من يأتيها بمثل هذه الدعوات بتدويل الأزمة.
أما دولة قطر فترحب بجميع الجهود الصديقة، حسبما أكده وزير الخارجية القطري، مجدداً ترحيب الدوحة بالموقف الروسي، ودحض مزاعم دول المقاطعة بأن الدوحة تعتبر الجلوس إلى طاولة الحوار هدفاً بحد ذاته. وشدد آل ثاني على أن الهدف يكمن ليس في الجلوس إلى الطاولة، بل في رفع الحصار وإيجاد حل يضمن سلامة وأمن قطر وكل دول مجلس التعاون الخليجي.
وأكد أنه لا يمكن الخروج من الأزمة إلا عبر الحوار للتوصل إلى تسويات بالتزامات متبادلة وجماعية على الدول كافة، وليس عن طريق إملاءات وطرح مطالب تخرق سيادة قطر وتنتهك القانون الدولي.
وكالات

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن