رياضة

احترموا احترافكم

مالك حمود : 

إن كنت لا تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.
أستذكر هذه الحكمة وأنا أتابع قول أحد القياديين الرياضيين بأن معظم لاعبينا المحترفين لم يطلعوا على نظام الاحتراف!
ظننته مبالغاً أو مغالياً في كلامه في لحظتها، لكن سرعان ما جاءت حادثة منذ أيام كي تؤكد أن البعض من لاعبينا المحترفين هم أبعد ما يكونون عن الاحتراف وأدبياته..!
فجأة يصل الخبر لأحد رؤساء الأندية (المتأهلة لدور الستة في الدوري السوري لكرة القدم) يشاركون في دورة رمضانية تنشيطية لفرق الأحياء الشعبية في الملعب الصناعي الصغير لأحد الأندية، فما كان من رئيس النادي إلا أن ذهب إلى النادي الذي تقام في ملعبه مباريات تلك الدورة للتأكد بنفسه مما وصله عن مخالفة لاعبيه للتعليمات الاحترافية التي تنص على عدم المشاركة في أي نشاط كروي خارج نطاق النادي ومبارياته الرسمية، وتأتي الطامة الكبرى، ويا له من مشهد مخز بحق أولئك النجوم المحترفين!
فما أن دخل رئيس النادي بسيارته إلى منشأة النادي المذكور حتى ترك اللاعبون المحترفون المباراة وهرب كل منهم في اتجاه، ومنهم من قفز فوق السور، ومنهم من اختبأ بين المتفرجين متوارياً عن أنظار رئيس النادي وياله من مشهد مؤسف ومؤلم!
لو بدر ذلك التصرف من لاعبي الفئات العمرية لقلنا إنهم صغار غير مدركين لما يفعلونه، لكن عندما يظهر من لاعبين محترفين فذلك يعني إما عدم معرفتهم لأدنى تفاصيل بنود العقد الاحترافي الذي وقّعوا عليه لدى ارتباطهم بالنادي أو أنهم يعرفون ويتجاهلون، وهذا هو الأقرب للحقيقة وإلا فلماذا يهربون بطريقة صبيانية وأمام المتفرجين الذين ينظرون إليهم كنجوم لكرة القدم السورية ويرون فيهم المثل الأعلى في ملاعبنا.
كيف لأولئك المشجعين أن يحترموا نجوم كرتنا الذين لا يحترمون احترافهم على الأقل!
ما حدث هو واحدة من حالات المخالفات التي يرتكبها محترفونا بحق أنفسهم كمحترفين.. مخالفات تبدأ في مباريات الفرق الشعبية التي يمكن أن تعرضهم للإصابات متناسين أن سلامتهم هي ملك للنادي الذي يدفع لهم مقابل أدائهم الأفضل والأمثل، وتمتد إلى أماكن السهر التي يخالفون فيها الأنظمة بتصرفات وسلوكيات لا تليق بالرياضي، فكيف لو كان محترفاً؟!
هي عبارة مختصرة نقولها لأعزائنا اللاعبين المحترفين:
كي تُحترموا، احترموا احترافكم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن